وفر مخزون استراتيجي
خبير: السد العالي حمى مصر فترة تعبئة سد النهضة خلال 5 سنوات

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن السد العالي حمى مصر خلال فترة تعبئة سد النهضة الإثيوبي، وقال إنه خلال عملية الملء التي بدأت منذ خمس سنوات، لم يشعر المواطن المصري بأي أزمات مائية حقيقية، سواء في مياه الشرب أو الري أو الأنشطة الحيوية اليومية، رغم تحديات سد النهضة على الأمن المائي المصري.
ولفت "شراقي" إلى أن سر حماية مصر من مخاطر سد النهضة، هو السد العالي، الذي مثل درعا استراتيجيا ضمن منظومة حماية مصر من تأثيرات تخزين المياه في سد النهضة، فخلال السنوات الخمس الماضية، عوض السد العالي الفاقد من المياه بعد حجز إثيوبيا لمليارات الأمتار المكعبة من نهر النيل، وجاء ذلك التعويض من خلال نظام دقيق لإدارة المياه، مع مراعاة الأولويات الوطنية والتوازن بين الاستهلاك والاحتياطي.
وشدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن مشروع السد العالي العظيم، الذي بدأ بناؤه في فترة الخمسينيات من القرن العشرين، مكن مصر من الصمود أمام أي نقص مفاجئ في نهر النيل ووارده المائي، وحدث ذلك في ظل التغيرات المناخية والتزايد السكاني والطلب المتصاعد على المياه، وأخيرا مع أزمة سد النهضة.
وأوضح "شراقي" أن السد العالي ساعد في تخزين المياه المتوفرة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، كما ساهم في تنظيم توزيع المياه على مدار العام، لتجنيب مصر تقلبات فترات الفيضان والجفاف، إضافة إلى تأمين احتياجات البلاد من مياه الشرب والري والصناعة خلال فترة ملء سد النهضة الإثيوبي.
السد العالي
كما ساعد السد العالي على تنفيذ خطط التوسع في مشروعات الري، مثل تبطين الترع، وتحديد مساحات الأرز، وتحلية المياه ومعالجة الصرف، حيث وفر مخزونا استراتيجيا كاحتياطي طارئ خلال فترات النقص في تدفق مياه نهر النيل.
وأضاف أن السد العالي ليس مجرد مشروع وطني، خاصة وأنه تم اختياره دوليا كواحد من أعظم 10 مشروعات هندسية في القرن العشرين، بعدما تم تصميمه وبنائه باستخدام أعلى تكنولوجيا متاحة وقتها، وما زال بعد أكثر من 60 عاما يثبت كفاءته.
وتأثير السد العالي لم يقتصر على الداخل المصري فقط، ولكنه امتد إلى العالم الخارجي، بعدما ساعد على استقرار الإنتاج الزراعي المصري، وتصدير جزء كبير منه إلى الخارج.
وكان الدكتور عباس شراقي، أكد تأثر حصة مصر من مياه النيل بسبب سد النهضة، مكذبا تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد التي قال فيها إن حصة مصر لم تتأثر.
وأكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن إعلان أديس أبابا عن اكتمال سد النهضة وافتتاحه رسميا دون التوصل إلى أي اتفاق مع مصر أو السودان، يمثل عدوانا مائيا على مصر، كاشفا عن أنه إذا لم تحتجز كمية المياه التي تقدر بحوالي 60 مليار متر مكعب خلف السد، لكانت قد وصلت إلى مصر والسودان وبالتالي، لا يمكن إنكار أن هناك ضررًا وقع فعليًا على دولتي المصب، بحسب مزاعم رئيس الوزراء الإثيوبي.