رئيس الحزب الثانى في مصر سابقاً
أين اختفى رئيس حزب الوفد وصاحب قنوات الحياة السابق ؟ محطات في حياة رجل صعد عاليا ثم هوى

على مدار عقود، ظل اسم السيد البدوي شحاتة يتردد في أروقة السياسة والاقتصاد المصري، بوصفه رجل أعمال بارزاً في مجال الصناعات الدوائية، وقطباً إعلامياً أسس واحدة من أنجح الشبكات التلفزيونية الخاصة، فضلاً عن رئاسته لحزب الوفد في مرحلة حرجة من تاريخ الحياة الحزبية في مصر، غير أن بريق هذا الحضور بدأ يخفت تدريجياً مع توالي الأزمات المالية والقضائية التي طالت شركاته، وتبعها صدور أحكام قضائية بحقه في قضايا شيكات بدون رصيد، فضلاً عن إدراجه على قوائم الممنوعين من السفر، نستعرض هنا أبرز التحديات القانونية التي واجهها البدوي، ونضعها في سياقها السياسي والاقتصادي، محاولًا الإجابة على سؤال جوهري: كيف يتحول أحد أعمدة النخبة إلى متهم على قوائم الممنوعين من السفر.
الدكتور السيد البدوي شحاتة، من مواليد عام 1950 في مدينة طنطا، تخرج في كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية عام 1973، بدأ مسيرته المهنية في مجال الصناعات الدوائية، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة سيجما للصناعات الدوائية، ورئيس شعبة صناعة الدواء باتحاد الغرف الصناعية المصرية.
بعد تخرجه، اتجه السيد البدوي إلى العمل في مجال الصناعات الدوائية، حيث أسس شركة سيجماتك للصناعات الدوائية، والتي أصبحت واحدة من أبرز شركاته. هذا المشروع يعكس بداياته كرجل أعمال طموح في قطاع حيوي، دخل عالم الإعلام لاحقًا من خلال امتلاكه شبكة قنوات الحياة التليفزيونية، التي أصبحت منصة إعلامية بارزة في مصر، مما ساعده على بناء نفوذ اقتصادي وسياسي.في السياسة، بدأ نشاطه البارز مع توليه رئاسة حزب الوفد عام 2010، وهو حزب تاريخي له ثقل سياسي في مصر، مما يشير إلى أن نشأته وعلاقاته في طنطا والإسكندرية ربما ساعدت في بناء شبكة علاقات قوية مكنته من الوصول إلى هذا المنصب.
أسس السيد البدوي شبكة قنوات "الحياة" عبر شركة سيجما للإعلام، والتي سرعان ما أصبحت من أبرز القنوات الفضائية في مصر. ومع ذلك، واجهت القناة تحديات مالية كبيرة، حيث تراكمت عليها ديون تجاوزت المليار جنيه، مما أدى إلى انقطاع البث لفترة، في عام 2017، سدد السيد البدوي مبلغ 20 مليون جنيه لمدينة الإنتاج الإعلامي لسداد المديونيات المستحقة، مما مهد الطريق لعودة البث.
بسبب الأزمات المالية المتراكمة، قرر السيد البدوي بيع شبكة قنوات "الحياة" لشركة "فالكون" عبر شركتها التابعة "تواصل" في صفقة بلغت قيمتها 1.4 مليار جنيه.موقع الصفحة الأولى
ترأس السيد البدوي حزب الوفد منذ عام 2010، وهو أحد أعرق الأحزاب السياسية في مصر، وكان في فترة ما شخصية مؤثرة في المجالات الإعلامية والصناعية والسياسية في مصر، وكان من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنه فكر في منافسته في الانتخابات الرئاسية عام 2018 قبل أن يرفض الحزب ترشحه، أيضا يمتلك شركة سيجماتك للصناعات الدوائية، وفي عام 2022، تلقت عرضًا من تحالف أجنبي يضم البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية (EBRD) ومؤسسات استثمارية بريطانية للاستحواذ عليها بقيمة 1.15 مليار جنيه مصري.
المشاكل القضائية والقانونية
واجه رجل الأعمال والسياسي المصري السيد البدوي شحاتة خلال السنوات الماضية عدة تحديات قانونية وقضائية، كان لها تأثير مباشر على نشاطه العام ومكانته في الساحة السياسية والاقتصادية، منها :قضايا شيكات بدون رصيد تم رفع عدة دعاوى قضائية ضد السيد البدوي بسبب تحريره شيكات بدون رصيد لصالح شركات ومؤسسات مالية تعامل معها في إطار نشاطه الاستثماري.
وصدرت بحقه أحكام بالحبس في أكثر من قضية، تراوحت بين عدة أشهر وعدة سنوات في بعض الحالات.
بعض الأحكام تم الطعن عليها، وبعضها دخل في طور التنفيذ أو التصالح، وتم إدراجه على قوائم الممنوعين من السفر، أصدر النائب العام قرارًا بمنعه من السفر على خلفية القضايا المالية المنظورة ضده، القرار شمل أيضاً بعض ممتلكاته وممتلكات شركائه، لحين تسوية المديونيات.
خلال رئاسته لحزب الوفد، وُجهت له انتقادات واتهامات داخلية من بعض أعضاء الحزب تتعلق بسوء الإدارة المالية، ووجود عجز في الميزانية، لم يتم تحريك دعاوى جنائية رسمية في هذا الصدد، لكنها أسهمت في سحب الثقة منه وخروجه من رئاسة الحزب عام 2018.
وردت تقارير عن نزاعات تجارية، حيث اتهمه رجل أعمال إماراتي ورجل الأعمال كرم كردي بالتعدي عليهما خلال اجتماع متعلق بشركة سيجماتك، في عام 2010 استقال البدوي من رئاسة مجلس إدارة جريدة الدستور بعد إقالته للصحفي إبراهيم عيسى من منصب رئيس التحرير، وهو قرار أثار جدلًا واسعًا بسبب اتهامات بتعرضه لضغوط سياسية، وفي تسريبات منسوبة إليه، ورد أن البدوي ناقش مع رئيس قنوات الحياة، محمد عبد المتعال، خطة لتحجيم رجل الأعمال نجيب ساويرس عبر مبادرة وهمية لمنعه من انتقاد حزب الوفد وقنوات الحياة عبر قنوات "أون تي في".