و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

عصاباتها تستكمل المهمة:

إسرائيل تقتل صحفي فلسطيني كل 3 أيام في غزة

موقع الصفحة الأولى

 لم يكن مقتل أو اغتيال المدون والصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، إلا حلقة من حلقات إبادة الحقيقة في غزة، والتي بلغ عدد ضحاياها 254 صحفيين وصحفيات، متفوقة بذلك على كافة الحروب السابقة منذ الحرب العالمية الأولى وقتل خلالها ما بين 70-80 صحفياً تقريباً.. والحرب العالمية الثانية حوالي 67-69 صحفياً، وحرب فيتنام التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعب الفيتنامي واستمرت 20 عاماً (ابتداء من 1 نوفمبر 1955، حتى 30 أبريل 1975) حوالي 63 صحفياً، وقرابة 25 صحفياً خلال حروب يوغوسلافيا، التي دامت عشر سنوات (وهي سلسلة من الصراعات العرقية والعصيان وحروب الاستقلال، خلال الفترة بين عامي 1991 و2001)، وحوالي 80 صحفياً خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان والذي استمر 20 عاما (خلال الفترة من 7 أكتوبر 2001- وحتى 13 نوفمبر2021).. فيما لا توجد إحصائيات لعدد الصحفيين القتلى في حربي الخامس من يونيو 1967، والسادس من أكتوبر 1973.
إسرائيل على مدي عامين تعمدت استهداف الصحفي الفلسطيني أثناء ممارسة عمله، أو قصف خيامهم الميدانية، أو منازلهم، فقتلت 254 صحفيين، وأصابت أكثر من 433 صحفيين، واعتقلت 200، ولازالت تعتقل48 منهم، وذلك وفقا لإحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، والذي أوضح أن الاحتلال كان يقتل صحفيا أو صحفية كل 3 أيام خلال عامي حرب الإبادة.. وذلك ما أكدته لجنة حماية الصحفيين، التي حملت إسرائيل المسؤولية عن 95% من جرائم قتل الصحفيين في الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023، ودعت لمحاسبة إسرائيل على اعتداءاتها على الصحفيين والسماح لوسائل الإعلام الدولية بدخول غزة.. وقتل الصحفيين في قطاع غزة، يتم وفق خطة إسرائيلية ممنهجة، في سياق سعيه لطمس الحقيقة باستهداف الصحافة الفلسطينية، وتدمير معظم المؤسسات والمقار الإعلامية، بالتوازي مع استمرار منع دخول الصحافيين الدوليين إلى القطاع، وذلك وفقا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، والذي طالب في بيان له بضرورة فتح القطاع بشكل عاجل أمام الصحافيين و الإعلاميين الدوليين، وتمكينهم من الوصول الميداني الحر لتغطية الواقع الإنساني الكارثي الذي خلفته الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.


** عصابات فلسطينية بنكهة إسرائيلية 

الجديد.. أن المدون والصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي، الذي تم اختطافه واغتياله مساء الأحد (12 أكتوبر 2025) ثالث أيام وقف إطلاق النار وفقا لخطة الرئيس الأمريكي ترامب، تم من قبل إحدى العصابات المسلحة التي تعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لتأكيدات رفاق الجعفراوي وعائلته، موضحة أن الجعفراوي كان مؤيداً ومناصراً للمقاومة، وسبق تعرضه لمحاولة اغتيال، ووصلته تهديدات من قبل الاحتلال، وكان المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي زعم -في منشور له على منصة إكس بتاريخ 17 سبتمبر 2025 - أن الجعفراوي يعمل كجزء من جهاز الإعلام التابع لحماس، وهو ما سبق وذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقال للكاتبة نغم زبيدات، قبل 20 يوماً من اختطافه واغتياله، حيث حذرت من اغتياله قائلة "إن متابعي الصحفي الغزاوي الشهير صالح الجعفراوي باتوا يخشون أن يغتاله الجيش الإسرائيلي بعد اتهامه بأنه ناشط يخدم حركة حماس، لافتة إلى أن الجعفراوي (27 عاما) أشتهر بتوثيقه الحرب على غزة منذ بدايتها، وهو ينشر مقاطع مباشرة مع ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وكان لديه أكثر من 3 ملايين متابع على منصة انستجرام وحدها قبل أن تعطل شركة ميتا الحساب مرارا بسبب منشوراته.  


زملاء وعائلة الجعفراوي أوضحوا، أنه كان في مهمة لتصوير تقرير صحفي في حي تل الهوى بمحيط المستشفى الأردني الميداني جنوب مدينة غزة، وهي منطقة تعرضت لدمار واسع خلال العدوان الأخير على القطاع، ثم اختفى، وانقطع الاتصال به، ليعثر عليه بحي الصبرة مقيد اليدين ومقتولاً إثر تلقيه 7 رصاصات في جميع انحاء جسده، كما كشف أحد الزملاء لـ "الصفحة الأولى"، أن صالح تعرض للتعذيب أيضاً.. ويؤيد المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة نظرية اختطافه من قبل إحدى العصابات في بيانه الذي حمل فيه الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الإجرامية والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النَّكراء الوحشية كونها جاءت نتيجة وامتداداً للإبادة والعدوان على الشعب الفلسطيني، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بإدانة جرائم الاحتلال وعصاباته الإجرامية وردعهم وملاحقتهم أمام المحاكم الدولية على جرائمهم المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، وممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لتثبيت وقف الإبادة الجماعية، وتوفير الحماية للصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.
والمعروف أن الاحتلال قد تحالف مع عصابات مسلحة فلسطينية في قطاع غزة تعمل على سرقة المساعدات، ومنع أهالي محافظتي الشمال من العودة لمنازلهم، واختطاف بعض الشخصيات المطلوبة من قبل الاحتلال وتسليمها له.. وهو ما حدث مع الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية وتم اختطافه في 21 يوليو 2025، على أيدي قوة مسلحة بزي مدني في منطقة المواصي بمدينة رفح، وأصابته في ساقه، وقتلت المصور الصحفي تامر الزعانين، وأصابت اثنين آخرين أحدهما صحافي والآخر موظف في وزارة الصحة، وتبيّن لاحقا أنه محتجز في مركز تحقيق إسرائيلي، وهو ما أظهرته إسرائيل، وبعد 70 يوماً من اختطافه وفي ظروف مشابهة قامت تلك  العصابات باختطاف أبنته الممرضة "تسنيم" صباح الخميس 2 أكتوبر 2025، وفي ذلك السياق قال المرصد الأورومتوسطي، إن اختطاف الهمص وأبنته نمط متكرر من جرائم الاختطاف والإخفاء القسري التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق مدنيين فلسطينيين، خاصة العاملون الصحيون في قطاع غزة..  
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ هذه الجريمة تمثل امتداداً واضحاً لنهج إسرائيلي في استخدام سياسة الخطف والإخفاء القسري ضد المدنيين في قطاع غزة، سواء من خلال وحدات خاصة تابعة للجيش أو عبر الميليشيات المسلحة التابعة لها، مدللة على اتهامها بأن المركبات التي نفذت عمليات الاختطاف تتجه نحو المناطق التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يؤكد مسؤولية سلطات الاحتلال عن الواقعة، سواء بصفتها الجهة المنفذة مباشرة أو المسؤولة عنها بحكم السيطرة الفعلية.

تم نسخ الرابط