بسبب الإقصاء وسوء التمثيل
استقالات بالجملة من أمانة حزب الجبهة الوطنية.. والسيد القصير: حالات فردية

استقالات بالجملة ضربت أمانة حزب الجبهة الوطنية في سوهاج بين عشية وضحها، فاستمرارا للاستقالات التي تمت بالأمس، أعلن اليوم اللواء صلاح شوقي عقيل، أمين حزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج، استقالته رسميًا من منصبه، وذلك في بيان وجّهه إلى قيادات الحزب وأعضاءه بالمحافظة، عبّر فيه عن تقديره لجميع زملائه، مؤكدًا أن قرار الاستقالة جاء بعد حالة من الإحباط نتيجة ما وصفه بـ«الإقصاء وسوء التمثيل» في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.
و في نص استقالته قال اللواء صلاح شوقي: "استدعيتكم يوما ما بالقلب الحاني والعقل المتزن لنبني قواعد حزبنا في محافظتنا الحبيبة... كانت آمالنا أن نقيم حزبًا غير كل الأحزاب، لا فساد فيه ولا إفساد، لكننا تفاجأنا بتمثيل هزيل في مجلس الشيوخ، ثم صدمنا بتمثيل أسوأ في مجلس النواب، أقصى كوادرنا من الرجال والسيدات والشباب، مما أفقدنا الأمل في تحقيق طموحاتنا".
وأضاف "أعتذر عن فشل لا ناقة لي فيه ولا جمل، فشل حطم آمالنا وأحلامنا على صخرة الإقصاء والبيع والشراء وسوء الاختيار"، موضحًا أنه أرسل رسالة رسمية إلى الحزب ومعها الدكتورة هبة العطار، أمينة المرأة، متضمنة استقالتهما من موقعيهما التنظيميين.

وتابع اللواء صلاح شوقي بيانه: "ترحل أجسادنا وتبقى قلوبنا معكم، تحس آلامكم وتتألم لمتاعبكم، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا".
فيما شهدت الساعات القليلة الماضية استقالات في حزب الجبهة الوطنية في سوهاج، حيث تقدم الدكتور أحمد حميد العمدة، أمين الحزب، والمهندس نشأت محمد إسماعيل حسين، أمين التواصل الجماهيري، والدكتورة هبة محمد فهمي العطار أمينة المرأة باستقالتهم من مناصبهم.
حالات فردية
وعلى صعيد أخر، قال السيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية أن هناك بعض الاستقالات حقيقية ولكنها حالات فردية، وفى محافظات محدودة وبعضها لم يصدر له قرارات تعيين، لكن البعض يحاول المزايدة موضحا أن العمل السياسي يتحمل مثل هذه الأمور، بدليل أن الإستقالات طالت معظم الأحزاب، موضحا أن الحزب يملك البدائل فى كل المواقع ويحاول الحفاظ على كوادره للإستفادة منهم في المجالس المحلية، والعمل الحزبي خاصة أنه لم يستطيع تلبية كل الطلبات والطموحات.ولم نعد احدا باى مقعد عند تأسيس الحزب ومن دخل من اجل منصب ولم يحصل عليه فالاستقالة ستكون طريقه الوحيد.
وأضاف : ولابد أن يعى الجميع أن الحزب يعمل جميعا في إطار تنظيمى كل يخدم من موقعه وكلنا داعمين لمرشحينا وسنكون جميعا الخط الخلفى لدعمهم ومن ثم فان من انضم لخدمة التنظيم وأهدافه أهلا به ونتعاون معه بكل اشكال الصور أما من انضم للتنظيم من أجل مقعد أو كرسى اعتقد عليه مراجعة نفسه بأن ذلك ينم عن أهداف شخصية غير مقبولة فى حزب يتسع للجميع.
وأوضح القصير أن هناك خطة تفصيلية لدعم المرشحين في القائمة والفردي بجميع المحافظات، أعدتها الأمانة العامة من خلال مؤتمرات جماهيرية بحضور رموز الحزب وحملة إعلامية ضخمة وبرنامج قوي ومفصل لخمس سنوات مقبلة، مشيرا إلى أن الحزب يراهن على المستقبل وعلى أحداث تحول نوعي في الحياة الحزبية والسياسية من خلال أفكار جديدة خارج الصندوق، والإستفادة من كفاءة الكفاءات النوعية والقيادات الشعبية القادرة على التواصل مع المواطنين.
استقالة العمدة
وكان أحمد العمدة باستقالته إلى رئيس حزب الجبهة الوطنية، الدكتور عاصم الجزار، مؤكدا أنه كان من المؤسسين الأوائل لحزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج، إلى جانب اللواء/ صلاح شوقي - أمين الحزب بسوهاج ولفيف من الأمناء النوعيين وأمانات المراكز ، "ليكون الحزب منبرًا للوعي الوطني الحقيقي وصوتا للمجتمع المصري الذي يبحث عن مسار سياسي نظيف يستعيد للسياسة معناها الشريف، القائم على الفكرة لا المنفعة، وعلى الكفاءة لا الولاء الأعمى"- على حد قوله - .
وقال : عملنا بإخلاص وتفانٍ على ترسيخ مبادئ الحزب ونشر فكره بين أبناء سوهاج، وكان هدفنا منذ البداية أن تقيم تجربة حزبية مختلفة، تُعيد الثقة بين المواطن والسياسة شاركنا بفاعلية في دعم مرشحي الحزب، خاصة في تجربة انتخابات مجلس الشيوخ، التي كانت اختبارًا لمدى نضج التجربة الحزبية، واستطعنا بجهود ذاتية وإيمان صادق - أن نمنح الحزب حضورًا مشرفًا في الشارع السوهاجي.

وأشار إلى أن أمانة الحزب وما شهدته مؤخرًا فى الإستحقاق النيابي"مجلس النواب" مثل صدمة لكل من آمنوا بالفكرة وآزروا التجربة منذ بدايتها إذا بلغ التجاوز مداه في اختيار المقعد الوحيد للمرأة بالقائمة الوطنية الحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لسيدة من القاهرة، وغاب تمثيل الكوادر النسائية التنظيمية التي خرجت بها ترشيحات الحزب بسوهاج، متجاهلين بذلك خبرة وإسهامات السيدات اللواتي كن جزءًا أصيلا من بنية الحزب على الأرض.
وأضاف: إن كان القانون من حيث الشكل يسمح بهذا ، فإنّ المضمون لا ينسجم مع توجهات الشارع السوهاجي ولا يعبر عن إرادة قواعده الحزبية، بل يُكرّس صورة التهميش التي عانى منها الصعيد طويلا، وكان تمثيله مجرد استحقاق قانوني يُستوفى على الورق فقط ، بينما الحقيقة أن حتى هذا التمثيل الشكلي لم يحدث، إذ كان من المنطقي أن يكون التمثيل من كوادر الحزب ومن المحافظة ذاتها ممن يمتلكن التواجد الشعبي الحقيقي، والإلمام بطبيعة المحافظة وواقعها ووجدان ومشاكل أهلها، فماذا يعلم أي نائب وافد إلى المحافظة عن نبضها وأحوالها وخصوصيتها المجتمعية؟ ، ولا أدرى : هل عقمت سوهاج عن إنجاب من يُمثلها من سيداتها الجديرات ؟!
