بعد تولى ديميانوس 52 سنة
تفاصيل تنصيب المطران الجديد لدير سانت كاترين بحضور رئيس وزراء اليونان
شهد دير سانت كاترين في جنوب سيناء مراسم احتفالية مهيبة وتاريخية في تنصيب الأنبا سيميون بابادوبولوس مطرانا جديدًا للدير، خلفًا للأنبا المستقيل ديميانوس، في أجواء روحانية مليئة بالصلوات والترانيم وأضواء الشموع.
وحضر مراسم التنصيب كل من رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، ونائبة وزير الخارجية اليوناني اليكساندارا بابا دوبولو، ونائب وزير الخارجية الأمريكي مايكل ريجاس، ونائبة وزير الثقافة القبرصي فازيليكي كسيانيدو.
كما حضرت المراسم العديد من الشخصيات الدبلوماسية، منهم سفيرة المملكة المتحدة بالقاهرة، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة، وسفير اليونان بالقاهرة، وممثلون عن الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة، وعدد من القيادات المحلية من محافظة جنوب سيناء، إضافة إلى رهبان الدير.
وحضر أيضا مراسم تنصيب الأنبا سيميون بابادوبولوس مطرانا جديدًا لدير سانت كاترين، الدكتور محمد إسماعيل، رئيس المجلس الأعلى للآثار ممثلًا عن وزير السياحة والآثار، والدكتورة ياسمين موسى ممثلة عن وزارة الخارجية.
ويأتي تنصيب الأنبا سيميون في لحظة تاريخية، باعتباره أول مطران يُنتخب للدير منذ حوالي 52 عاما، بعدما شهد شهر سبتمبر الماضي إجراء الانتخابات بين رهبان الدير، وتم التصديق عليها من قبل المجمع المقدس بالقدس المحتلة.
وبدأ الأنبا سيميون مطران سانت كاترين الجديد خدمته بشكل رسمي بعد إقامة مراسم السيامة في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة، والتي تلتها مراسم التنصيب في دير سانت كاترين اليوم.
وتقع على الأنبا سيميون مطران سانت كاترين الجديد مسؤولية كبيرة في مواصلة الإرث الروحي العريق لدير سانت كاترين، باعتباره واحدا من أعرق الأديرة على المستوى العالمي، كما يعد رمزا دينيا وتاريخيا مهما في شبه جزيرة سيناء، حيث يمثل مزيجا فريدا بين تراث المسيحية وروحانية الشرق، مع موقعه المميز في قلب الجبل المقدس.
دير سانت كاترين
ودير سانت كاترين أحد أقدم الأديرة المعمورة حتى الآن، وشيد تشييده في القرن السادس الميلادي بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول عند سفح جبل موسى.
كما يحتوي دير سانت كاترين على مجموعة نادرة من الكنوز الأثرية والروحية، بجانب أقدم مكتبة في العالم تحتوي على مخطوطات نادرة تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، وكل ذلك شجرة العليقة المقدسة.
وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، إن مشاركته في مراسم تنصيب مطران سانت كاترين الجديد، تأتي تقديرا للقيمة الحضارية والإنسانية لدير سانت كاترين، باعتباره شاهدًا على تلاقي الأديان والثقافات، ونموذجًا فريدًا للتسامح والتنوع الإنساني الذي يميز أرض سيناء.
واكد وزير الثقافة أن دير سانت كاترين يمثل أحد أهم الرموز الدينية والثقافية في مصر والعالم، والذي يحمل تاريخ روحي عميق يجسد رسالة السلام التي أطلقتها مصر على مر العصور، وشدد على أن مصر تولي اهتماما بالغا بالحفاظ على هذا التراث الإنساني الفريد، باعتباره جزءًا من ذاكرة مصر والعالم ومصدرًا ثقافيا وروحيا خالدا.
وكان الأنبا ديمتري ساماتزيس دميانوس رئيس أساقفة دير سانت كاترين التابع لكنيسة الروم الأرثوذكس، قدم استقالته من منصبه مع الدعوة إلى انعقاد جمعية عامة لرهبان الدير لانتخاب خليفته.
وكان المطران دميانوس ترأس الدير لمدة أكثر من 52 عامًا، بعدما صدر له قرار جمهوري حمل رقم 306 لسنة 1974 من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بتعيينه مطرانًا على دير سانت كاترين بناء على نتيجة الانتخابات التي أجريت في 10 ديسمبر 1973، كما تم منحه الجنسية المصرية إلى جانب اليونانية.
أما الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين الجديد، فهو أحد رهبان ويمتاز بخبرة روحية وإدارية طويلة داخل الدير، وعرف عنه التزامه بالتقاليد الرهبانية الأرثوذكسية، وقد حظي بثقة غالبية الرهبان خلال الانتخابات.
وجاء انتخاب الأنبا سيميون، منهيا أزمة داخلية شهدها الدير، تفجرت مع إعلان 15 راهبًا عزل المطران دميانوس من منصبه في أغسطس 2025، مستندين إلى المادة 12 من النظام الأساسي للدير، بعدما اتهم الرهبان المطران دميانوس بتغيبه المستمر عن الدير ومكوثه لفترات طويلة خارج سيناء، خاصة في أثينا، مما أثر على إدارة شؤون الدير.













