الفضة تتحول الى ملاذ آمن للاستثمار فهل تتفوق على الذهب؟

مع ارتفاع سعر الفضة في السوق المحلي المصري، بدأ اسمها يتردد كملاذ آمن ينافس الذهب، بسبب إقبال العديد من المستثمرين والمواطنين على شراء المعدن الأبيض، خاصة بعد تجاوز سعر الفضة حاجز الـ 40 دولارا للأونصة عالميا، لأول مرة منذ عام 2011، وتوقعات خفض سعر الفائدة الأمريكية الشهر الحالي، وهوما يشعل أسعار المعادن الثمينة بشكل عام.

وعلى المستوى المحلي، تواصل أسعار الفضة ارتفاعها مسجلة مستويات قياسية، بعد تضاعف سعر الجرام 4 مرات خلال ثلاث سنوات، فبعدما سجل 12.2 جنيه للجرام في مايو 2022، وصل إلى إلى 24.5 جنيه في 2023، ثم 47 جنيها في العام الماضي 2024، ليتجاوز حاجز الـ 64 جنيها العام الجاري 2025، وذلك للفضة عيار 700، أما الفضة النقية عيار 999 فوصل سعرها إلى 83.50 جنيه بالمصنعية.

ويفسر هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، سبب الإقبال المتزايد على شراء الفضة، سواء سبائك أو مشغولات، من الأفراد والشركات خلال الفترة الماضية، بسبب اتجاه الكثير إلى المعن الأبيض باعتباره ملاذا آمنا مثل الذهب.

ولكن رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، حذر من أن مخاطر الاستثمار في الفضة أكبر من الذهب، لأن المعدن الأبيض عرضة لتقلبات مستمرة في الأسعار، على عكس المعدن الأصفر الذي يسير في مسار صاعد طويل الأجل نتيجة لأسباب متعددة، أبرزها الاضطرابات الجيوسياسية ومعدلات الفائدة وسعر الدولار.

سبائك الفضة

ارتفاع أسعار الفضة والصناعات العسكرية تشعل أسواق «المعدن الرمادى» حول العالم

رغم تصاعد أسعار الذهب بشكل مفاجئ.. الشعبة: الوقت الحالي هو الأنسب للشراء

وأوضح "ميلاد" أن الاستثمار في سبائك الفضة يحقق العديد من المكاسب، لكنه ليس أفضل من الاستثمار بالذهب، مشيرا إلى أن التعامل مع المعدن النفيس باعتباره مخزن قيمة، هو العامل الحاسم في المقارنة بين الفضة والذهب، بسبب الفارق الكبير في السعر بينهما.

ولفت رئيس شعبة الذهب إلى الحجم الأكبر من سبائك الفضة في السوق المصرية صناعة محلية، كما أن سبائك الفضة المدموغة في مصر مضمونة 100%، وهناك عدة علامات تجارية لشركات الفضة موثوقة وتحمل ختم مصلحة الدمغة والموازين.

ويؤكد سامح عبد الحكيم، عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية، ارتفاع مبيعات الفضة خلال الفترة الماضية، بسبب قدرتها على حفظ القيمة، والنظر إليها كأداة استثمار آمنة بسعر منخفض.

وأوضح أن شركة "سام" الإماراتية طرحت سبائك فضة بأوزان متنوعة تبدأ من 2.5 جرام وحتى كيلوجرام، ولذلك فإن تكلفة الاستثمار في الفضة أقل من الذهب بكثير، فشراء أونصة وزنها 31.6 جرام يكلف 1990 جنيها فقط، مقابل 150 ألف جنيه لأونصة الذهب، ولذلك فالكثير ينظر إلى الفضة باعتبارها الحصان الرابح خلال الفترة المقبلة.

أما إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات، فيتحفظ على التسرع في اعتبار الفضة ملاذا آمنا، قائلا إن الاستثمار في سبائك المعدن حديث العهد، ولذلك فإن تقييم التجربة سيكون سابقا لأوانه، خاصة بالمقارنة مع الذهب، ولكنهما معا يعتبرن خارج المنافسة من حيث الاستثمار.