و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

تحرك مصري أوروبي لوقف العدوان

إسرائيل تشرع في إخلاء مدينة غزة.. الفلسطينيون يتمسكون بالبقاء وحماس: "التهجير بدأ"

موقع الصفحة الأولى

تحرك جديد تفرضه إسرائيل بالقوة الغاصبة، حيث أمر جيش الاحتلال اليوم الثلاثاء، جميع سكان مدينة غزة وكل أحيائها بالإخلاء قبل أن يشن هجوما جديدا، وذلك بعد أن حذرت إسرائيل من أنها ستكثف غاراتها الجوية وعملياتها البرية في القطاع في "إعصار مدو" إذا لم تطلق حركة "حماس" سراح من تبقى لديها من رهائن وتستسلم.

وأثارت أوامر الإخلاء حالة من الذعر والارتباك بين سكان مدينة غزة. وقال بعضهم إنه لا خيار أمامهم سوى المغادرة إلى الجنوب، بينما قالت الغالبية العظمى إنها ستبقى في المدينة لأنه لا يوجد أي مكان آخر آمن.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر "إكس": "نداء عاجل إلى جميع سكان مدينة غزة والموجودين في كل أحيائها، من المدينة القديمة وتفاح شرقاً، وحتى البحر غرباً. جيش الدفاع مصمم على حسم (حماس)، وسيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع".

وأضاف أدرعي: "من أجل سلامتكم، أخلوا فوراً عبر محور الرشيد  باتجاه المنطقة الإنسانية في المواصي.. البقاء في المنطقة خطير جداً".

مدينة غزة يعيش بها مليون فلسطيني، وشارك مئات الفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في تظاهرة حاشدة بساحة السرايا وسط مدينة غزة، رفضا للدعوات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير أهالي المدينة واحتلالها ضمن ما يعرف بخطة "عربات جدعون 2"، وذلك في إطار حرب الإبادة المستمرة على القطاع للشهر الثالث والعشرين على التوالي.

ورفع المتظاهرون أكفانًا بيضاء في مشهد رمزي يُجسّد تمسكهم بالبقاء ورفضهم الانصياع لقرارات التهجير الإسرائيلية الهادفة إلى إفراغ المدينة من سكانها. كما حملوا لافتات باللغتين العربية والإنكليزية كُتب عليها: "لا للتهجير" و "لن نرحل". 

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وجه مساء أمس، تحذيرا لسكان مدينة غزة، طالبهم فيه بمغادرتها على الفور، وذلك بعد ساعات من إعلان إسرائيل عزمها تكثيف غاراتها الجوية على القطاع. 

وقال نتنياهو: "أقول لسكان غزة: انتهزوا هذه الفرصة وأصغوا إليَّ جيداً: لقد تم تحذيركم. غادروا الآن"، مضيفا أن القوات الإسرائيلية تنظم صفوفها الآن، وتتجمع داخل مدينة غزة من أجل عملية برية.

بينما قالت حركة "حماس" إن تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي لأهالي مدينة غزة ومطالبتهم بمغادرة المدينة "ممارسة علنيَّة لجريمة تهجير قسري مكتملة الأركان"، وتمثل "تحدياً سافراً وغير مسبوق للقوانين والمواثيق الدولية". 

وانتقدت الحركة ما وصفته بأنه "صمت وعجز مؤسسات الأمم المتحدة -وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي- أمام هذه الجرائم الوحشية"، معتبرة أن ذلك يعبِّر عن ازدواجية المعايير التي أضحت تحكمها.

قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، إنه يتم محو قطاع غزة من الوجود وتحويله إلى أرض خراب، وإن سكانه يُجبَرون على الانتقال لمنطقة المواصي التي تطلق عليها إسرائيل اسم "منطقة إنسانية".

واعتبر مفوض أونروا في حسابه على منصة إكس أن المواصي ليست منطقة إنسانية بل تعدُّ معسكراً كبيراً لتكديس الفلسطينيين الجائعين، قائلاً: "لا يوجد مكان آمن في غزة، ناهيك بمنطقة إنسانية. إنه مخيم كبير ومتنامٍ يؤوي الفلسطينيين الجائعين في حالة من اليأس".

تحرك مصري أوروبي

وعلى صعيد التحرك المصري والأوروبي، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية عدة اتصالات مكثفة بنظرائه الأوروبيين على رأسهم وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا، حيث أجرى وزير الخارجية ، اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية ألمانيا، يوهان فاديفول، في إطار التشاور الدوري بين الوزيرين حول الأوضاع الإقليمية وفي مقدمتها الأوضاع في غزة وتطورات الملف النووي الإيراني.

وتبادل الوزيران الرؤى إزاء التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية الكارثية بقطاع غزة والتي وصلت إلى المجاعة نتيجة سياسات التجويع الممنهجة التي تنتهجها إسرائيل.

وأكد الوزير عبد العاطي رفض مصر القاطع لمواصلة إسرائيل في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، مستعرضاً الجهود المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق.

وحذر عبد العاطي من خطورة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك التوسع الاستيطاني غير القانوني، والذي يعد انتهاكا سافرا للقانون الدولي.

ونوه وزير الخارجية بأهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوضع حد للجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، معربا عن التطلع لقيام ألمانيا بالضغط على إسرائيل لوضع حد لانتهاكاتها المتواصلة ولقيام الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات فعالة لدفعها للالتزام بالقانون الدولي.

وشدد عبد العاطي خلال اتصاله بنظيره الإيطالي، على رفض مصر القاطع للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ومخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وجرائم الإبادة واستخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني.

تم نسخ الرابط