مؤتمرات جماهيرية بالمحافظات
الانتخابات البرلمانية.. الأحزاب تستعد لمعركة «الشيوخ» باختيار الكوادر وترتيب التحالفات السياسية
بدأت الأحزاب استعداداتها لـ الانتخابات البرلمانية، والتي ستبدأ بمعركة مجلس الشيوخ المقررة في أغسطس 2025، والتي تسعى من خلالها لتعزيز وجودها في الشارع السياسي، والاستعداد من خلالها للمعركة الأصعب والأشرس وهي انتخابات مجلس النواب المنتظر اجراؤها نهاية العام الجاري.
والبداية مع الوافد الجديد على الشارع السياسي المصري، وهو حزب الجبهة الوطنية، الذي يكثف تحركاته لخوض انتخابات مجلس الشيوخ ومن بعده مجلس النواب، ولديه طموح في الحصول على تمثيل معتبر في المجلسين، بعدما قال الدكتور عاصم الجزار، رئيس الحزب، إن البرنامج الانتخابي سيتضمن أهدافا كبرى تعبر عن تطلعات المواطنين، وبرامج تلبي احتياجات جميع المحافظات.
وقال السيد القصير، الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية، إن الحزب يعمل على تجهيز برنامج انتخابي يعكس القضايا المحلية لكل محافظة، ويتضمن مشروعات محددة يمكن تقييمها من المواطن، فضلا عن تمكين الشباب والمرأة باعتبارهما نواة رئيسية للمشروع السياسي للحزب، مع إشراكهم في العمل السياسي، عبر دعمهم للترشح والمشاركة الانتخابية وتعزيز دورهم في المجتمع المدني.
أما حزب مستقبل وطن، صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلس النواب، فيستعد بقوة لمعركتي انتخابات مجلسي الشيوخ والشيوخ، وقال النائب عصام هلال، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس الشيوخ، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إن الحزب بدأ استعداداته مبكرا للانتخابات، معتمدا على الخبرات السياسية والتنظيمية التي تراكمت لديه منذ تأسيس الحزب عام 2014، ومشاركته في جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، سواء الرئاسية أو البرلمانية أو التعديلات الدستورية.
وأكد "هلال" أن حزب مستقبل وطن لديه الجاهزية الكاملة لخوض انتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة بكفاءة عالية، بسبب امتلاكه بنية تنظيمية قوية في جميع محافظات الجمهورية، عبر 7500 وحدة حزبية تغطي 367 مركزا، إضافة إلى نخبة متميزة من الكوادر التنظيمية والبرلمانية، القادرة على إدارة العملية الانتخابية.
كما بدأ حزب حماة الوطن، في عقد لقاءات دورية مكثفة مع قواعد الحزب في المحافظات استعدادا لمارثون انتخابات مجلس الشيوخ ومن بعدها مجلس النواب، لاختيار أفضل العناصر للدفع بها في العملية الانتخابية سواء على مقاعد الفردي أو القائمة.
مقاعد مجلس الشيوخ
وقال اللواء طارق نصير، الأمين العام لحزب حماة الوطن، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، إن الحزب مؤهل للفوز بنسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشيوخ، بعد نجاح الهيئة البرلمانية للحزب في مجلسي النواب في التعبير عن نبض الشارع.
وكشف الدكتور أحمد العطيفي، الأمين العام المساعد لحزب حماة الوطن، أمين تنظيم الجمهورية، عن إعداد خطة متكاملة للمنافسة بقوة على المقاعد الفردية والقائمة بجميع دوائر انتخابات مجلس الشيوخ، كما يسعى لاستغلال الانتشار الواسع بجميع المحافظات، والاعتماد على الكوادر المؤهلة والقادرة على الفوز في الانتخابات، كما دخلت جميع قواعد ومستويات الحزب التنظيمية في حالة استنفار استعدادا للمعركة الانتخابية.
أما حزب العدل، فيعتد خلال الفترة المقبلة على تنظيم المؤتمرات الجماهيرية في المحافظات استعدادا لـ الانتخابات البرلمانية، ويقول رئيس الحزب النائب عبد المنعم إمام أن الحزب يقدم خطابًا سياسيًا يعتمد على الشراكة مع المواطن مع عدم اعتباره مجرد متلقي.
وأشار رئيس حزب العدل إلى أن مصر تحتاج إدارة كفؤة تليق بشعب يستحق الأفضل، مؤكدا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من كفاءة المؤسسات ومحاسبتها وليس من القفز على الواقع بشعارات.
