70% لصغار المربيين
الاكتفاء الذاتي للثروة الحيوانية يرتفع إلى 60% باجمالى 8.6 مليون رأس

أعلن الدكتور مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة عن الانتهاء من الحصر الشامل للثروة الحيوانية في مصر خلال عام 2024، حيث بلغ عدد رؤوس الثروة الحيوانية نحو 8.6 مليون رأس، تم توثيقها إلكترونيًا من خلال فرق ميدانية في جميع المحافظات. وأوضح أن هذه البيانات مكنت الوزارة من وضع خطة دقيقة لتحديد الاحتياجات الاستيرادية وضبط الأسواق، مؤكدًا استمرار العمل على تحديث قاعدة البيانات بشكل دوري بالتعاون مع مديريات الطب البيطري.
وأكد تقرير رسمي صادر عن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الحكومة نجحت في تنفيذ حزمة من البرامج والمبادرات التي تستهدف دعم المربين، ورفع كفاءة الإنتاج، وتعزيز جودة المنتجات الحيوانية، عبر إدخال التكنولوجيا الحديثة وتطبيق برامج التحسين الوراثي. وقال الدكتورعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا بقطاع الثروة الحيوانية ضمن خططها لتحقيق الأمن الغذائي. وأوضح أن الاستراتيجية التي تعمل بها الوزارة تشمل محاور متعددة، منها : الدعم المالي والفني لصغار المربين، توفير الأعلاف، وتحسين السلالات المحلية. كما قال الدكتور علاء فاروق أنه تم عمل تطوير لمراكز تجميع الألبان وتحديث البنية التحتية، إلى جانب تطبيق نظام الترقيم الإلكتروني للحيوانات لتوفير قاعدة بيانات دقيقة، مما ساعد في تعزيز النمو المستدام للقطاع، كما صرح أن صغار المربين يمتلكون نحو 70% من الثروة الحيوانية في مصر، ويمثلون العمود الفقري لهذه الاستراتيجية، مؤكدًا أنه يتم دعمهم من خلال تقديم قروض ميسّرة، وتدريب فني، وخدمات لوجستية لرفع كفاءة الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي. كما أكد تقرير الوزارة أنه تم تطوير 296 مركزًا لتجميع الألبان وتحويلها إلى مراكز نموذجية، وتزويد 41 مركزًا منها بأنظمة إلكترونية حديثة لقياس جودة الألبان وفقًا للمعايير الدولية، مما ساهم في رفع جودة المنتج وزيادة فرص التصدير، وأن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من الألبان الطازجة، كما بدأت أيضا في تصدير الفائض إلى بعض الأسواق الإقليمية، ما يعكس نجاح السياسات الإنتاجية وتحسين السلالات. وقد نفذت الوزارة برامج تدريبية متخصصة لصغار المربين حول كيفية تكوين العلائق العلفية المثالية، لرفع كفاءة الإنتاج وخفض الهدر في الموارد. كما شهدت برامج التحسين الوراثي التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع مراكز البحوث الزراعية تطورًا كبيرًا، خاصة في تربية الجاموس المصري، حيث كشف التقرير زيادة عدد رؤوس الجاموس من 1.3 مليون رأس في 2020 إلى 1.53 مليون رأس في 2024، بنسبة نمو بلغت 18%، كما ارتفع معدل النمو اليومي لعجول الجاموس المحسّن وراثيًا إلى 1200 جرام يوميًا، مقابل 850 جرامًا فقط للجاموس غير المحسّن، وبلغ إنتاج اللبن اليومي للجاموس المحسن 16 كجم، مقابل 5 كجم فقط لغير المحسن، كما وصلت إنتاجية السلالات المحسنة من الأبقار إلى 20 كجم من الألبان يوميًا، مقارنة بـ 7 كجم فقط للأبقار المحلية، وذلك بفضل برامج التلقيح الاصطناعي وتحسين النسل.
اللحوم الحمراء
وأشار نائب وزير الزراعة إلى أن نسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية ارتفعت من 40% قبل عام 2014 إلى أكثر من 60% في عام 2025، وذلك رغم الزيادة السكانية الكبيرة، ما يعكس نجاح السياسات الحكومية في تحقيق التنمية الزراعية والحيوانية المستدامة. ووفقًا لتوقعات الوزارة، من المنتظر أن يصل إنتاج الألبان في مصر إلى 7 ملايين طن بنهاية 2025، مقارنة بـ 6.5 مليون طن في 2024، بينما يرتفع إنتاج اللحوم الحمراء إلى 600 ألف طن، مقارنة بـ 555 ألف طن في العام السابق. كما قال نائب وزير الزراعة أن مشروع البتلو الوطني ساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى معيشة الآلاف من الأسر الريفية، حيث تم تمويل نحو 500 ألف رأس ماشية حتى الآن، بقيمة تجاوزت 9 مليارات جنيه، استفاد منها أكثر من 45 ألف مربٍ، ما انعكس إيجابًا على الإنتاج المحلي ودخل المربين. وأشار إلى أن هذا المشروع يمثل أحد أنجح المبادرات التمويلية في القطاع، وساهم في زيادة المعروض من اللحوم الحمراء وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ومن جانبه، أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن إدخال سلالات جديدة من الماشية يمثل نقلة نوعية في إنتاج الألبان واللحوم، مشيرًا إلى أن بعض هذه السلالات يمكن أن تنتج حتى 40 إلى 50 كجم من اللبن يوميًا، ما يعزز من المعروض في الأسواق ويؤدي إلى خفض الأسعار. وأضاف أن العجول المحسنة قد تصل أوزانها إلى 500 كجم في نهاية دورة التسمين، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، وتخفيف الضغط على الأسواق المحلية، وأوضح أن تحسين السلالات ورفع كفاءة التربية والتغذية من شأنه أن يجعل مربي الماشية من أكثر الفئات ربحية في المجتمع، مشيدًا بالدعم الفني واللوجستي الذي توفره وزارة الزراعة للمربين وتدريبهم على أحدث الأساليب العلمية.