مساء اغتصاب سيادة قطر:
مصادر عربية لـ «الصفحة الأولى»: تحذيرات مصرية وتركية أنقذت قادة حماس

أرجعت مصادر عربية قريبة الصلة بحركة حماس نجاة قادتها وفريق التفاوض من محاولة اغتيالهم بمقر سكنهم في منطقة "كتارا" بالدوحة إلى اتباع الحركة عمليه تمويه خدعت بها أجهزة التجسس والرصد الأمريكية الموجودة بقاعدة العديد.. وأوضحت المصادر لـ"الصفحة الأولى" أن الحركة كانت في انتظار وصول الوفد المفاوض الإسرائيلي لإجراء مناقشات بشأن مقترح ترامب الأخير الخاص بوقف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن الوسيط الأمريكي أصر على عقد الاجتماع بحضور جميع قادة الحركة بأحد الفيلل الخاصة بالحركة بالمجمع السكني الذي يقيم به قادة الحركة، بدلاً من أحد الفنادق كما هو معتاد، مما أثار الشكوك لدى قادة حماس، خاصة وأنهم تلقوا قبل الهجوم بأيام تحذيرات من قبل تركيا ومصر التي كانوا بها قبل 48 ساعة من الهجوم، بتغيير الأساليب الأمنية تفادياً لعملية إسرائيلية لاغتيالهم دفعة واحدة.. لذلك قام قادة الحركة بإرسال هواتفهم المحمولة مع عناصر الأمن لمكان إنعقاد الجلسة خشية وجود كمين تفجيري بعبوات ناسفة داخل الفيلا.. ووفقا للمصادر أنه بعد وصول عناصر الأمن مع أجهزة الهواتف بدقائق تم قصف الفيلا..
ما ذكرته المصادر لـ"الصفحة الأولى" يتوافق مع ما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بأن قادة حماس تلقوا تحذيراً من مصر وتركيا قبل الهجوم بأسابيع بتغيير إجراءاتهم الأمنية خاصة قبل وأثناء اجتماعاتهم.. كما نقلت وسائل إعلام لبنانية نقلاً عن مسؤولين بحركة حماس أن المخابرات التركية والمصرية أبلغت فريق التفاوض قبل أسابيع بتحديث الإجراءات الأمنية خشية تعرضهم لمحاولات اغتيال من قبل إسرائيل، كما أوضحت المصادر ووسائل الإعلام اللبنانية، أن الفريق التركي لمراقبة الطائرات الإسرائيلية، والمنتشر بالمنطقة ساهم في إحباط محاولة الاغتيال،بإبلاغ الفلسطينيين بالهجوم. وهذا يفسر ـ وفقا لإعلام إيراني ـ مهاجمة إسرائيل مواقع الرادار التركية الجديدة في مدينة حمص السورية قبيل الهجوم على قادة حماس في الدوحة بساعات وذلك من أجل مرور الطائرات الإسرائيلية فوق المجال الجوي لسوريا والعراق.. ويتفق ذلك مع ما قالته منصة "حدشوت للو تسنزورا" العبرية "ترامب أرسل عرضاً مزيفاً بهدف جمع جميع كبار حماس، في مكان واحد للتخلص منهم".
اتهام قطر وبن عبد الرحمن ينفي
رغم ملامح الغضب والضيق الذي بدى على وجه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، في كلمة للصحفيين عقب تعرض بلاده لهجوم جوي إسرائيلي، إلا أن اتهامات وجهت لقطر بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل لتصفية قادة حركة حماس المقيمين بالدوحة، إستناداً لما نشره الإعلام الإسرائيلي وتصريحات متناقضة لقادة أمريكيين وإسرائيليين بأن عاصمة الاحتلال أبلغت قطر والولايات المتحدة قبل تنفيذ الهجوم، وتساؤل مصحوباً بالاتهام "أين الدفاعات الجوية القطرية التي حاولت صد الهجوم الايراني على قاعدة العديد الأمريكية، ولماذا لم تصد العدوان الصهيوني على المقرات السكنية لقادة حركة حماس بمنطقة "كتارا"، ولماذا تم تعطيل صفارات إنذار الدفاعات الجوية في قطر خلال الهجوم، علماً أنه في قطر قاعدتين أمريكييتين هما العديد والسيلية، والقاعدة التركية بمنطقة الريان"(؟!) وهو ما فسره رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، بأن إسرائيل استخدمت طائرات حديثة لم تكتشفها الردارات(!!).
ترامب يبرئ نفسه
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري لم ينف علم بلاده بالهجوم، موضحاً أن الإدارة الأمريكية أبلغتهم وقت وقوع الإنفجار، وعندما سأله أحد الصحفيين عن ذات الموضوع قال "الجانب الأمريكي أبلغنا بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق"، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر عقب الهجوم، وأعرب خلاله عن شجبه للاعتداء الإسرائيلي، مؤكدًا أن الهجوم لم يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة.. مصراً ( بالعربي أقسم بمئات الإيمانات وبالطلاق من ميلانيا) أن إسرائيل لم تُعطِه إشعاراً كافياً قبل هجومها لتحذير قطر، وأن نتنياهو أخبره بعد الهجوم أنه يريد تحقيق السلام وهذا الحادث المؤسف يمكن أن يكون فرصة للسلام، وهو( أي ترامب كما تعرفون) يريد إطلاق سراح جميع الرهائن لإنهاء الحرب في غزة فوراً..