ولفت النائب أحمد القناوي، الأمين العام لحزب العدل، إلى أن الحزب سيعتمد بشكل خاص على محافظات الصعيد، بعدما تبني عدة قضايا مهمة، من بينها تطوير مسار العائلة المقدسة في أسيوط، وتطوير منطقة القيسارية التاريخية.
أما حزب المؤتمر، فيعمل على تشكيل الغرف الفرعية لأمانات المحافظات، وبدأت غرفة العمليات المركزية للانتخابات بالحزب برئاسة أحمد خالد ممدوح نائب رئيس الحزب، بدء تلقي تشكيل عدد من غرف العمليات الفرعية في امانات المحافظات لبدأ التنسيق بين تلك الغرف والأمانة المركزية للحزب.
ويأتي ذلك بناء على قرار الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب المؤتمر، عضو مجلس الشيوخ، بتشكيل غرفة العمليات المركزية بالمقر الرئيسي للحزب بداية من شهر يونيو 2025، مع تكليف أمانات المحافظات بالحزب بتشكيل غرف عمليات في كل محافظة، وإبلاغ غرفة العمليات المركزية بذلك.
ويؤكد أحمد خالد ممدوح، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الحزب لم يعلن بعد عن العدد النهائي للمرشحين الذين سيتم الدفع بهم على نظام الفردي في انتخابات مجلس الشيوخ، وأن الإعلان الرسمي سيتم خلال الفترة المقبلة بعد الانتهاء من دراسة المواقف في كافة الدوائر.
ولفت إلى أن حزب المؤتمر حدد منذ فترة بعض الشخصيات المؤهلة لخوض الانتخابات البرلمانية على النظام الفردي، كما نجح في جذب مجموعة من الشخصيات إلى صفوف الحزب، سواء كقيادات تنظيمية أو مرشحين محتملين.
المشهد السياسي
وأعلن حزب الوفد عن نيته الدفع بـ 70 مرشحا في انتخابات مجلس الشيوخ، و130 مرشحا للانتخابات مجلس النواب، مؤكدا، في تحركات تستهدف استعادة التوازن في المشهد السياسي.
وأكد الدكتور خالد قنديل، نائب رئيس حزب الوفد، عضو مجلس الشيوخ، أن "الوفد" ينظر للتحالفات الانتخابية الحالية باعتبارها فرصة لتعزيز التنسيق الوطني بين القوى السياسية، مع ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة لحساب المصلحة العامة. كما أن التحالفات الناجحة لا تبنى فقط على التقارب الانتخابي، بل على رؤية وطنية مشتركة لدعم التعددية والحفاظ على تماسك الدولة.
أما حزب الغد، فيستعد لـ الانتخابات البرلمانية وفي مقدمتها مجلس الشيوخ من خلال الدفع بمرشحين على المقاعد الفردية، بالتنسيق مع أحزاب تحالف القائمة الوطنية التي يتزعمها حزب مستقبل وطن، ويؤكد "الغد" أن مشاركته في الانتخابات تستهدف تعزيز التنسيق بين القوى السياسية الوطنية، ودعم التكاتف الحزبي، للوصل إلى تمثيل برلماني قوي يعبر عن مصالح المواطنين.
أما حزب الحرية المصري، فأكد استعداده بقوة لمعركة انتخابات مجلس الشيوخ، عبر اختيار كوادر سياسية متميزة للمنافسة على المقاعد الفردية في جميع محافظات الجمهورية، بهدف الفوز بتمثيل فعال وحقيقي للمواطنين في البرلمان.
وقال الدكتور ممدوح محمد محمود، رئيس حزب الحرية المصري، إن الحزب سيعتمد في الانتخابات البرلمانية المقبلة على نخبة من الشخصيات السياسية التي تجمع بين الخبرة التشريعية والقدرة على التواصل المباشر مع المواطنين، كما أن اختيار المرشحين يتم اعتمادا على معايير دقيقة تضمن الكفاءة والنزاهة والشعبية والقدرة على أداء الدورين التشريعي والرقابي بفاعلية، كما يراهن حزب الحرية المصري على أسماء لها ثقل شعبي وتاريخ من العمل السياسي والخدمي، بما يسهم في تعزيز الأداء البرلماني ويرسخ ثقة المواطنين في ممثليهم داخل المجلسين.
ولفت رئيس حزب الحرية المصري إلى اهتمامه بالتنسيق مع القوى الوطنية للمشاركة ضمن القائمة الوطنية، كما يأمل في بناء تحالف انتخابي عريض يعكس الإرادة الشعبية ويعبر عن التنوع السياسي في الشارع المصري.
