و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 لم تتوقع دول الخليج أن تطولها نيران إسرائيل، فهي محمية بالقواعد الأمريكية، وأموالها المتدفقة لبيت المال الأمريكي في واشنطن ونيويورك، والإبراهيمية التي جاهدت عواصم الخليج لإخضاع المنطقة لمذهبها للحصول على نعيم العيش في مأمن من غارات الاحتلال، والعيش في فردوس الاقتصاد الوفير الناعم بأموال الخليج شريطة نبذ المقاومة المعروفة لديهم بالعنف والإرهاب.. ظلت هذه هي وتيرة الحياة الخليجية، توزيع النعيم الإبراهيمي على دول لبنان وسوريا والعراق، والمارق يكون مصيره مصير اليمن، ومن يعتقد أنه صاحب رأي وإرادة يتم إغراقه في بحر الظلمات الإقتصادي كما هو حال مصر.. ولا ننسى أن أموال الخليج استقدمت الأمريكي وشركاؤه لتدمير العراق وليبيا وسوريا، وكذلك بث الفتنة المسلحة في السودان بالدعم الإماراتي للجنجويد المعروفين بالدعم السريع، كما يلعب الخليجي، خاصة السعودي والإماراتي، دوراً كبيراً في المأزق اللبناني، والإصرار على سحب سلاح المقاومة شريطة وقف العدوان اليومي للكيان الصهيوني وانعاش الاقتصاد.
دول الخليج لم تطلب وقف العربدة الإسرائيلية في المنطقة، بل طلبت اغتيال وقتل المقاومة أولاً، ثم اقناع المعربد بالتوقف عن عربدته مقابل إنضمام الدول للإبراهيمية، والانصياع لأوامر ومطامع الصهيوني، للحصول على صكوك الإنعاش الاقتصادي بأموال الخليج. 
فجأة تعرضت دول الخليج لضربة إسرائيلية، بإغارة عشر أو 15 طائرة إسرائيلية أمريكية الصنع، على مقر إقامة قادة حركة حماس بمنطقة كتارا، التي يوجد بها مجمع السفارات و6 مدارس وكمبوندات يسكنها مواطنون من كل الجنسيات ودبلوماسيين.. قطر وباقي أمة الخليج، لم تكن تتوقع ذلك أبداً ولا حتى في الأحلام، من المتوقع توجيه ضربة جوية للعراق أو إيران أو اليمن مرورا بأراضيهم لكن توجيه ضربة لهم ذلك مستحيل، خاصة وأن نتنياهو قال انه سيغير خريطة المنطقة ولم يأتي بذكر منطقة الخليج.. وذلك ما قاله رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في مؤتمره الصحفي عقب اغتصاب إسرائيل لسيادتها عصر الثلاثاء (10سبتمبر 2025  ) نتنياهو قال إنه سيعيد تشكيل الشرق الأوسط.. هل يعني أنه سيعيد تشكيل الخليج أيضا؟ 
نعم معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نتنياهو سيعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط، التي تضم دول الخليج وإيران وتركيا ومصر والعراق وسوريا والأردن وفلسطين وقبرص ومصر، وهو مصطلح جيو سياسي يشير لبلاد الشام ( سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) ومصر والعراق والأناضول (تركيا وقبرص) وشبه الجزيرة العربية التي قطر جزء منها.. وهو مصطلح استخدمه مكتب الهند البريطانية مطلع خمسينيات القرن التاسع عشر، ثم أصبح متداولا عندما استخدمه الخبير الاستراتيجي في البحرية الأمريكية ألفريد ثاير ماهان عام 1902، لتمييز المنطقة بين شبه الجزيرة العربية والهند.. شيئ أخر معالي الشيخ، أمريكا التي تحتمون بها قال مبعوثها الخاص لسوريا ولبنان وسفيرها بتركيا توم براك، في حوار مع المؤثر الأمريكي ماريو نوفل، إسرائيل لم تعد تعترف بحدود "سايكس - بيكو" وسيذهبون حيثما يشاءون وقتما يشاءون لحماية أنفسهم ، وسيفعلون ما يلزم لحماية أنفسهم ورسم حدودهم بأيديهم".. 

