و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

بعد 43 أعوام:

مصر والمقاومة الفلسطينية تجبران إسرائيل على الاحتفال بأكتوبر في "عوفيرا"

موقع الصفحة الأولى

يظل شهر أكتوبر / تشرين الأول.. شهر أنتصار عربي، وهزيمة لإسرائيل المحتلة.. في السادس من أكتوبر 1973، حطم الجندي المصري نظرية الجيش الذي لا يقهر، عابراً قناة السويس، محطما خطه المنيع "بارليف".. وأجبره على الاستسلام لقدرة المصريين، التي تجددت في السابع من أكتوبر 2023، عندما قهر المقاوم الفلسطيني أسطورة الدولة الأمنية وأثبت أن جنوده عصافير يمكن اصطيادها بـ "النبلة".. "شبشب" المقاوم الفلسطيني حطم أسطورة السلاح المتطور، وصمد أمام ترسانة الأسلحة الامريكية وهزمها هزيمة نكراء.
في الثامن من أكتوبر 2023، دخل حزب الله اللبناني على خط المواجهة مع جيش الاحتلال لمساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأهانت صواريخه ومسيراته، أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأمريكية الصنع، حتى أن مسيرة لبنانية وصلت لغرفة نوم وزير دولة الاحتلال.. ذلك قبل إلتحاق الجيش اليمني بالمعركة منذ 14 نوفمبر 2023، والذي لازال يمارس إهانة الجيش الذي قهر، ومنظومته الأمنية ودفاعه الجوي، مما أدى لتعطيل العمل بمطار بن جوريون، وإلغاء 30 شركة طيران رحلاتها لدولة الاحتلال، فضلاً عن توقف العمل بميناء إيلات "أم الرشراش" نتيجة العمليات العسكرية في باب المندب وبحر العرب، التي أوقفت الإمدادات للاحتلال.   
إهانة ما بعدها إهانة، وتحطيم ما بعده من تحطيم، كسر الجندي المصري والمقاوم العربي غطرسة الاحتلال، وتكبره، ونظرته بأنه الأقوى والأعظم بمنطقة الشرق الأوسط.
المقاوم العربي والجندي المصري، أثبتا للعالم مدى هشاشته، أو كما قال الشهيد حسن نصر الله "أهون من خيط العنكبوت".. وهو لا يتفوق إلا على قصف المدنيين ومنازلهم وأراضيهم، ولم ينجح في لبنان ويتفوق عسكرياً، إلا بعدما أوقف الحزب وفصائل المقاومة اللبنانية صواريخهم ومسيراتهم، وفي غزة تفوق جوياً، محطماً الحياة، لكنه على الأرض تكبد الخسائر، وفقا لإحصائيات جيش الاحتلال في الذكرى الثانية للسابع من أكتوبر 2023، قتل 1152، منهم 262 في عام 2025، ونحو 30 ألف مصاب باضطرابات نفسية.. فيما ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية، أنًّ عدد القتلى من الجنود بلغ  1,086 جنديًّا، بينما بلغ عدد المجندات القتيلات إلى 66 مجندة. 

مدينة "عوفيرا"

في يوم السادس من أكتوبر 2025، أي بعد 52 عاماً من نصر أكتوبر 1973، وبعد عامين على طوفان الأقصى الفلسطيني، وأولى البأس اللبناني، ومعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس اليمنية، أجبر المصري الاحتلال على الحضور لمدينة "عوفيرا" لإجراء مباحثات غير مباشرة مع حركة حماس "الممثل الشرعي لفصائل المقاومة الفلسطينية" لبحث آلية تنفيذ خطة ترامب لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.. بعد موافقتها على الخطة بوضع شروط لتطبيقها..
"عوفيرا" هو الأسم الذي أطلقه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة شرم الشيخ، عام 1968، بعد احتلالها على إثر هزيمة الخامس من يونيو 1967، واحتلاله لشبه جزيرة سيناء، وقام ببناء مستوطنة أطلق عليها اسم "عوفيرا"، تسع لتسكين نحو 500 أسرة، تم بناؤها على هيئة مدرجات، حتى يسهل القفز من دور لآخر، ومن مبنى إلى آخر، تفاديا للهجمات، وأسفلها بنى الكثير من الخنادق، التي تحولت إلى ثكنات للعمال الذين كانوا يعملون في بناء المنشآت الحكومية في شرم الشيخ، بعدما عادت سيناء كاملة لمصر، كما أقام الاحتلال بها قاعدة جوية وعسكرية، وحولها لمركز سياحي.

قبل عام 1967، كانت شرم الشيخ قرية صيد صغيرة، يسكنها البدو، ويزورها عشاق الغوص..  وشهدت في العصور القديمة تطورا جيولوجيا تسبب في تكوين البحر الأحمر.. ويذكر المؤرخون أن اسم "شرم الشيخ" ظهر في منتصف القرن التاسع عشر مع وصول الرحالة البريطانيين الذين قاموا برحلات غوص ومشاهدة الشعب المرجانية.
المهم هو أن شرم الشيخ، المدينة التي عادت لمصر، بقوة السلاح واسلام، وتم إجبار المستوطين على تهجيرهم قسرياً بقوة جيش الاحتلال، تشهد منذ السادس من أكتوبر 2025، المباحثات غير المباشرة لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني..
شرم الشيخ "عوفيرا" بعد 43 أعوام على عودتها لوطنها الأم مصر، صارت كتاب تاريخ يسجل النصر العسكري المصري والعربي بقوة الجندي والمقاوم على الاحتلال، ويحيي ذكرى الانتصار بمشاركة وفود سياسية إسرائيلية وأمريكية، بمشاركة عربية ممثلة في قطر، وشرق أوسطية إسلامية بتواجد تركيا. 
شهداء الهزيمة على أرض سيناء ولبنان وفلسطين واليمن أمريكا وإسرائيل، يحيون معنا ذكرى نصرنا على أرض السلام .. شرم الشيخ.

تم نسخ الرابط