و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

بيلوسي: فكرة غبية

ترامب يخطط لعودة ألكاتراز لسجن تابع لـ FBI تحت حراسة التماسيح والأفاعي

موقع الصفحة الأولى

ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تحويل جزيرة ألكاتراز الواقعة في خليج سان فرانسيسكو إلى سجن فدرالي FBI شديد الحراسة، في مشروع سيتكلف حوالي 2 مليار دولار، بعدما تحول إلى مزار سياحي منذ عام 1973، ليثير المشروع ردود فعل غاضبة خاصة من جانب الديمقراطيين وأنصارهم.

ويأتي اهتمام ترامب بمشروع سجن ألكاتراز مرتبطا بالناحية الرمزية وليس العملية أو المادية، لن الرئيس الأمريكي يرى الجزيرة باعتبارها رمزا للقوة والصرامة الأمريكية، بعدما ظهرت في أفلام سينمائية عدة، إضافة إلى موقعها في الذاكرة الثقافية كأحد أكثر السجون في التاريخ الأمريكي قسوة وصرامة، وقال أحد مستشاريه: "إن ترامب يحب ذلك المشروع لأنه يجسد القوة".

وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" من قبل: "حين كنا أمة أكثر جدية في الماضي، لم نتردد في حبس أخطر المجرمين، وإبقائهم بعيدين عن أي شخص يمكن أن يؤذوه. هكذا يجب أن تكون الأمور".

وكان ترامب آثار جدلا واسعا عندما أجاب على سؤال عما إن كانت الحيوانات ستفترس سجناء خارج ألكاتراز، عندما زار مركز احتجاز المهاجرين في مستنقعات فلوريدا المعروف باسم ألكاتراز التمساح، ويقع على بعد 60 كيلو مترا من ميامي في منطقة مليئة بالتماسيح وأفاعي البايثون.

وقال ترامب ردا على السؤال: "نظرت إلى الخارج وهذا ليس مكانا أود التنزه فيه في أي وقت قريب. نحن محاطون بأميال من الأراضي الرطبة الخطرة والطريقة الوحيدة للخروج هي الترحيل".، مشددا على أن مركز الاحتجاز يمثل نموذجا لما يرغب في تنفيذه على المستوى الوطني، وأضاف: أن مركز الاحتجاز سيعلم المهاجرين غير المصرح لهم "كيفية الهروب من التمساح، لا تركض في خط مستقيم، أتعلم؟ فرصتك تزداد بنسبة واحد بالمئة تقريبا. ليس بالأمر الجيد".

وقال الديمقراطيون إن نوايا ترامب تبدو عبثية، ولكن الرئيس الأمريكي مصمم على تنفيذ المشروع، ليبدأ المسؤولين إلى التقديرات أولية للتكاليف، وإجراء زيارات ميدانية لموقع الجزيرة، وبالفعل زارت المدعية العامة بام بوندي ووزير الداخلية دوج بورجوم الجزيرة المعزولة يوم الخميس.

وتشرف الوزارة التابعة للمدعية العامة على مكتب السجون الفيدرالي FBI المنتظر أن يتولى المنشأة الجديدة حال إنجاز مشروع ترامب، بينما سيتبع السجن من الناحية الإدارية وزارة الداخلية التي تمتلك الأرض وتدير الموقع من خلال هيئة المنتزهات الوطنية.

مستقبل ألكاتراز

وكشفت مصادر في الإدارة الأمريكية عن أن ترامب لم يحسم قراره حول مستقبل جزيرة ألكاتراز، في الوقت الذي طرحت فيه 3 خيارات للبحث، وهي: بناء مجمع سوبر ماكس شديد الحراسة من الصفر، على أن تزال جميع المباني المتدهورة في الجزيرة، وتصل التكاليف إلى 2 مليار دولار، أو إنشاء سجن مصغر بكلفة مليار دولار، على جزء من مساحة الجزيرة، أو طرح المشروع بكامله في مناقصة أمام شركات خاصة متخصصة في بناء السجون وإدارتها.

وفي النهاية، فإن عامل الوقت سيكون حاسما، لأن بناء سجن سوبر ماكس سيحتاج إلى فترة طويلة، بينما يسعى ترامب إلى إنجاز كل مشاريعه وأفكاره قبل نهاية فترته الرئاسية.

ومن بين التحفظات على مشروع ترامب لتحويل ألكاتراز إلى سجن فدرالي FBI فائق الحراسة، وجود أعداد كبيرة من الحيتان في خليج سان فرانسيسكو، ما يعني وجود تأثيرات بيئية واسعة لحركة القوارب الكبيرة اللازمة لأعمال بناء السجن.

وجاءت بعض الاعتراضات مشيرة إلى أن عدد السجناء في أمريكا، وهو من الأعلى عالميا مقارنة بعدد السكان، يشهد تراجعا مستمرا منذ سنوات، ما يعني عدم الحاجة إلى مثل تلك السجون.

وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي من زعماء الحزب الديمقراطي، كما تمثل الدائرة التي تقع فيها جزيرة ألكاتراز، إن مشروع إعادة فتح ألكاتراز كسجن فيدرالي يمثل أغبى مبادرة تتخذها إدارة ترامب حتى الآن، ومن المقلق أن الموارد الفكرية الوحيدة التي استندت إليها الإدارة في ذلك الطرح السخيف، جاءت من أفلام هوليوودية خيالية مرّ عليها عقود".

وقررت الحكومة الفدرالية الأمريكية إغلاق سجن ألكاتراز عام 1963 بعد أقل من 29 عاما من تشغيله، واشتهر بأنه احتجز في زنازينه شديدة الحراسة أبرز المجرمين في التاريخ الأمريكي، وفي مقدمتهم زعيم العصابات آل كابوني، وتمثل سبب الإغلاق في ارتفاع تكاليف التشغيل، مع تدهور حالة مبانيه بسرعة نتيجة وجودها وسط البيئة المالحة لخليج سان فرانسيسكو، إضافة إلى نقل الطعام والماء إلى الجزيرة، فضلا عن إخراج النفايات منها.

تم نسخ الرابط