فى ذكرى وفاته الـ12
أحمد فؤاد نجم ضمير الشعب بأبيات الشعر .. مدح عبدالناصر رغم اعتقاله
كان أحمد فؤاد نجم أكثر من مجرد شاعر.. كان ضميرًا شعبيًا، وكان أحمد فؤاد نجم لسان حال المهمشين، وصوتًا صريحًا في زمن المجاملة السياسية، عاش أحمد فؤاد نجم حياته منحازًا للفقراء، مؤمنًا بأن الشعر يجب أن يكون سلاحًا للمقاومة، لا أداة للزينة، ورغم كونه أحد أبرز الأصوات المعارضة في تاريخ مصر الحديث، فإن الشاعر أحمد فؤاد نجم ظل يحتفظ بمكانة خاصة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر في وجدانه، حتى وهو يدفع ثمن كلماته بالسجن في عهده.
أحمد فؤاد نجم من مواليد 22 مايو 1929، واشتهر بأنه شاعر العامية المصرية الذي صاغ نبض الشارع بلغة بسيطة ولاذعة، ارتبط اسمه بالثنائي الشهير مع الموسيقار الشيخ إمام، ليشكلا معًا مدرسة غنائية سياسية وثورية قاومت الاستبداد بجسارة.
أنا باحب عبدالناصر
رغم أن احمد فؤاد نجم قضى سنوات في سجون عبد الناصر، إلا أنه ظل يراه زعيمًا وطنيًا له مشروع حقيقي، لم يكن يرى في السجن خيانة من الزعيم بل من المحيطين به، وقال في إحدى مقابلاته: اللي حب عبد الناصر مكنش لازم يكرهه علشانه، واللي ظلمه كانوا اللي حواليه، مش هو.
في عصر أنور السادات، كان احمد فؤاد نجم في ذروة معاركه انتقد كامب ديفيد وقال إن السادات "باع القضية"، وكتب قصائد لاذعة مثل: الخواجة السادات وبيان هام ولم تمضِ فترة طويلة حتى تم الزج به في السجن مجددًا.
أما في عهد حسني مبارك، لم يتوقف احمد فؤاد نجم عن الكتابة، لكن الحصار الإعلامي كان أكبر، رغم ذلك، ظل يكتب عن الفقر، البطالة، الظلم، وسخر من السياسات بـ"نغمة شارع" ولم تتوقف شعبيته يومًا.
مع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، شعر احمد فؤاد نجم أن سنوات نضاله لم تذهب هباء، ونزل إلى الميدان، ألقى قصائده وسط الشباب، وابتسم وهو يرى الناس يهتفون للحرية، الحلم الذي عاش له ومات من أجله، ورفض التحالفات السياسية واحتفظ باستقلاله الفكري حتى رحيله في ديسمبر 2013
لماذا أحب الناس نجم
أحب الناس الشاعر أحمد فؤاد نجم لأنه كان صادقًا ولم ينافق، لم يتراجع، لم يساوم، سُجن أكثر من مرة، لكنه خرج أقوى، كتب مع الشيخ إمام أعظم أغاني المقاومة، من جيفارا مات إلى شيد قصورك، ومن اقواله الشائعة: الشاعر ما ينفعش يبقى تابع الشاعر لازم يقود، ما يتقودش.
كان أحمد فؤاد نجم شاعرًا لا ينتمي إلا لصوت الناس. أحب عبد الناصر لعدالته الاجتماعية، وانتقده عندما شعر بأن مبادئه تُختزل أو تُضلل، كان يرى أن الرئيس قد يُخطئ، لكن الوطن لا يجب أن يدفع الثمن في صمت.