حلم إسرائيل الكبرى

هي الخضة فقط التي أنتابتكم، ظنناً منكم أنكم بعيدين كل البعد عن الأطماع الإسرائيلية، وحلم إسرائيل الكبرى.. توقعتم أن تغيير الحدود سيشمل سوريا التي سلموتها لتنظيم إرهابي، ولبنان التي تسعون لتركيعها للصهيوني ودفعتم برئاستين ( رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء) مواليتين للخليج ورؤيته، وتحالفتم مع الفصائل اللبنانية التي قتلت اللبنانيين وتحالفت مع الصهيوني لقتل الشعبين الفلسطيني واللبناني.. وليبيا التي قسمتموها ما بين رعاة لمليشيات مسلحة بالغرب الليبي، ورعاة للجيش الليبي بالشرق الليبي، وبينهما ضاع الشعب الليبي والدولة الليبية، وكذلك الأمر بالنسبة لليمن لقد خشيتم من انتصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية اليمينة، فتم تخريبها خشية أمتدادها إليكم، وحاربتم طائفة تسعى لاسترداد شرف اليمن وعظمته، وصراع خليجي خليجي للسيطرة على مقدرات الشعب بإعادة تقسيم البلاد مرة أخرى.. حتى السودان لم ترحموها وتحالفتم ضدها بمساندة الدعم السريع وتحريضه للإنقلاب المسلح على الدولة والشعب من أجل سيطرتكم على موارده الطبيعية.. ولم ترحموا مصر في مرضها وعززتم الخلافات بدول جوارها لإضعاف أمنها الجغرافي والمائي، أو التجاهل فيما يخص القضايا الإقليمية كما يحدث مع تونس والجزائر. 
مشكلة آل الخليج، أنهم نشأوا على عقيدة أنهم مقاولين من الباطن لأمريكا ولأي قوة استعمارية، ذلك ليس بكلامي ولكنه كلام رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم آل ثاني والذي قال في مقابلة مع موقع يقين:" إحنا ما كنا شركاء، كنا مقاولين من الباطن وهذه مشكلتنا.. من قبل الاستقلال نسمع وننفذ، عمرنا ما أخذنا موقف.. اليوم أي وفد أمريكي يأتي للمنطقة لديه أقتراح يعلم جيداً، أننا سننفذ، أو على الأقل سننفذ 80% من المقترح المطلوب.. وهذه هي العادة وإلا لا تصير صديق، وذلك يعني أنه لا يوجد غطاء".. ويستطرد بن جاسم "لا يوجد غطاء ذلك وهم.. الغطاء المهم بعد كل الخبرة التي مررت بها، هو شعبك.. الغرب يحترمك من خلال قوتك بالداخل ( يقصد داخل بلدك) وأنت لازم تكون شريك معه وليس منفذ". 
أنتهى كلام الشيخ حمد بن جاسم، وانتهى الكلام لا تكونوا مقاولين من الباطن والحديث ليس لحكام الخليج فقط، وإنما لحكام منطقة الشرق الأوسط المهددة بإعادة رسم جغرافيتها بأيدي الصهاينة.. قمة الدوحة فرصتكم الأخيرة، والتمادي الإسرائيلي ليس بسبب عجز المجتمع الدولي بقدر ما هو عجز الأنظمة العربية التي أرتضت أن تكون منفذاً للرغبات الأمريكية الصهيونية.. اليوم إما قرار وإما أن تبقوا حيثما أنتم فالشعوب بالمقاومة قادرة على قيادة القافلة وتحيق ما فشلتم فيه على مدى عقود... قمة الدوحة فرصتكم الأخيرة إما نحملكم على أعناقنا وفوق رؤوسنا أو ذهبنا إلى السعودية لشراء حصوات الرجم.

تم نسخ الرابط