غادر بطائرة خاصة لليونان
تفاصيل الساعات الأخيرة للمطران داميانوس فى دير سانت كاترين

أنهى المطران داميانوس رئيس دير سانت كاترين ورئيس أساقفة سيناء، أزمة الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، بمغادرة الدير على متن طائرة خاصة إلى اليونان، فيما أعاد الدير فتح أبوابه أمام الزوار والرهبان بعد غلق استمر لأكثر من 10 أيام.
وجاءت مغادرة المطران داميانوس إلى أثينا، ليضع حدا للخلاف الذى تصاعد قبل أسابيع داخل دير سانت كاترين، حيث قام داميانوس بطرد 16 من الرهبان المعارضين لقيادته، واصفا إياهم بالمتآمرين، ردا على قرار بعزله من الرئاسة. مغادرة المطران وبعض أنصاره الدير جاءت كذلك تنفيذا لقرار عزله الصادر، في نهاية يوليو الماضي عن جمعية الآباء في الدير.
وبحسب مصادر كنسية، وصل وفد يوناني رسمي إلى دير سانت كاترين بصحبة السفير اليوناني في القاهرة، وتولى السفير بشكل شخصي مرافقة كل راهب من المطرودين إلى قلايته داخل الدير.
في الوقت نفسه، عقدت جلسة مغلقة داخل الدير بين نائبة وزير الخارجية اليونانية ألكسندرا بابادوبولو والأمين العام للشؤون الدينية يورجوس كالانتزيس والمطران داميانوس، لإقناع الأخير بالمغادرة إلى أثينا.
وأضافت المصادر، انه بالتزامن مع تلك الترتيبات، شوهدت الحقائب الخاصة بالمطران داميانوس وأنصاره من الرهبان عند المدخل الداخلي للدير، وعند منتصف الليل، خرج المطران والسيدة كاترينا سبيروبولو سكرتيرة رئيس الأساقفة بسيارة خاصة، بينما استقل بقية الرهبان سيارات أخرى لترافق الموكب خلال مغادرته.
تفجرت أزمة دير سانت كاترين بعد حكم محكمة استئناف الإسماعيلية، في مايو الماضي، بنزع ملكية 14 قطعة أرض تابعة للدير، وتحويل باقي الأراضي بما فيها أرض الدير إلى حق انتفاع. وبعد أسابيع، وقّع داميانوس على قانون يوناني جديد يمنح هيئة عامة مقرها أثينا سلطات واسعة لإدارة ممتلكات الدير داخل وخارج سيناء، من دون الرجوع لمجمع الآباء، وهو الهيكل الإداري الذي يضم رهبان الدير ويملك سلطة القول الأخير في أي شأن إداري أو مالي.
واعتبر الرهبان القانون الجديد محاولة لوضع الدير تحت وصاية خارجية، فيما وصفه المطران، في بيان الأسبوع الماضي، بأنه درع حماية استراتيجي للدير أمام تهديدات فقدان استقلاله، مشددًا على ضرورة اعتراف مصر بالشخصية القانونية المستقلة للدير.
أخوية سيناء
وعقد عدد من رهبان الدير جمعية عمومية تعرف باسم الجمعية العامة لأخوية سيناء، اتخذوا فيها قرارا بعزل المطران داميانوس، رئيس أساقفة سيناء وفران ورايثو، من منصبه كـ «رئيس أساقفة للدير الملكي المقدس والمستقل، جبل سيناء، المدوس من قبل الله»، وذلك وفقًا للمادة 12 من النظام الأساسي للدير.
وأنشأ الرهبان كيان قانوني في اليونان تحت اسم «جبل سيناء المقدس» للروم الأرثوذكس بتدخل مباشر من السلطات اليونانية، وهو ما عارضه المطران وعدد من أنصاره داخل الدير.
وجاء القرار استنادا إلى لائحة الدير التي تمنح المجمع سلطة عزل المطران في حال سوء الإدارة أو الانحراف العقائدي، واتهم الرهبان داميانوس بارتكاب ـ«مخالفات مالية وإدارية وعقائدية»، وهو ما رد عليه المطران بطرد 16 من الرهبان المعارضين لقيادته، واصفا إياهم بالمتآمرين، إلا أن الرهبان اعتصموا بالمنطقة الجبلية المحيطة بالدير، بعد تحرير بلاغات رسمية ضده في قسم شرطة سانت كاترين.
وفى فصل جديد لتصعيد الأزمة، أصدرت بطريركية القدس الأرثوذكسية، التي رسمت داميانوس كرئيس لـ دير سانت كاترين قبل أكثر من 50 عامًا، بيانات متتالية دعمت فيها رهبان الدير، وطالبت المطران، بفتح أبواب الدير فورًا وإخلائه من الأشخاص غير المنتمين له، واستدعته للمثول أمام مجمعها المقدس في القدس الاثنين 8 سبتمبر.
من جانبه أصدر المطران داميانوس بيانا اعتبر فيه أن أزمة دير سانت كاترين «أخذت منحى وجوديًا» عقب قرار المحكمة المصرية بانتزاع الأراضي، وأعلن نيته بدء ترتيبات خلافته وانتخاب رئيس جديد بشكل لائق بالتنسيق مع السلطات المصرية والحكومة اليونانية وكنيسة اليونان. ووجه انتقادات لبطريركية القدس، متهمًا إياها بمحاولة فرض وصاية تخالف تاريخه ككيان حر.
وفي اليوم التالي، وصلت بعثة يونانية إلى سانت كاترين، بالتنسيق مع السلطات المصرية، للإشراف على مغادرة المطران داميانوس، الذي وصل إلى أثينا على متن طائرة خاصة، برفقة تسعة من الرهبان من أنصاره وسكرتيرته الخاصة وعدد من الأشخاص الذين كانوا في الدير.