و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

 انتصرت المقاومة للقضية الفلسطينية التي كادت أن تموت لولا، طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، الذي أعاد لها النور والبصيرة.. وانتصر أهل غزة للقضية والمقاومة بصمودهم في وجه الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والجوع، ومصائد الموت والتهجير القسري بتمسكهم بالبقاء على أرضهم. وبالتالي بات من حق ذلك الشعب العظيم الباسل، أن يحدد اليوم التالي، ويختار السلطة الحاكمة للدولة الفلسطينية، إذا ما حدث ومكنت الولايات التخريبية الإرهابية وآلتها اللقيطة إسرائيل 160 دولة من تحقيق حلم إقامة الدولتين. 
يحسب للمقاومة الفلسطينية وأهل غزة، مواجهة جيشاً مسلح بأحدث الأسلحة العالمية المتطورة والحديثة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول بزعامة الولايات التخريبية الإرهابية.. إلى جانب تكنولوجيا التجسس والتتبع والترقب.. المقاومة بذكاء الطبيعة والموارد الطبيعية صنعت سلاحها، ووضعت خططا عسكرية ستدرس بالمحافل العسكرية الدولية، وأرهبت العدو بالكمائن والياسين والغول.. وتحايل أهل غزة على الجوع ونقص الدواء ونقص إمكانيات الحياة.. بالأمل في الحياة والأرض، ونصرة من السماء. 
المقاومة الفلسطينية نجحت في استخدام الإعلام كسلاح حرب، كشفت من خلاله الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، والأكاذيب التي روج لها الإعلام الصهيو أمريكي، وكشف الوجه الحقيقي للحكومات المؤيدة للعدو، والداعمة بالسلاح والتكنولوجيا والسياسة، وكيف تقف وتساند إبادة شعب وطرده من أرضه لصالح مجموعة تم تجميعها بعد طردها من بلادهم لفلسطين لإنشاء دولة، لقد منحت بريطانيا، التي لا تملك لمن لا يملك أرضاً ليصنع وطن.. واليوم يريدون طرد أصحاب الوطن لأرض بديلة لصناعة وطن، وكأن الأوطان والشعوب، خاصة في العالم الثالث رقعة شطرنج تحركها تلك الدول بغريزتها الاستعمارية أينما أرادت وقتما تشاء.. ولولا صمود المقاومة وإصرار أهل غزة، بمساندة مصرية لتم التهجير. 
** حماس جزء من المقاومة
المقاومة وأهل غزة، ضحوا بالأبن والأب والأم والأجنة في بطون الأمهات، لقد ضحى أهل غزة بكل ما هو عزيز، وبالحياة من أجل نصرة قضيتهم، ليأتي من وقف يشاهدهم عبر شاشات التليفزيون وتأمر عليهم ليطلب لنفسه حكم غزة.. وهو لم يفكر لحظة في إرسال شاحنة مساعدات للشعب المكلوم، بل منع المظاهرات المؤيدة والمساندة للمقاومة والأهل، ودار في فلك الإبراهيمية والصهيونية مندداً بالمقاومة، ويطاردها ويطالبها بتسليم سلاحها، والرهائن حتى تتوقف المجزرة وهو يدرك ويعلم أن المجزرة لن تتوقف، ويردد ذات الجمل التي ترددها الصهيونية والإبراهيمية والدول ذات النزعة الاستعمارية "لا مستقبل لحماس في حكم غزة". تعالوا نرى الصورة بعين الحقيقة وليس بنظرة المصلحة.. المقاومة الفلسطينية ليست حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، هناك فصائل وكتائب فلسطينية أخرى تحارب ضد العدو الصهيوني منها حركة الجهاد الإسلامي وكتائبها سرايا القدس، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقوات الشهيد عمر القاسم، وحركة المجاهدين وأولوية الناصر صلاح الدين، والعاصفة قوات تابعة لحركة فتح الانتفاضة، وشهداء الأقصى وغيرها من الفصائل والكتائب.. كان طوفان الأقصى وغزة مثالا للوطنية والوحدة الفلسطينية، فصائل مختلفة فكريا جمعتها القضية الفلسطينية فكونت غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة عسكريا وسياسيا، فيما فشلت 57 دولة عربية وإسلامية في تكوين غرفة مشتركة وجيش لمواجهة العدو.. حماس لا تنفرد بالقرار فيما يخص مفاوضات وقف حرب الإبادة والتجويع والتهجير وإنما هي تعود للفصائل، التي اختارتها ممثلا شرعيا للمقاومة.


 قراءة الأحداث بدون رتوش 

تعالوا نقرأ الأحداث قراءة صحيحة، كما هي دون رتوش منحازة، ونسأل "من ذا الذي أنقلب على الشرعية الفلسطينية، للانفراد بالسلطة حماس أم حركة فتح" (؟).. في عام 2006، فازت حماس في الانتخابات التشريعية بأغلبية المقاعد بالمجلس التشريعي، صدمت حركة فتح المسيطرة على زمام السلطة والقرار الفلسطيني، ورأى قادتها "إنه من العار على فتح المشاركة في حكومة تقودها حماس".. رئيس السلطة محمود عباس دعا، الحكومة التي ستشكلها حماس والفصائل المتحالفة معها، إلى الالتزام باتفاقيات منظمة التحرير ونهج السلام، وهو ما رفضته الفصائل المشاركة في حكومة حماس، الحكومة التي شكلها الشهيد إسماعيل هنية، حاصرتها إسرائيل وعرقلتها السلطة بسحب الكثير من صلاحياتها، ورفضت الأجهزة الأمنية التي كان يسيطر عليها محمد دحلان التعامل مع الحكومة الجديدة، فشكل وزير داخلية الحكومة قوة عرفت باسم "القوة التنفيذية"، ووقعت الاشتباكات بين مسلحي حماس وفتح، بذلت محاولات عدة لاحتوائها، ولاحتواء الأزمة دعا محمود عباس في ديسمبر 2006، لإجراء انتخابات جديدة للمجلس التشريعي وهو ما رفضته الفصائل الفلسطينية، ووسط توسع الانفلات الأمني تدخل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتم توقيع اتفاق مكة في عام 2007، وكلف الشهيد إسماعيل هنية (مرة أخرى) بتشكيل الحكومة التي أطلق عليها "حكومة الوحدة الوطنية" لكن الاتفاق فشل وتجددت الاشتباكات بين حركة فتح وحماس، حتى حدثت المواجهة التي أدت للانقسام في 14يونيو 2007..
الخلاف بين حماس والفصائل من جهة، وحركة فتح من جهة أخرى، سببه رغبة فتح في الاستحواذ والسيطرة على القرار الفلسطيني، ورفضها لبرنامج الحكومة المنتخبة المحافظ على المقاومة وتوفير الدعم لها بدلاً من اعتقالها وسحب سلاحها.. واليوم بعد أن انتصرت المقاومة وأهل غزة على التطبيع ورهان السلام الخاسر، وتغيير بوصلة الرأي العام العالمي باعتراف 160 دولة بالدولة الفلسطينية، بات من حق أهل غزة والمقاومة فقط اختيار السلطة الحاكمة لدولة فلسطين المزعم إقامتها، دون أي تدخل أو ترشيح أحد من رموز السلطة الحالية.

تم نسخ الرابط