69 ضحية و11 مفقودا
حريق العراق.. النار تلتهم هايبر ماركت الكورنيش والجثث المتفحمة ملقاة على الأرض

اندلع حريق هائل في مركز هايبر ماركت الكورنيش التجاري مدينة الكوت التابعة لمحافظة واسط شرق العراق، وتسبب في وفاة 69 شخصا على الأقل، ومازال 11 آخرين في عداد المفقودين، في الوقت الذي أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بفتح تحقيق في الكارثة لمعرفة أسبابها والكشف عن أوجه التقصير.
وكشفت مقاطع فيديو والصور على منصات التواصل الاجتماعي، عن مشاهد للنيران وهي تلتهم المبنى المكون من خمسة طوابق في مدينة الكوت العراقية طوال الليل، بينما كانت قوات الإطفاء تحاول السيطرة على الحريق، كما تم إعلان الحداد لمدة 3 أيام في محافظة واسط العراقية.
وتفحمت الواجهة الخارجية لمبنى هايبر ماركت الكورنيش، في الوقت الذي كانت فرق الإنقاذ وقوات الأمن تحاول إنقاذ المصابين وإخراج الضحايا، كما ظهر رجال الإطفاء وهم يرشون المياه على المبنى المشتعل أثناء الليل
وكشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة العراقية، أن النيران اندلعت في البداية بالطابق الذي تباع فيه العطور ومستحضرات التجميل، وتنتظر رفات أكثر من 15 ضحية مصابة بحروق بالغة فحص الحمض النووي لتحديد هوياتها، قبل دفنها.
وقال أحد سكان المنازل المجاورة للمركز التجاري، إن الحريق حاصر الكثير من الأشخاص داخل المركز التجاري، وكان الجميع يحاول يائسا البحث عن مخرج للهروب من النيران، كما رأى جثث الأطفال والنساء المتفحمة ملقاة على الأرض في مشهد مروع.
تحقيق في الحريق
وقال محافظ واسط، محمد جميل المياحي، إن الجهات المعنية تواصل التحقيق في أسباب الحريق، وسيتم الإعلان عن النتائج الأولية للرأي العام خلال 48 ساعة، بكل شفافية، كما تنوي السلطات المحلية إقامة دعاوى قضائية ضد صاحب المبنى والمركز التجاري، على خلفية الحادث، ولن يتم التهاون مع من كانوا سببا مباشرا أو غير مباشر في تلك الحادثة التي لا تخلوا من ملابسات.
وزار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مركز هايبر ماركت الكورنيش التجاري في مدينة الكوت، وتفقد أقسام المول، وحجم الدمار الذي تعرض له بعد الحريق المروع.
وقال السوداني: إن حادث الحريق المؤسف حصل بسبب نفس الأخطاء التي تسببت في قضاء الحمدانية التابع لمحافظة نينوى، وهي الإهمال والتساهل في شروط الصحة والسلامة المهنية، وحادثة الحريق في الكوت تؤكد وجود خلل، رغم كل الإجراءات والتوجيهات، الأمر الذي يستلزم معه اتخاذ خطوات رادعة وعقابية تتناسب مع حجم الخسارة بالأرواح.
وأكد رئيس وزراء العراق أن حادث حريق مركز هايبر ماركت الكورنيش التجاري، يمثل شكلا من أشكال القتل والفساد الذي لا يقتصر على اختلاس الأموال فقط، وإنما أيضا التساهل والتغاضي عن الإجراءات الفنية والإدارية المطلوبة حول إجراءات السلامة والأمان في مراكز التسوق.
كما وافقت الحكومة العراقية على مشروع قانون تنظيم حقوق ضحايا مستشفى ابن الخطيب في بغداد ومركز النقاء في ذي قار وحادثة الحمدانية في نينوى وهايبر ماركت الكورنيش في واسط»، وأحالته إلى مجلس النواب، استنادا إلى أحكام الدستور، وذلك بدلا من مشروع قانون تنظيم حقوق ضحايا مستشفى ابن الخطيب وضحايا مركز النقاء وضحايا حادثة الحمدانية.
وقررت الحكومة العراقية تشكيل لجنة تحقيق مختصة في حريق هايبر ماركت الكورنيش لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم، مع إلزامها بإنجاز مهامها خلال 5 أيام على الأكثر، وتقدم توصياتها إلى مجلس الوزراء، وتعويض أهالي الضحايا نتيجة الحادث بـ 10 ملايين دينار عراقي.