و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

قبل ساعات من قمة الدوحة

أمريكا تحاول إحباط القمة العربية الإسلامية .. ومقترح مصري أزعج إسرائيل

موقع الصفحة الأولى

 قبل ساعات من عقد القمة العربية الإسلامية الطارئة بالعاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة مشروع قرار (لم يفصح عنه) بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، والتي ستبدأ اليوم الأحد (14 سبتمبر 2025) باجتماع تحضيري على مستوى وزراء الخارجية، على أن تعقد القمة بحضور القادة العرب والمسلمين يوم الإثنين (15سبتمبر 2025) تسود حالة من عدم التفاؤل بتلك القمة، وإنها لن تتعدى مستوى بيان يحمل الإدانة والشجب والاستنكار، ودعوة المجتمع الدولي لممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ووقف العدوان على غزة، وعدم تكرار عدوانها على دول الجوار.. ويرجع ذلك لقبول الدول العربية والإسلامية التي شاركت في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن العدوان على قطر بغية اغتيال قادة حماس، لبيان المجلس الذي لم يتضمن إدانة واضحة وصريحة لإسرائيل ولم يذكر اسمها من قريب أو بعيد، إذ جاء البيان الصحفي كالتالي: "ندين الهجمات الأخيرة التي وقعت في الدوحة، ونشدد على أهمية خفض التصعيد وندعم سيادة قطر، ونعرب عن أسفنا لوفاة مدنيين في هجمات الدوحة".. البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أكد على ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم من قتلتهم حركة حماس الفلسطينية، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة، أولويتنا القصوى".. البيان جاء بهذه الصيغة بعد ضغوط أمريكية وممارسة الفيتو على صدور أي قرار يدين إسرائيل، أو اتخاذ إجراء ضدها، لأنها ترى ـ وفقا لما قالته مندوبة أمريكا بالمجلس دوروثي شياـ القضاء على حماس هدف يستحق التقدير.. وما يزيد من عدم التفاؤل، إسراع رئيس الوزراء وزير خارجية قطر، بزيارة واشنطن يوم الجمعة (بعد 48 ساعة من الهجوم)، لمقابلة نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفي اللقاء ـ وفقاً للخارجية القطرية ـ أكد نائب الرئيس تضامنه مع قطر، وأن الدبلوماسية كفيلة بحل المسائل العالقة، معرباً عن تقديره لجهود الدوحة في الوساطة ودورها الفاعل في إحلال السلام.. فيما أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية أن قطر ستتخذ كل الإجراءات لحماية سيادتها تجاه هجوم إسرائيل، معرباً عن تقدير بلاده لشراكتها مع الولايات المتحدة ودعمها لسيادة البلاد (والتي تحققت بالهجوم الجوي الإسرائيلي) وبعد ذلك التقى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الرئيس الأمريكي لمدة ساعتين، وعقب المقابلة تناولا وجبة العشاء.. 

 إيران تحذر من قمة بلا قرار 

يوم السبت (13 سبتمبر 2025) أي قبل 24 ساعة من بدء القمة، قال وزير الخارجية الأمريكي "الاختلاف بشأن الهجوم على قطر لن يغير الدعم الأمريكي لإسرائيل. ولا يمكن لحماس أن تستمر في الوجود إذا كان السلام في المنطقة هو الهدف".. ومن تل أبيب، وفي أول زيارة لها، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر، التزام بلاده الراسخ بأمن إسرائيل، وقال "نحن ملتزمون معا بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".. كوبر ذهب أيضاً للدوحة والتقى رئيس الوزراء وزير الخارجية وبحث معه العلاقة الاستراتيجية الوثيقة، وتعزيز التعاون العسكري والدفاعي. 
وأمام ذلك المشهد، دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الحكومات الإسلامية إلى تشكيل غرفة عملياتٍ مشتركة ضد ما وصفه بجنون الكيان الصهيوني، وهو قرار كفيلٌ بأن يقلق أسياد هذا الكيان (طبعاً يقصد أمريكا)، ويدفعهم إلى تغيير أوامرهم له، بذريعة إحلال السلام العالمي وجائزة نوبل(التي يسعى ترامب للحصول عليها) لأن ـ وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الإيرانية عن لاريجاني ـ عقد مؤتمرٍ لمنظمة التعاون الإسلامي مليءٍ بالخُطَب من دون نتيجةٍ عملية كما يحصل في اجتماعات مجلس الأمن يساوي في الحقيقة إصدار أمرٍ جديد بالاعتداء لصالح الكيان الصهيوني.. لأنكم لم تفعلوا شيئًا من أجل المسلمين الجياع والمظلومين في فلسطين، فاتّخذوا على الأقلّ قرارا متواضعاً لتجنّب فنائكم أنتم.. خاصة وأن الهجوم على قطر، رسالة مفادها "يا دول المنطقة جهزوا أنفسكم لهيمنتي القادمة".
وما قاله لاريجاني يتفق مع ما كتبه محرر الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال "جاكي حوجي" بصحيفة معاريف العبرية أن الهجوم على قطر أوضح لجميع حكومات المنطقة أن إسرائيل لا تسعى إلى بناء علاقات جوار وطيدة تدريجيًا، ولا تسعى إلى حل المشكلات عبر الدبلوماسية البناءة.. إنها دولة متوترة، لا تكترث بقيود جيرانها، وتنظر إلى محيطها من منظور أمني.. 


