و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

مخاطر التحول الرقمي

الذكاء الاصطناعى يهدد 1.2 مليون وظيفة فى سوق العمل العربي

موقع الصفحة الأولى

كشفت دراسة حديثة صادرة عن منظمة العمل الدولية حول أحوال أسواق العمل في العالم العربي، عن 1.2مليون وظيفة أصبحت مهددة بعد الاعتماد الكلى على الذكاء الاصطناعى فى سوق العمل. وأشارت الدراسة إلى أن نسبة العاملين من السكان في سن العمل تتجاوز نصف عدد المؤهلين في عام 2024، لافتة إلى أن الشباب والنساء يواجهون معدلات إقصاء من سوق العمل تُعد من بين الأعلى عالميًا.
وترى الدراسة أن التحول الرقمي يمثل فرصة استراتيجية، لكنه يحمل العديد من المخاطر، خاصة في الدول التي تعاني من ضعف البنية التحتية ونقص القدرات السيبرانية. وتستخدم دول مجلس التعاون الخليجي الرقمنة كوسيلة لتنوع الاقتصاد مدعومة باستثمارات ضخمة وتغطية رقمية شاملة. وتصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة الدول العربية من حيث معدلات التوظيف الرقمي، فيما تراجعت دول عربية بفارق كبير في القطاعات ذات الكثافة الرقمية. ولا تزال غالبية القوى العاملة في المنطقة متركزة في قطاعات متوسطة الكثافة الرقمية، ما يدل على التقدم البطئ في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعى والتحول الرقمي.
وتشير الدراسة إلى أن نسبة ضئيلة من الوظائف 2.2% معرّضة لخطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعى بالكامل، أي نحو 1.2 مليون وظيفة، بينما يُتوقع أن تستفيد 14.6%من الوظائف أى نحو 8 ملايين وظيفة من دعم الذكاء الاصطناعى وتعزيز الإنتاجية. وعلى المستوى القطاعي، برز قطاعا البناء والنقل كأكثر القطاعات استفادة، في حين تعرضت قطاعات مثل الصناعات التحويلية والتجزئة والخدمات العامة إلى نقص وظيفي ملحوظ نتيجة الذكاء الاصطناعى. 

وبحسب الدراسة، فإن الفئة العمرية بين 15 و24 عامًا هي الأكثر استفادة من الوظائف التقنية الناشئة ويرجع ذلك إلى قابليتهم العالية على التكييف معها، في حين تواجه الفئة فوق 55 عامًا صعوبات في التأقلم مع متطلبات إعادة التأهيل المهني. أما من حيث النوع الاجتماعي، وتُظهر البيانات أن النساء تُعد أكثر عرضة لفقدان الوظائف الإدارية والروتينية، بينما يتركز الرجال في الوظائف التقنية التي يخلقها الذكاء الاصطناعي, وذلك على الرغم من أن النساء يشغلن 5.3% من الوظائف المهددة بالأعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعيى مقارنة بـ1.6%  فقط للرجال، إلا أن النساء أيضًا مؤهلات بدرجة أكبر للاستفادة من الرقمنة، حيث تعمل 22.7%منهن في قطاعات ملائمة للتحول الرقمي، مقابل 13% رجال.

 تطوير البرمجيات

وفى نفس السياق، كشفت دراسة صادرة عن جامعة ستانفورد أن الذكاء الاصطناعى بدأ يؤثر فعليًا على فرص العمل للموظفين الجدد، وخصوصًا من هم بين 22 و25 عامًا، حيث شهدت هذه الفئة تراجعًا بنسبة تصل إلى 13% في قطاعات مثل تطوير البرمجيات وخدمة العملاء والمحاسبة. ويرى الباحثون أن صغار الموظفين يؤدون مهامًا يمكن أعتمادها على الذكاء الاصطناعى بسهولة مثل إدخال البيانات وكتابة التقارير، ما يجعلهم أكثر عرضة للإزاحة.ولكن في المقابل، استفادت الفئات الأكبر سنًا من خبرتها العملية  التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعى استبدالها بسهولة.
على جانب آخر، أظهر تحليل اقتصادي أجرته منظمة العمل الدولية بالتعاون مع مؤسسة كامبريدج إيكونوميتريكس وذلك لقياس الأثرين الاقتصادى والتشغيلى للتحول الرقمى، وتبين أن تغطية النطاق العريض بنسبة 90% قد يحقق 4.6 مليار دولار زيادة في الناتج المحلي وخلق 186 ألف وظيفة بحلول 2035، أما دمج استثمارات مع الذكاء الاصطناعي يُتوقع أن يرفع هذه المكاسب إلى 14.1 مليار دولار، رغم وجود خسائر أولية في الوظائف التى من المتوقع أن تتلاشى بعد عام 2028، ليصل صافي الوظائف المستحدثة إلى 118 ألف وظيفة.
وقد قدمت الدراسة العديد من التوصيات لتفادى التأثيرات السلبية، تشتمل على:عمل استثمار كبير في البنية التحتية الرقمية، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة، تعزيز التعلم مدى الحياة ومحو الأمية الرقمية من سن مبكر،  إصلاح التعليم الفني والمهني وربطه باحتياجات السوق، تطوير سياسات رقمية وطنية تستهدف خلق وظائف آمنة وشاملة، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة بالتكنولوجيا والتمويل، وبناء أنظمة معلومات لسوق العمل متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.

تم نسخ الرابط