و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

سلاح جديد للتشهير

تكنولوجيا الابتزاز .. فيديوهات «الذكاء الاصطناعي» تحول حياة الأبرياء إلى جحيم

موقع الصفحة الأولى

بعد انتشار الاستخدامات السيئة لـ الذكاء الاصطناعي ألقت أجهزة الأمن القبض على طالب بمحافظة الدقهلية، وذلك لأتهامه بفبركة مقطع فيديو خادش للحياء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، وترويجه عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف التشهير بطالبة رفضت الارتباط به.
وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغًا من طالبة تقيم بدائرة مركز شرطة المنصورة، أفادت فيه بقيام المتهم وهو شاب من نفس الدائرة  بإرسال مقطع مصور مفبرك يتضمن محتوى غير لائق منسوب إليها، وذلك بقصد الإساءة إلى سمعتها والضغط عليها للارتباط به بعد رفضها له.
وقامت والدة الفتاة بعمل استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعى، أكدت فيه تعرض نجلتها للتشهير على يد أحد الأشخاص الذي استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لعمل مقطع مسيء لها، وكثفت الأجهزة الأمنية تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة.
وأسفرت جهود الفحص وجمع المعلومات عن بيان صحة الواقعة، وتم تحديد هوية المتهم وضبطه، حيث جرى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حياله، وتم عرضه على النيابة العامة وقررت حبسه على ذمة التحقيقات. 
وتحذر وزارة الداخلية من خطورة إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، خاصة في التلاعب بالصور والمقاطع المصورة بقصد الإضرار بالآخرين، مؤكدة أنها لن تتهاون في ملاحقة المتورطين في مثل هذه الجرائم التي تمس القيم الأخلاقية وتهدد السلم المجتمعي.

وهذه ليست الجريمة الأولى التى تتم بواسطة الذكاء الاصطناعى ، ففى محافظة الغربية  تعرض طبيب أسنان لابتزاز إلكتروني، بعد أن هدّده شخص بفيديو مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وطلب منه 20 ألف جنيه كي لا يتم نشر الفيديو وتشويه سمعته. وبعد أن دفع المبلغ بشهر قام بالاتصال به مرة أخرى وطلب 50 ألف جنيه، وبعدها ذهب إلى الشرطة وقام بعمل  محضر له 
وفى واقعة أخرى، استيقظت سيدة مطلقة، على اتصال من صديقتها تخبرها بوجود فيديو صادم لها على الإنترنت يظهرها في مشاهد جريئة وبأسلوب يخدش الحياء، وقالت السيدة إنها أصيبت بانهيار عصبي فور مشاهدة المقطع، الذي بدا حقيقيًا لدرجة لا تُصدق، رغم تأكدها أنها لم تصور أي شيء . وبعد أسابيع ، استعانت بخبير تقني أثبت أن الفيديو مفبرك باستخدام تقنية «Deepfake»، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعى لتركيب ملامح الأشخاص على مشاهد أخرى حقيقية.وقام الخبير بتتبع مصدر الفيديو وأكتشف أن وراءه صديق طليقها، الذي اعترف لاحقًا أمام جهات التحقيق بأنه نفذ الجريمة بتحريض من الطليق، انتقامًا منها لرفضها العودة إليه.
وفي مارس 2023، أصدرت محكمة جنايات أسيوط حكمًا بالسجن سبع سنوات ضد شاب تورط في ابتزاز 12 فتاة عبر الإنترنت، بعد أن قام بفبركة صور لهن على أجساد نساء عاريات مستخدمًا برامج الذكاء الاصطناعى ، وهددهن بنشرها ما لم يدفعن مبالغ مالية.

 استخدامات سلبية 

ومع تحول الذكاء الاصطناعي (AI) فى عصرنا الحالى إلى أداة حيوية في العديد من المجالات، إلا أنه فى الوقت ذاته لديه العديد من المخاطر نتيجة الاستخدام السىء له، ومن أبرز الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي، نشر المعلومات المضللة حيث أن الذكاء الاصطناعي يمكنه توليد أخبار كاذبة، ومقاطع فيديو مزيفة، أو صور مفبركة يصعب تمييزها عن الحقيقية، ويُستخدم ذلك في تشويه سمعة الأفراد أو المؤسسات وإثارة الذعر أو الفتن.
ومن بين مخاطر الذكاء الاصطناعي أيضا الاختراق والهجمات السيبرانية، حيث يُستخدم في: التعرف على ثغرات أمنية بشكل أسرع من البشر، تصميم فيروسات ذكية تتكيف مع أنظمة الحماية وتنفيذ هجمات تصيّد احترافية من خلال فهم سلوك الضحايا.
المراقبة وانتهاك الخصوصية ، تستخدم بعض الحكومات والشركات AI في: المراقبة المستمرة للمواطنين مثل التعرف على الوجه، تتبع المواقع، جمع بيانات المستخدمين دون علمهم أو بدون موافقتهم، تحليل سلوك الأفراد لأغراض تجارية أو سياسية.
التمييز والتحيز، حيث يتم أحيانا تدريب الذكاء الاصطناعى على بيانات منحازة، فيمكن أن يميز ضد فئات معينة مثل التمييز على أساس العرق أو الجنس،  يرفض طلبات التوظيف أو القروض بشكل غير عادل.
فقدان الوظائف، جيث يؤدى الذكاء الاصطناعى إلى أتمتة الأعمال اليدوية أوالروتينية، تقليل الحاجة للعمالة البشرية في بعض الصناعات، زيادة الفجوة بين المهارات التقليدية والتقنية.
الاستخدام العسكري، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعى فى تطويرأسلحة مستقلة قاتلة (طائرات أو روبوتات بدون تدخل بشري)، وعمل أنظمة تجسس وتحليل بيانات للحروب الإلكترونية.
الاحتيال المالي والتزييف، كما يستخدم الذكاء الاصطناعى أيضا في تزوير الصوت أو التوقيع الإلكتروني، إنشاء حسابات مزيفة لخداع الضحايا، وبرمجة روبوتات تداول مالي تضر الأسواق.
التلاعب النفسي، وذلك من خلال تحليل البيانات الشخصية، حيث  يمكن للذكاء الاصطناعي استهداف الأشخاص بإعلانات مخصصة للغاية تؤثر على قراراتهم، بالإضافة إلى التلاعب بسلوك المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعى.

تم نسخ الرابط