** أمريكا تحاول عرقلة المقترح المصري

فيما نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصادر عربية ودبلوماسية أن القمة ستبحث مدى استعداد هذه الدول لاستخدام أدوات ضغط حقيقية على إسرائيل والولايات المتحدة من أجل التأثير على التسوية في المنطقة.. ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن مصر تحاول على خلفية الهجوم حشد دعم الدول العربية حول فكرة قوة عربية مشتركة على غرار قوة الناتو، قوة قادرة على العمل لحماية أي دولة عربية تتعرض لهجوم.. وهي تعلق آمالا كبيرة بالحصول على دعم لمسار عملي لهذا الاقتراح الذي طرحته قبل تسع سنوات، والذي ينص على تكوين القوة وفقا لحجم السكان في الدول العربية المختلفة وجيوشها مع الحفاظ على التوازنات الإقليمية والسياسية في تشكيل القوة، سواء فيما يتعلق بمشاركة أفراد عسكريين من المغرب والجزائر أو توزيع المناصب العليا في القوة. وترغب مصر في أن تكون هي من يقودها وأن تعطي المنصب الذي يليها للسعودية أو إحدى دول الخليج. كما ورد أن مصر تقترح إشراك 20 ألف مقاتل من جيشها في القوة العربية المشتركة، وذكرت الصحيفة أن الدبلوماسيين المعنيين بصياغة إطار عمل هذه القوة يشاطرون الرأي بضرورة تجنب تحول إنشاء القوة إلى إعلان حرب عربية على إسرائيل، وهو ما قد تستخدمه بعض الدول كذريعة لمواجهة إسرائيل عسكريا.
وفي سياق متصل أوضحت مصادر عربية قريبة الصلة من الأحداث، لـ "الصفحة الأولى" أن المقترح المصري حظي بتأييد إيران، التي أبدت رغبتها في الانضمام لتلك القوة دون الحصول على مناصب قيادية، ولذلك جاء طرح لاريجاني بتشكيل غرفة عمليات مشتركة تشارك فيها باكستان وتركيا أيضاً، لكن المصادر لفتت إلى أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاتها لوقف تنفيذ الفكرة، لأنها بمثابة إعلان حرب ضد إسرائيل، لذلك فإنه من الممكن أن يتم طرح الفكرة في القمة المنتظرة كحديث وليس فكرة للمناقشة واتخاذ قرار بشأنها.
وأضافت المصادر لـ "الصفحة الأولى" أن الإدارة الأمريكية تخشى من تكرار قمة الخرطوم عام 1967، والمعروفة بقمة اللاءات الثلاثة، أو تكرار سناريو 1973، بوقف تصدير النفط، لذلك تبذل مساعي حثيثة لاحتواء الموقف العربي والإسلامي قبل القمة، بتقديم تطمينات لقطر كي تقوم بتخفيض سقف أي دعوة لفرض العزلة الدولية على إسرائيل انطلاقاً من قطع الدول العربية والإسلامية للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية ودعوة دول عدم الانحياز وأوروبا وروسيا والصين للمشاركة في فرض عقوبات على إسرائيل، لإلزامها بوقف الحرب وفك الحصار عن غزة وقبول حل الدولتين.
وفي سياق متصل نقل موقع إذاعة "مكان" الإسرائيلية، عن زعيم المعارضة يائير لابيد، انزعاجه من المقترح المصري، واصفاً المقترح بالضربة الموجعة لاتفاقيات التطبيع، لا سيما بعد تصويت 145 دولة من بينها دول حليفة لإسرائيل لصالح إقامة دولة فلسطينية، متهماً نتنياهو، بالتسبب في تدهور مكانة إسرائيل الدولية، بسبب ممارساته التي وصفها بأنها "مزيج قاتل من اللامسوؤلية والهواة والغطرسة".

تم نسخ الرابط