أسوأ سنة منذ 1933
جفاف دجلة والفرات يهدد بكارثة مائية بالعراق بعد انخفاض إيرادات تركيا وإيران

يعيش العراق أزمة مائية حادة، مع جفاف نهري دجلة والفرات وفروعهما، وقلة الأمطار، بسبب انخفاض الإيرادات المائية الواردة من دولتي المنبع تركيا وإيران، وسط موجات نزوح داخلية من المناطق الريفية بسبب قلة المياه.
وقالت وزارة الموارد المائية العراقية، إن عام 2025، يمثل أكثر السنوات جفافا منذ عام 1933، مع قلة المياه الآتية من دول المنبع، وتأثير التغير المناخي، ما أدى إلى انخفاض التخزين المائي بشكل كبير.
وحذرت وزارة الموارد المائية العراقية، من أن معدل الإيرادات المائية لنهري دجلة والفرات لم يتجاوز 27% مقارنة بالعام الماضي، ما يعني وجود انخفاض حاد، كما أن التخزين المائي في السدود والخزانات، يمثل في الوقت الحاضر 8% من الطاقة التخزينية، أي أن نسبة انخفاض وصلت إلى 57%، مقارنة بالعام الماضي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع".
كما يشهد نهر المشرح، المتفرع من الجانب الأيسر لنهر دجلة، في محافظة ميسان العراقية، موجة جفاف حادة، بسبب انقطاع مصادر المياه المغذية للنهر، وسط تحذيرات من خطورة الوضع المائي على الأهوار بالمحافظة، واستمرار عمليات الهجرة من الأرياف نتيجة قلة المياه.
دجلة والفرات
ويؤثر الانخفاض الحاد في مياه دجلة والفرات على تأمين الاحتياجات المائية في جميع المحافظات العراقية، خاصة الوسط والجنوب، وعلى المتطلبات المائية للمحافظة على النظام الإيكيولوجي في الأهوار وبيئة شط العرب.
وأكدت الموارد المائية العراقية أن استمرار تناقص الإيردات المائية، وعدم تعاون دول المنبع "تركيا وإيران"، سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه، ما يمثل خطرا على الأمن المائي في بلاد الرافدين.
وكان وزير الموارد المائية العراقي عون ذياب عبد الله، قال للسفير التركي في بغداد، أنيل بورا إنان، إن العراق يعيش أصعب سنة مائية، بسبب قلة الأمطار وانخفاض الإيرادات من دول أعالي المنبع، ويقصد بها تركيا وإيران.
كما أعلنت بغداد، أن البلاد تواجه أزمة كبيرة بسبب انخفاض المياه في نهري دجلة والفرات بسبب التغيرات المناخية، وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، خلال كلمته في مجموعة الـ77 والصين التي يترأسها العراق: إن تراجع إيراداتنا المائية من دول المنبع أدى إلى زيادة معدل النزوح الداخلي والخارجي وانخفاض مساهمة الإنتاج الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.
وكشف التحليل الرقمي للبيانات المعلنة، عن أن العراق يستهلك من نهر الفرات كميات أكثر من المياه التي تصله، ليستمر العجز المائي في التفاقم، بنسبة 7%، حيث تأتي البلاد يوميا 18.1 مليون متر مكعب، بينما تستهلك يوميا أكثر من 19.4 مليون متر مكعب، ما يعني أن العراق يستهلك 1.3 مليون متر مكعب يوميا من مياه الفرات، دون تعويض تلك الكمية.