بعد عرقلتها 5 مرات
إسرائيل لن توافق على المقترح المصري القطري..وترامب يعرقل إنهاء الحرب على غزة

تنتظر القاهرة والدوحة والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يقتل كل دقيقة وضحاها، الرد الإسرائيلي على المقترح المصري القطري الذي وافقت عليه الفصائل، ويتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة ستين يوما، يتم خلالها الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل تحرير 140 أسيراً فلسطينياً من المؤبدات و60 من المحكومين بأكثر من 15 عاماً، وتسليم 18 جثة من الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم وقف إطلاق النار من اليوم الأول لبدء سريان الاتفاق وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية لقطاع غزة، وتشمل المساعدات الوقود والمياه والكهرباء وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز ومعدات رفع الأنقاض، وينص المقترح أيضاً على انسحاب بعمق ألف متر في مناطق شمال وشرق القطاع باستثناء الشجاعية وبيت لاهيا.. على أن تبدأ المفاوضات الخاصة بوقف الحرب والتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في اليوم الأول لدخول الاتفاق حيز التنفيذ.. ووفقا للوسطاء فإن المقترح يستند لمقترح المبعوث الخاص للولايات المتحدة للشرق الشرق ستيف ويتكوف، وسيكون بضمانة أمريكية ورعاية الرئيس ترامب.
** مصر تتهم إسرائيل بالتجاهل
إسرائيل حتى كتابة هذه السطور، لم ترسل ردها على مقترح الوسطاء الذي قبلته حركة حماس والفصائل الفلسطينية خلال اجتماعها مع الوسيطين المصري والقطري بمدينة العلمين الجديدة دون أي تحفظات، وكانت وسائل الإعلام المصرية قد نقلت عن مصدر مصري لم تسمه، يوم الأربعاء / 20 أغسطس 2025/ أن إسرائيل لم ترد على مقترح الوسطاء بالتهدئة والذي تسلمته يوم الإثنين/ 18 أغسطس 2025/، ووفقا للمصدر ذاته فإن مصر تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية لحث إسرائيل على التعامل بصورة إيجابية مع مقترح الوسطاء للتهدئة بغزة.. ويوم الخميس /21 أغسطس 2025/ ذكرت الخارجية المصرية في بيان لها أن إسرائيل تتجاهل جهود الوسطاء والصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار بالتمادي في الجرائم الممنهجة ضد المدنيين الأبرياء ومواصلة التخطيط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما يعكس تجاهلها للمطالب الدولية بإنهاء الحرب ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني بعد ما يقرب من عامين من الصمود أمام تجاوزات اسرائيلية صارخة.
وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لمناقشة الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، مؤكداً الأهمية البالغة لاستجابة إسرائيل للمقترح وتنفيذ عناصره لمعالجة الأزمة الراهنة والحفاظ على أرواح الرهائن، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين في غزة، وضمان نفاذ المساعدات بكميات كافية تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لسياسة تجويع ممنهجة.. ولم يفت عبد العاطي تذكير ويتكوف أن المقترح الذي وافقت عليه حماس والفصائل الفلسطينية سبق وأن قدمه هو شخصياً، مشدداً على ضرورة استغلال الفرصة السانحة حالياً بموافقة حماس على المقترح الأمريكي للتحرك من أجل وضع حد لهذه الحرب غير العادلة والتي تمتد لقرابة العامين، واستغلال فترة التهدئة المقترحة لمدة ستين يوما للتفاوض حول إنهاء الحرب ووضع أسس لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.. اتهام مصر لإسرائيل بتجاهل المقترح المصري القطري، أكدته "القناة 12" الإسرائيلية التي ذكرت عن مصادر في مكتب نتنياهو، أنه قرر عدم الرد على مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه حماس.
أمريكا تدعم إبادة غزة
الولايات المتحدة الأمريكية التي قال بيتها الأبيض إن موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، جاء بعد البيان القوي الذي نشره الرئيس ترامب عبر "تروث سو شيال"، والذي ربط فيه تحرير المحتجزين بتدمير حماس، قال سفيرها في إسرائيل ـ نقلا عن هيئة البث الإسرائيلية ـ "واشنطن ستترك لإسرائيل اتخاذ القرار بشأن الصفقة أو استمرار الحرب بغزة".. كما قالت "القناة 12" إنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لم يعد يتبنى الصيغة التي اقترحها، ولم يعد يثق بالوسطاء.