ترامب في سعيه لنفي تورطه في الهجوم الإسرائيلي على قطر، قال "الهجوم على قطر قرار اتخذه نتنياهو وليس أنا، والهجوم الإسرائيلي الأحادي على قطر لا يحقق مصالح إسرائيل والولايات المتحدة".. وأضاف "لقد تحدثت إلى أمير قطر ورئيس وزرائها وأكدت لهما أن مثل هذا الأمر لن يتكرر على أرض قطر"، وكتب على منصة "تروث سوشيال" وهو ما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: "القرار اتخذه رئيس الوزراء نتنياهو، ولم يكن قراراً مني، والولايات المتحدة علمت به متأخراً، في وقت لا يسمح لها بالتدخل، ووجّهت فوراً المبعوث الخاص ستيف ويتكوف لإبلاغ القطريين بالهجوم الوشيك، وقد فعل ذلك، لكن للأسف، بعد فوات الأوان.. ووجهت وزير الخارجية ماركو روبيو لاستكمال اتفاقية تعاون دفاعي مع قطر، رغم أن البلدين يرتبطان بالفعل باتفاق قائم كان ترامب قد عدّله عند زيارته لقطر في مايو الماضي.
النتن يتحمل المسؤولية
على غرار أسلوب أباطرة التجارة غير المشروعة، والذين دائماً ما يستيعنون بأحد صبيانهم لتحمل مسؤولية الجريمة المضبوطة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ـ تأكيداً لكلام ترامب ـ أن العملية إسرائيلية بحتة، وإسرائيل هي من بادرت بها، وهي من نفذتها، وتتحمل كامل المسؤولية عنها.. إلا أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كشفت نقلاً عن مسؤول أمني إسرائيلي أنه بعد فشل عملية الاغتيال ضد قيادة حماس في قطر، ترامب طالب نتنياهو بأن يتحمل المسؤولية منفرداً، وألا يشرك الولايات المتحدة خوفاً على سمعتها الدولية.. علماً بأن هيئة البث الإسرائيلية قالت وقت وقوع الهجوم إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بالهجوم على قيادات حماس في الدوحة.. كما أكدت إذاعة جيش الاحتلال والقناة 12 الإسرائيلية، أن نتنياهو وترامب تواصلا عبر الهاتف مرتين بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، وكانت المحادثات جيدة للغاية.
الأدلة تؤكد تورط واشنطن
ورغم المحاولات الترامبية لنفي علمها أو مشاركتها في الهجوم على الصديقة قطر، فإن صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية، تقول إنه ما كانت إسرائيل لتنفذ هذه الضربة الدراماتيكية لولا ضوء أخضر من واشنطن.. وما كان لطائراتها أن تدخل المجال الجوي للدوحة دون رصدها من قبل القوات الأمريكية المتمركزة بقاعدة العديد، التي تعد إحدى أكبر القواعد الأمريكية في العالم.. فيما كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية أن العملية خُطط لها منذ أكثر من عام، وأن بعض المسؤولين الأمنيين عارضوا توقيت العملية، وليس جوهرها، في ظل تجدد المحادثات وطرح مقترح أميركي جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكنه ووفقاً للبيان المشترك لنتنياهو ووزير دفاعه كاتس، فإن العملية جاءت نتيجة توفر فرصة عملياتية نادرة تمثلت في الاجتماع النادر لكبار قادة حماس، وبالتالي كان الاستهداف مهماً وصحيحاً، وفقا لتأكيد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، الذي قال "إن قادة الحركة مسؤولون عن هجمات السابع من أكتوبر ويعرقلون جهود التسوية المتعلقة بإطلاق الرهائن".
مراسل القناة 12 الإسرائيلية وموقع "أكسيوس" الأميركي "باراك رافييد"، في محاولة لتبرئة الرئيس ترامب من تهمة المشاركة والتورط في الهجوم على قطر، أكد نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تلقت إخطاراً بالهجوم على قيادات حماس في قطر بعد إطلاق الصواريخ، مشيراً إلى أن واشنطن لم يكن أمامها فرصة للتدخل أو إبداء موقف.. لكن محللة شؤون الأمن القومي في شبكة CNN، بيث سانر، تؤكد علم الإدارة الأمريكية لعدم إمكانية دخول المقاتلات الإسرائيلية المجال الجوي القطري دون رصدها من الرادارات الأمريكية بقاعدة العديد، كما كشفت أن الإسرائيليون يتواصلون قبل تنفيذ أي عملية بمنطقة الشرق الأوسط، مع ضابط الاتصال العسكري الأمريكي الموجود في إسرائيل لإبلاغه بالعملية.. وما يؤكد أيضاً تورط واشنطن في الهجوم على قطر، تغريدة للرئيس الأمريكي بعد ساعة تقريباً من اغتصاب سيادة قطر، قال فيها ترامب:"قلت لهم إن هذه هي الفرصة الأخيرة وأن يأخذوا الصفقة، لكنهم لم يستمعوا"(!!)