تيار يميني متطرف
مظاهرات في طوكيو بقيادة «الجوكر» ضد هجرة المصريين إلى اليابان

لأول مرة، تشهد عاصمة اليابان طوكيو، مظاهرات احتجاجية على اتفاقية موقعة لتوظيف العمالة المصرية، وسط مخاوف بين الأوساط السياسية اليابانية، وخاصة اليمينية منها، من فتح الباب أمام الهجرة الدائمة وتهديد المجتمع المحافظ هناك.
وقاد هذه المظاهرات يوسوكي كاواي، وهو سياسي ياباني يميني متطرف، معروف هناك باسم "الجوكر"، حيث هاجم الاتفاقية بين القاهرة وطوكيو، قائلا إنها تمثل بداية لتوطين المهاجرين، وهي قضية محل جدل وخلاف وسط المجتمع الياباني وبين شرائحه السياسية.
وقاد كاواي المظاهرة مرددا خطابا شعبويا معاد للهجرة، ورفع شعارات تحذر من التحول التدريجي لفتح الباب أمام المهاجرين في اليابان، وقال إن الاتفاق المصري الياباني يتجاوز الإطار المهني ويمهد للتوطين، مطالبا بإلغائه بشكل فوري
وردت حكومة طوكيو على الاحتجاجات من خلال بيان رسمي، قالت فيه إن الاتفاق لا يستهدف جذب العمال المصريين ولا يشجع على الهجرة أو إصدار تأشيرات خاصة، بل يركز على التعاون في تقديم التدريب والمعلومات الخاصة بسوق العمل.
كما نفت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي أن الاتفاق يمهد لقبول المهاجرين المصريين، مشيرة إلى أن هدف الاتفاق توفير الاستشارات والدعم الفني لتطوير المهارات، وليس قبول المهاجرين، وحذرت من وجود حالة من التشويش وعدم توصيل المعلومة بدقة.
وتستهدف الاتفاقية الموقعة في 19 أغسطس 2025، بين "مكتب الشؤون الصناعية والعمل" التابع لحكومة طوكيو، و"اللجنة الاقتصادية المصرية اليابانية (JEBC)، التعاون في مجال توفير المعلومات والتدريب اللازم لتأهيل العمالة المصرية للعمل في اليابان، ووقعت على هامش مؤتمر "تيكاد" للتنمية في أفريقيا، وبالتزامن مع لقاء بين حاكمة طوكيو يوريكو كويكي، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي لتعزيز التعاون المشترك بين الطرفين.
اتفاقية مصر واليابان
وقال الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إن سبب الخلاف حول اتفاقية توظيف العمالة المصرية، سببه طبيعة المجتمع الياباني المحافظ والمنغلق بشكل عام، فاليابانيين لديهم حساسية عالية من وجود العمالة الأجنبية أو المهاجرين في بلادهم.
وأضاف، ولكن في نفس الوقت، تواجه اليابان مأزقا ديموغرافيا خطيرا، بسبب انخفاض أعداد القوى العاملة مع تقدم السكان في السن، الأمر الذي يهدد النمو الاقتصادي، ولهذا، أمام البلاد خياران، وهما الاستثمار في الخارج، أو جذب عمالة من الخارج لسد الفجوة المتزايدة والتي تهدد النشاط الاقتصادي..
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاتفاقية الأخيرة بين القاهرة وطوكيو لن تتسبب في هجرة جماعية أو توطينا دائما كما يدعي البعض في اليابان، كما حدث في ألمانيا وتوافد السوريين عليها مع بداية عام 2011، إنما هي اتفاقية محدودة تستهدف توفير عمالة مؤقتة في قطاعات اقتصادية محددة مثل دول الخليج، وبالتالي لن تمثل تهديدا ديموغرافيا أو ثقافيا للمجتمع الياباني.
ولفت "أنيس" إلى أن بعض السياسيين اليابانيين، وفي مقدمتهم اليمنيين منهم مثل كاواي، يروجون لمثل تلك المخاوف المجتمعية، لتسييد الخطاب الشعبوي الذي يخدم أهدافهم السياسية، فهم يتحدثون باستمرار عن مخاوف من الغزو الديموغرافي لجذب انتباه العامة وبناء قاعدة شعبية.
وطمأن الخبير الاقتصادي بأن الأمر غير مقلق بالنسبة للقاهرة، لأن الاتفاقية لا تشتمل على بنود تسمح بالهجرة الدائمة من مصر إلى اليابان، والقاهرة تتعامل معها كفرصة اقتصادية لتشغيل الشباب في سوق واعد.
وترشح كاواي من قبل على منصب حاكم طوكيو، واشتهر بارتدائه ملابس شخصية الجوكر الشهيرة، وتدعو حملته لحماية الشوارع اليابانية من التغيرات الديموغرافية، كما يطالب بحظر توظيف الأجانب خارج إطار المهارات العالية.
وبدأ يوسوكي كاواي، حياته المهنية في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ثم اتجه إلى عالم الترفيه والفنون الكوميدية، ثم قرر العمل في السياسة، وكانت شهرته عبر حملته لانتخابات حاكم طوكيو وهو يرتدي زي الجوكر الشهير، وبعدها بدأ يبني قاعدة مؤيدين على مواقع التواصل الاجتماعي، مركزا على الخطاب الشعبوي، وقضايا الهجرة والأمن الداخلي، ما جعله وجها شهيرا في التيار اليميني المتطرف، والذي يكتسب شعبية متزايدة في اليابان.