و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

أزمة اختيارات القائمة الوطنية

استقالة أمينة المرأة بسوهاج من «الجبهة الوطنية» بعد فرض سيدة قاهرية على الحزب

موقع الصفحة الأولى

قدمت الدكتورة هبة العطار، أمينة المرأة في حزب الجبهة الوطنية في محافظة سوهاج، استقالتها إلى عاصم الجزار، رئيس الحزب، واللواء صلاح شوقي، أمين عام الحزب بالمحافظة، بسبب ما وصفته بالتجاوز في اختيار مقعد المرأة الوحيد للحزب بسوهاج في القائمة الوطنية، لسيدة من القاهرة، معتبرة ذلك عدم انسجام مع توجهات الشارع السوهاجي وعدم التعبير عن إرادة قواعده الحزبية. 

وقالت "العطار" في استقالتها إن ما شهده مؤخرًا بالاستحقاق النيابي في مجلس النواب، مثل صدمة لكل من آمنوا بالفكرة وآزروا التجربة منذ بدايتها، حيث بلغ التجاوز مداه في اختيار المقعد الوحيد للمرأة بالقائمة الوطنية لحزب الجبهة الوطنية بسوهاج لسيدة من القاهرة، كما غاب تمثيل الكوادر النسائية التنظيمية التي خرجت بها ترشيحات الحزب بسوهاج، وتم تجاهل خبرة وإسهامات السيدات اللواتي كن جزءًا أصيلا من بنية الحزب على الأرض، وإن كان القانون من حيث الشكل يسمح بهذا، فإنّ المضمون لا ينسجم مع توجهات الشارع السوهاجي ولا يعبر عن إرادة قواعده الحزبية، بل يُكرّس صورة التهميش التي عانى منها الصعيد طويلا، وكأن تمثيله مجرد استحقاق قانوني يُستوفى على الورق فقط. 

وقالت في استقالتها، إنها من المؤسسين الأوائل لحزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج، إلى جانب أمين الحزب بسوهاج، ولفيف من الأمناء النوعيين وأمانات المراكز الذين آمنوا بأن هذا الحزب الوليد يمكن أن يكون منبرًا للوعي الوطني الحقيقي، وصوتا للمجتمع المصري الذي يبحث عن مسار سياسي نظيف يستعيد للسياسة معناها الشريف، القائم على الفكرة لا المنفعة، وعلى الكفاءة، لا الولاء الأعمى. 

وأشارت إلى عملها بإخلاص وتفانٍ على ترسيخ مبادئ الحزب ونشر فكره بين أبناء سوهاج، وكان الهدف منذ البداية إقامة تجربة حزبية مختلفة، تُعيد الثقة بين المواطن والسياسة شاركنا بفاعلية في دعم مرشحي الحزب، خاصة في تجربة انتخابات مجلس الشيوخ التي كانت اختبارًا لمدى نضج التجربة الحزبية، واستطعنا - بجهود ذاتية وإيمان صادق - أن نمنح الحزب حضورًا مشرفًا في الشارع السوهاجي، وسط تقدير واحترام من المواطنين لما لمسوه من جدية ونزاهة في الأداء. 

سيدات سوهاج

وأضافت: الحقيقة أن حتى هذا التمثيل الشكلي لم يحدث، إذ كان من المنطقي أن يكون التمثيل من كوادر الحزب ومن المحافظة ذاتها ممن يمتلكن التواجد الشعبي الحقيقي، والإلمام بطبيعة المحافظة وواقعها ووجدان ومشاكل أهلها، وتساءلت: ماذا يعلم أي نائب وافد إلى المحافظة عن نبضها وأحوالها وخصوصيتها المجتمعية؟ وهل عقمت سوهاج عن إنجاب من يُمثلها من سيداتها الجديرات؟ 

وأكدت أمينة المرأة في سوهاج أن حزب الجبهة الوطنية بني على ركائز واضحة من الشفافية والنزاهة واحترام الكفاءة، والإيمان بالوطن فوق الأشخاص، ورفض أي هيمنة للمصالح الضيقة على القرار التنظيمي. وهذه المبادئ التي صدقناها ودافعنا عنها بكل إخلاص هي ذاتها التي تستوجب اليوم الدفاع عنها من التآكل أو الانتقاء، لأنها جوهر الفكرة التي من أجلها ولد الحزب، ومصدر احترام الناس له. 

وتابعت أنه حين يتحول مسار الحزب إلى حسابات شخصية أو تحالفات وقتية، ويتوارى صوت المخلصين تحت نفوذ المصالح، يصبح البقاء نوعًا من التواطؤ الصامت مع واقع لا يُشبه البدايات التي نذرنا أنفسنا لها، إن العمل العام حين يُفرغ من معناه، وتهتز قيمه، ويُختزل في مجاملات أو صفقات، يفقد جوهره عبنا على الوطن لا أداة لخدمته، لذلك فإن الانسحاب بشرف من واقع يثير الاستياء أكرم من البقاء فيه على حساب المبدأ، وأن السكوت عن تجاوز القيم التي تأسس عليها الحزب في بدايته هو شكل من أشكال المشاركة فيه. 

وأكملت "العطار": "من منطلق قناعتي الثابتة بأن السياسة وعي ومسؤولية، لا تجارة بالمواقف ولا تسلق على حساب المبادئ أتقدم إلى سيادتكم باستقالتي من منصبي كـ أمينة المرأة بحزب الجبهة الوطنية بمحافظة سوهاج، محتفظة بكل التقدير للقيادات الوطنية الصادقة والزملاء الشرفاء الذين ما زالوا مؤمنين بأن العمل الحزبي رسالة وطنية قبل أن يكون موقعا تنظيميا، فلقد منحت هذا الحزب من وقتي وجهدي وإيماني ما استطعت وكنتُ أراه مشروعًا وطنيًا يستحق الدعم والبذل، لكنني لا أقبل أن أكون شاهدًا على تراجع قيمه أو تغييب ضميره. واليوم، وأنا أقدم استقالتي، أفعل ذلك مرفوعة الرأس، مطمئنة الضمير، لأنني اخترت المبدأ على المقعد والكرامة على الصمت والوطن على الحزب". 

تم نسخ الرابط