ومن جانبه أتهم الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" حاييم ليفنسون، الرئيس الأمريكي ترامب بعرقلة إنهاء الحرب في غزة بدعمه لنتنياهو، إذ أعرب الرئيس الأميركي عن دعم علني لموقف نتنياهو القائل إن القضاء على حماس فقط سيحرّر الأسرى، وقد شعر نتنياهو ورجاله بالارتياح من هذا الإعلان، الذي أعطاهم الثقة للاستمرار في التركيز للقضاء على حماس بدلاً من الصفقة، كما أكدت مصادر في واشنطن أن ترامب لا ينوي التدخل، وسيترك قرار الصفقة بيد إسرائيل.
** إسرائيل تريد الاحتلال لا تحرير أسراها
الرد المنتظر شفهياً أو تحريرياً لم يصل بعد، ولن يصل، والوقت يمر موتاً على أهالي غزة. خاصة بعد أن أوضح الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" حاييم ليفنسون، أن المتحدث باسم نتنياهو، أرسل يوم الثلاثاء (19 أغسطس 2025) إيجازًا منسوب لمصدر سياسي يزُعم فيه أن سياسة إسرائيل لم تتغير، وأنها تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى، وفق المبادئ التي وضعها "الكابينت"، كما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مسؤول أمني إسرائيلي بأن الحكومة تبتعد عن صفقة جزئية، وذلك ما أكده وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لمسؤولين قطريين ألتقي بهم في باريس أن شرط الصفقة هو إطلاق سراح جميع المحتجزين، لكن ليفنسون يقول "أمام ماكينة الأكاذيب التي يطلقها نتنياهو، يجب التذكير أن سياسة إسرائيل تغيرت، وأن الصفقات الجزئية التي لا تنهي الحرب وُلدت بسبب نتنياهو، الذي يتبع استراتيجية تحافظ على الحرب الأبدية، للحفاظ على وحدة حكومته، وتؤخّر الانتخابات قدر الإمكان، لذلك كل بضعة أيام يصدر بيانًا مضللًا وكذبًا صارخًا، بهدف واحد فقط هو الإبقاء على الحرب وحكومته.
وفي سياق متصل، اتهمت القناة الثالثة عشر الإسرائيلية، نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، بعرقلة صفقات التبادل مع حماس خمس مرات على الأقل، مما أعاق إتمام اتفاقات التبادل، وبالتالي فإن الحكومة لا يمكنها الادعاء بأنها قامت بكل ما يلزم لتحرير المختطفين.. كما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن نائب رئيس فريق المفاوضات السابق قوله "لم يكن لدينا تفويض واسع ووصل أحيانا إلى الصفر، وكنا نحصل على تفويض ثم تتغير الشروط مع صعودنا الطائرة".. فيما نفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تكون حماس قد فجّرت المفاوضات، عكس ما يُروّج في إسرائيل، هذا، ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية "إن نتنياهو يشدد على أن السيطرة على غزة ستستمر، حتى لو وافقت حماس على وقف إطلاق النار".
وفيما تنتظر مصر وقطر والمقاومة الفلسطينية وفصائلها والشعب الذي يقتل كل دقيقة في قطاع غزة، الرد الإسرائيلي أعلن جيش الاحتلال بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة، عبر عمليات مكثفة في حي الزيتون وجباليا، ضمن خطة "عربات جدعون الثانية" التي وافق عليها وزير الحرب "يسرائيل كاتس"، وتأتي استكمالاً لعملية عربات جدعون السابقة التي أُقرت في مايو الماضي، وهو ما يمثل استمرارًا لحرب الإبادة وتصعيدًا لعملياتها الوحشية ضد المدنيين، بهدف تدمير المدينة وتهجير أهلها.
وأخيراً، كما أكد الكاتب الإسرائيلي حاييم ليفنسون الكرة الآن في ملعب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي إذا فهم أن دعمه لنتنياهو يبعد نهاية الحرب، فسيفرض عليه الصفقة القطرية المصرية.. ومن ناحيتنا إذا رغب ترامب في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإعادة المحتجزين من غزة، سيفرض وقف الحرب.