نداء من 46 شخصية
مبادرة فلسطينية بإحالة ملف الأسرى للجامعة العربية وتشكيل قوة لحفظ الأمن في غزة
وجهت 46 شخصية فلسطينية، تعيش في قطاع غزة ومصر وقطر وتركيا وفي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا والسويد وهولندا وداغستان واليابان وأستراليا، نداء عاجلا إلى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وصفته بالنداء الأخير لوقف المذابح والتهجير من خلال قرارات حاسمة وفورية، تتمثل في إحالة ملف أسرى الاحتلال لدى فصائل المقاومة في غزة بالكامل الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وعلى رأسهم دول الوساطة، وإنشاء وإرسال قوة عسكرية عربية - إسلامية، الى غزة لحفظ الأمن.
وقالت الشخصيات الموقعة على النداء، الذي حصلت الصفحة الأولى على نسخة منه، إن هذه المبادرة تأتي كاستجابة ملحة للوضع الكارثي المتفاقم في قطاع غزة، والذي يتسم بالمماطلة في المفاوضات، واستمرار الحرب، وتضاعف أعداد الشهداء والجرحى والمعاقين والجوعى وتفشي المجاعة، والحصار الخانق والقتل والقصف والتدمير الممنهج، وصولاً الى تهجير قسري، يتخلله إبادة جماعية. إن دوامة المفاوضات الحالية، بل والمشهد الحالي برمته يستغله الاحتلال بتعامله أمام العالم مع الطرف الفلسطيني، كطرف مقابل ليستمر في جرائمه إن الاستمرار في دوامة المفاوضات التي يجيد الاحتلال المماطلة والتسويف فيها - ومعه العالم الظالم الذي لا يحرك ساكناً - تحت أعذار مختلفة يعني تدمير ما تبقى وإزهاق المزيد من الأرواح واستمرار المعاناة لأهلنا في غزة.
ودعت الشخصيات من خلال هذا النداء الفصائل الفلسطينية الى التحرك الفوري لأخذ زمام المبادرة واتخاذ خطوات تهدف لوقف آلة القتل والابادة الجماعية والتجويع والرعب المستمر ضد شعبنا الأعزل في فلسطين من عدو لا يعرف الرحمة ولا يلتزم بقانون والمسؤول الأول والوحيد عن هذا الإجرام، وتضع العالم أجمع أمام مسؤولياته، من خلال عدة بنود.
وتمثل البند الأول في إحالة ملف أسرى الاحتلال لدى فصائل المقاومة في غزة بالكامل الى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وعلى رأسهم دول الوساطة، ليقوموا بالتفاوض مع الاحتلال المجرم، لإنهاء هذا الملف الذي يتعذر به الاحتلال المجرم وداعميه، مقابل أسرى فلسطينيين ووقف العدوان وانسحاب الاحتلال وإعادة الاعمار.
والبند الثاني من المبادرة دعوة الجانب الفلسطيني وبشكل مباشر لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لإنشاء وإرسال قوة عسكرية عربية - إسلامية، نواتها دول الوساطة، وبأي مستوى عددي ومقبول من العتاد، محددة المهام الى قطاع غزة، لحفظ الأمن بشكل انتقالي ومرحلي داخل القطاع، ولمساعدة اللجنة المحلية الإدارية في انجاز مهامها الجسام، فالأمر يحتاج الى اجراء عملي خارج الصندوق.
المبادرة الفلسطينية
أما البند الثالث من المبادرة فيتعلق بالمشهد السياسي والإداري لقطاع غزة، حيث اقترحت المبادرة تسليم إدارة القطاع للجنة محلية إدارية يتم اختيارها من تكنوقراط من قطاع غزة، ويمكن ان تكلف نواة هذه اللجنة من شخصيات وازنة من القطاع تأخذ على عاتقها التشكيل النهائي للجنة إدارة القطاع مدنياً من النخب والعشائر والأكاديميين، ومن منظمات المجتمع الفلسطيني بما يضمن الخبرات اللازمة لإعادة الاعمار ولإعادة تأهيل القطاع مكاناً وشعباً، وبمهمة واضحة لادارة القطاع بالتنسيق مع الجهات العربية والإسلامية التي ستتواجد في غزة، لرفع الحصار الشامل، ووقف الإبادة والتدمير والتجويع، وذلك من خلال خارطة طريق شاملة تتضمن وقفًا دائما لإطلاق النار، وفتحا كاملاً للممرات الإنسانية، وانسحابا لقوات الاحتلال وإشرافًا دوليا لضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات، إضافة للإعمار الشامل.
ودعت المبادرة في بندها الرابع لتعهد الفصائل الفلسطينية، وفور دخول القوات العربية - الإسلامية، بوضع السلاح من خلال هدنة طويلة الأمد، لا تقل عن عشر سنوات، تمكينا لإعادة اعمار وتأهيل القطاع، طالما التزم الاحتلال بأي اتفاق يتم التوصل إليه.
وأـشارت المبادرة إلى أن الفصائل الفلسطينية في أكثر من مناسبة عبرت عن استعدادها لمثل هذه الخطوات إدارة قطاع غزة من خلال لجنة، هدنة طويلة الأمد وغيرها، لإن مثل هذه الخطوات الجريئة والمحسوبة تحسب للفصائل الفلسطينية لا عليها، لأنها أولاً تختار وكأولوية الحفاظ على أهلنا في قطاع غزة، وتُشرك الأطراف العربية التي طالما ضغطت عليها في اتخاذ القرار، وتضع الاحتلال في مواجهة العالم أجمع بعد تجريده من كل أعذاره الواهية إن الفصائل الفلسطينية وخلال عامين كاملين أوصلت رسالتها وبقوة، وصمدت صموداً أسطورياً يشهد له الاحتلال وداعميه قبل غيرهم، وانحيازهم اليوم لصالح وقف المقتلة هو انحياز أخلاقي مبدأي شجاع لا يُنقص من إنجازهم وأدائهم، ولا يرضخ لمطالب مجرمي الاحتلال بالاستسلام.
وقال الموقعون على النداء إن الوضع الإنساني في قطاع غزة قد بلغ مستويات غير مسبوقة من الكارثية، كما أن صرخات الجوعى، وآهات الجرحى ودموع الثكالى تستدعي ضمير الإنسانية جمعاء، فهذا النداء ليس مجرد وثيقة، بل هو نداء أخير لإنقاذ ما تبقى من شعب يعاني، ودعوة للعمل الفوري والمسؤول. إن التاريخ لن يغفر لمن يتقاعس عن نصرة المظلومين، مع دعوة للاتحاد جميعا، دولًا ومنظمات وأفراد، لإنهاء هذه المأساة، وبناء مستقبل يسوده السلام والعدل والكرامة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد الموقعون على هذا النداء أنهم هم من أبناء هذا الشعب وجزء لا يتجزأ منه منهم من قدم وضحى في هذه الحرب الظالمة، والمشهود لهم بالوطنية والنقاء والانتماء، ومن المنحازين تماماً للحق الفلسطيني في وجه إجرام وغطرسة الاحتلال.
واختتموا بأن هذا النداء ليس دعوة للاستسلام أو الرضوخ، بل دعوة للعمل بشكل استثنائي لرفع الظلم والمعاناة عن شعبنا، دون إفراط أو تفريط، فالوضع الاستثنائي، يلزمه مواقف ومبادرات استثنائية، سائلين الله أن يجد هذا النداء الآذان الصاغية، وأن يفرج عن أهلنا في غزة، وأن ينتقم من كل من أجرموا بحقهم.











