و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 في المثل الشعبي المصري مثل يقول "أخرة الغُز علقة".. ذلك المثل أطلقه الفلاح المصري الفصيح، وهو يعني أن خدمة الظالم المستبد مهما بلغت ستكون نهايتها الأذى الشديد تعددت الروايات بشأن ذلك المثل، لكن الثابت بعد البحث أن الفلاح المصري قال المثل "أخرة الغُز علقة" تعليقاً على الإهانة والضرب الذي كان يتعرض له من الغزاة والمماليك الذي ينتمون لقبائل الأوغوز التركية، حيث كانوا ينهبون خيرات أهل القرى، ويجبرونهم على خدمتهم بالسخرة، وبعد أن الانتهاء من النهب والتدمير، كانوا يعاقبونهم بالضرب. 
وينطبق المثل الشعبي المصري على حال الأنظمة والأحزاب والقوى السياسية التي تخدم الاستعمار وفي نهاية المطاف يأخذون ما لا يجبر خاطرهم ولا يوازي ما قدموه من خدمات.. من هذه الأمثلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي وقف ضد المقاومة وتطاول عليها وشتمها وطالبهم بتسليم السلاح، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين حتى تتوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني بقطاع غزة، ونسى رئيس السلطة أن الهدف الذي يعلنه ترامب وحكومة الاحتلال هو تهجير أهالي القطاع، ويبدو أنه لم يسمع النداء المصري القطري للعالم بالضغط على إسرائيل لقبول صفقة حل أزمة غزة، ولم يعلم أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كشف عن ذلك المخطط بعد أسبوعين فقط من بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، ولازال يدفع بترسانة مصر الدبلوماسية لوقف تنفيذ المخطط، وقال في أكثر من مناسبة وكلمة "تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة خط أحمر، وجريمة لن تشارك فيها مصر".  
**صفعة أمريكية للسلطة 
رئيس السلطة الفلسطينية، تلقى صفعة أمريكية برفض إدارتها السماح له و80 دبلوماسي فلسطيني بدخول أراضيها لحضور الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستعقد في 25 سبتمبر الجاري بنيويورك، كمكافأة له على ما قدمه من خدمات للاحتلال والنظرية الصهيونية التي ينفذها الكيان الاصطناعي المعروف بإسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، قال في حوار له مع إحدى القنوات الإبراهيمية الناطقة بالعربية، "اتفاق أوسلو كان اتفاق تاريخي توج النضال الفلسطيني ولغاية الآن إسرائيل بتوكل أصابيعها ندامة على هذا الاتفاق"(!!) 
نعم تعض إسرائيل أصابعها على الاتفاقية التي نصت على حق إسرائيل في العيش في سلام وأمن، وسمحت بإنشاء شرطة فلسطينية من أجل حفظ الأمن الإسرائيلي، بدليل جيش الاحتلال يقتحم الضفة ويعتقل ويصيب محافظي المحافظات، ويهدم المنازل، ويُهجر سكان الضفة، إسرائيل تقتل وتغتال قيادات المقاومة، والمستوطنين يستولون على أراضي وأملاك الشعب الفلسطيني تحت مسمع ومرأى رجال الشرطة الفلسطينية، ويخرج علينا قادة الأمن الإسرائيليين ويقولون ويؤكدون ويتحدثون عن التعاون الأمني مع السلطة (؟!)    


  بكائية فلسطينية لبنانية

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أشار في حواره، إلى أنّ الحديث عن سحب سلاح المخيمات في لبنان بدأ منذ 15 عاماً، وهذا السلاح أدّى غرضه عام 1969 ولا دور له الآن.. ولم يوضح لنا ماذا أدى وكيف أنتهى دوره، هل حصل الشعب الفلسطيني على الاستقلال، واسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والضفة(؟) وكما تقول: "سحب سلاح المخيمات الفلسطينية مقدمة لحماية لبنان وقد اتفقت مع الرئيس عون على سحب كل سلاح المخيمات".. ومن سيحمي الشعب الفلسطيني في المخيمات الـ 12، هل نسيت أنه بين 16و18 سبتمبر 1982، ارتكبت مذابح أو مجزرة صبرا وشاتيلا، على يد ميليشيا حزبي القوات والكتائب بمساندة من الجيش الإسرائيلي، والتي أدت لمقتل 4000 من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، معظمهم من الفلسطينيين والشيعة اللبنانيين، بعد أن قاموا بتسليم السلاح للجيش اللبناني، عقب خروج جيش التحرير الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير ، في 30 أغسطس 1982 تحت إشراف قوات متعددة الجنسيات، أما أتفاقك مع الرئيس اللبناني فهو اتفاق إحادي الجانب، فالمنظمات الفلسطينية التحررية لم توافق بدليل أن هناك 6 مخيمات ترفض تسليم السلاح، فضلاً عن أن السيد عون، ورئيس حكومته "نواف بدون سلام" لم ينجحا في إخراج الاحتلال، رغم تنفيذ كل ما طلبته منهم أمريكا، بل إن إسرائيل هددت بضرب 1200 موقعاً لبنانياً، وقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن بناء منشأة تدريب “لبنان” على أنقاض قرية الزاعورة شمال مرتفعات الجولان، تُحاكي قرى جنوب لبنان، وتم تدريب الجنود عليها.
تتباكى على الانبطاح والخديعة الكبرى، وتقول " اعترفنا بإسرائيل منذ 1988 ورغم ذلك تمنع قيام دولة فلسطينية.. نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية متكاملة الأطراف".. ونواف بدون سلام يقول، بعد أن أحرجته أمريكا أمام المقاومة ومسانديها من كافة الطوائف والمذاهب "الاعتداءات الإسرائيلية انتهاك صارخ لإعلان وقف العمليات العدائية ومبادئ القانون الدولي".. والرئيس اللبناني يقول "الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى الجنوبية مستمرة بشكل دائم وتستهدف سكانا آمنين ومنازل ومنشآت مدنية".. ويشدد على أن الاعتداء الإسرائيلي على القوات الدولية يؤكد مضي إسرائيل في تحدي إرادة المجتمع الدولي الذي يطالب بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان. 
فماذا أنتم منتظرون من محتل لا يحترم المجتمع الدولي ومواثيقه ومنظماته وجيشه، ولم يحترم اتفاقاته معكم (؟!) لقد حصلتم على ما تستحقون من الغُزاة.. والشعوب والمقاومة ستطبق معكم المثل الشعبي القائل "إذا خانك الشخص مرّة فهذا ذنبه، أما إذا خانك مرتين فهذا ذنبك أنت" (!!)

تم نسخ الرابط