و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 لازال الكيان الصهيوني متغطرساً، منفوش الريش غير مبالي بما يسمى المجتمع الدولي، فقد سبق "النتن ياهو" اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، بالتوقيع على خطة توسيع استيطاني، خلال زيارة لمستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية، وقال "لن تكون هناك دولة فلسطينية أبداً، وهذا المكان لنا وسنحافظ على تراثنا وأرضنا وأمننا.. وأن الحدود الشرقية تمتد لغور الأردن".. ضارباً عرض الحائط بموافقة 142 دولة على قيام دولة فلسطينية، وذلك وضح في تعليق مندوب الكيان بالأمم المتحدة بقوله "مساعي إقامة الدولة الفلسطينية من شأنها إطالة أمد الحرب".. ولم لا يقول كذلك ومندوبة راعيته قالت بالأمم المتحدة "إن مساعي إقامة الدولة الفلسطينية سيكون له تبعات وخيمة". 
الوقاحة الإسرائيلية فاقت المدى داخل مجلس الأمن الدولي، عندما هدّد مندوبها بضربات إضافية على قطر ولبنان وإيران، واعتبرها جهات تدعم الإرهاب وتهدد أمن إسرائيل لاستضافتها قادة حماس، واستقبالهم.. وقال "إن إسرائيل مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية نفسها مهما كلف الثمن".. الكاميرا في تلك الأثناء جاءت على رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كان ممتعضاً، منفعلاً يكتم غيظه، ساعتها تمنيت لو أني على تواصل مع أحد مرافقيه ليمنحه شربة ماء، وقطعة شكولاتة، حتى لا يصاب بنوبة سكر أو ارتفاع الضغط.. توقعت أن يخلع الشيخ حذائه ويقذف به المندوب الصهيوني لتطاوله بالتهديد بإعادة اغتصاب السيادة القطرية مرة أخرى، إذا لم تطرد بلاده قادة حماس، ولو حدث ذلك فهو ليس عيباً، ولا سابقة هي الأولى من نوعها بالمحافل الأممية، فقد سبق وأن خلع رئيس الاتحاد السوفيتي "نكيتا خروتشوف" حذائه أثناء اجتماع عادي للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 12 أكتوبر 1960، اعتراضاً على خطاب رئيس الوفد الفلبيني "لور ينزو سومو لونج"، الذي انتقد فيه ما وصفه بالسياسات الاستعمارية السوفيتية في أوروبا الشرقية، مطالباً بمزيد من الحريات والديمقراطية في أوروبا الشرقية، وهو ما اعتبره خروتشوف تدخلا مرفوضا، وخلع حذائه (!!) خلع خروتشوف حذائه احتجاجاً على نقد، وليس تهديد بالاعتداء على أراضيه من معتدي أعتدى عليها منذ ساعات.. توقعت أن تحذوا حذو الصحفي النشامى العراقي "منتظر الزيدي" الذي قذف الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" خلال مؤتمر صحفي بصحبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في 14 ديسمبر 2008، إذ فجأة صاح الزبيدي وهو يلقي فردة حذائه الأولى «هذه قبلة وداع من الشعب العراقي أيها الكلب».. ثم صرخ وهو يلقي فردة حذائه الثانية «هذه للأرامل والأيتام وكل القتلى في العراق».. تهرب الرئيس بوش مرتين من الاصطدام بالحذاء، وحاول المالكي الإمساك بأحد الأحذية لحمايته، لكن الثانية ذهبت للعلم الأمريكي. 

 

تهديدات لكل من  يستضيف  حماس

توقعت أن تخلع معالي الشيخ والوفد المرافق لكم، والوفود العربية والإسلامية، أحذيتكم لرجم المندوب الصهيوني، الذي طال تهديده ليس قطر وإيران ولبنان، وإنما كل من يستضيف قادة حماس، مما يعني مصر وتركيا أيضاً، لقد تطاول المندوب الصهيوني وبلاده على ما يسمى بالسيادة العربية، التي هي شرفنا.. شرفنا الذي تنتهكه إسرائيل برعاية أمريكية كل دقيقة في غزة والضفة ولبنان وسوريا، التي سلمتموها لتنظيم إرهابي، شرفنا الذي ينتهك بعبور الطائرات الحربية الإسرائيلية أجواء دول عربية هي الأردن وسوريا والعراق والسعودية لتوجيه ضربات لليمن وإيران.. هل تعلمون أن شرف الأوطان كشرف البنت العذراء، وبالتالي "شرف بلادنا كعود الكبريت يشعل مرة واحدة".. ولا أدري ألم تطرأ لكم الفكرة لعدم قراءة التاريخ، أم خوفاً على السير بين أروقة المجلس حفاة، أم خوفاً من رائحة جواربكم، وربما كان البعض منكم ممزق الجوارب، أم خفتم من غضب بني صهيون والإمبراطور الاستعماري الجديد ترامب.. لا أدري (؟!) 
هانت عليكم أنفسكم، فبعتم شرف أوطاننا، وأخذتم أموال الشعوب وقذفتموها تحت نعال الإمبراطور ترامب، وبالتبعية للكيان الصهيوني.. سياسات خارجية وداخلية خاطئة اتبعتموها للحفاظ على عروشكم، وليس كرامتكم، حان الوقت للوقوف أمام الحقيقة لا حل لاستعادة كرامة السيادة إلا بالمقاومة، التي تأمرتم عليها ولازلتم تتأمرون عليها.. تمتلكون أحدث الأسلحة التي لو نشرت لغطت مساحة الشرق الأوسط وفاضت، أمنحوا أسلحتكم للمقاومة العربية ودعوهم يخوضون الحرب ضد المغتصب، وكما قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، منذ اندلاع حرب الإبادة "لو امتلكت المقاومة 1% من الأسلحة التي يمتلكها الصهاينة لقضوا عليهم".. ألعبوا، وتلاعبوا، كما يتلاعب بكم الإمبراطور الاستعماري ترامب، يدعم ويخطط وينفذ بمقاول الباطن الصهيوني، وأنتم تركضون للبيت الأبيض، تغتصب سيادتكم وتهرولون لهم، وتصفون لقاءاتكم معهم بعد دفع تريليونات الدولارات واغتصاب السيادة بالرائعة، فقد كتب نائب رئيس البعثة القطرية في واشنطن، حمد المفتاح، عقب لقاء دام ساعتين بين رئيس الوزراء وزير خارجية قطر مع الرئيس الأمريكي مساء الجمعة/ 12 سبتمبر 2025/ أي بعد 48 ساعة من اغتصاب الكيان الصهيوني لسيادة قطر، في تغريدة على حسابه في منصة "إكس": "عشاء رائع مع الرئيس. انتهى للتو" (!!)        
تمتدحون أمريكا، وتعولون على المجتمع الدولي، ألا تنظرون وتعقلون، الضغوط الأمريكية أزالت اسم إسرائيل من بيان مجلس الأمن بشأن اغتصاب سيادة قطر، وماهي قيمة القمة العربية الإسلامية إن لم تصدر قراراً على غرار قرار عام 1973، الآن إما أن تخلعوا نعالكم للصهيونية الأمريكية وتمزقون أوراق الإبراهيمية بما فيها كامب ديفيد ووادي عربة، وتسلمون أسلحتكم للمقاومة وتساندوها، أو ترحلون عنا، وكفاكم مهانة وذلة لكرامتنا.. ولا تستفزون الشعوب الغاضبة الكاتمة الغيظ.

تم نسخ الرابط