و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الصيت ولا الفن

مهرجان الجونة أزياء «آه» أفلام «لا» .. ونقاد: أين السينما؟

موقع الصفحة الأولى

فرض مهرجان الجونة السينمائي نفسه على الساحة الفنية، وأصبح رقما مهما بين المهرجانات المصرية، ورغم أن الهدف الأول والأساسي من تنظيمه هو الأفلام وعروضها وندواتها وتبادل الثاقفة الفنية حول كل ما يتعلق بصناعتها، إلا أن "الجونة" تحول إلى ساحة لعرض الأزياء والفساتين، على حساب السينما وثقافتها.

ورغم أن مهرجان الجونة انطلق هذا العام تحت شعار "السينما من أجل الإنسانية"، وهو شعار يحمل العديد من المدلولات الثقافية الراقية، إلا أن الثقافة غابت عن المهرجان، فلم نشهد كتبا مطبوعة عن المهرجان أو النجوم المكرمين فيه والذين احتفت بهم "الجونة".

وهيمنت السجادة الحمراء على المهرجان، وأصبحت فساتين الفنانات هي الشغل الشاغل للحضور والجمهور، وغاب التفاعل الحقيقي مع الأفلام وعروضها لصالح الإطلالات الجريئة، وبحث الجميع عن التريند وما وراء التريند، وأصبحت صفحات التواصل الاجتماعي هي لجان التحكيم الحقيقية للمهرجان.

وأصبح الحديث عن مهرجان الجونة منحصرا بين فستان هذه الفنانة، وإطلالة تلك النجمة، وتفاصيل الإكسسوارات التي تزين بها أزياءها، ولم يخل حديث فني عن الإشارة إلى مصمم الملابس، وصاحب الإكسسوارات، ومن أين اشترت أو استعارت النجمة مجوهراتها، حتى تحول المهرجان بحفلاته وعروضه إلى ما يشبه مسابقة أزياء كبرى يتبارى فيها الجميع في عرض بضاعته، وسط غياب أو صمت مطبق من إدارة المهرجان، وكان ما يحدث يرضيها أو ربما يكون هدفها الحقيقي.

مهرجان الجونة

ويقول الناقد والمؤرخ السينمائي محمود قاسم إن مهرجان الجونة لا يعتبر مهرجانا للسينما بشكل حقيقي، فهو مهرجان يتم فيه استعراض الأزياء، وذلك ما ظهر في الدورات الأولى للمهرجان، حتى لو حاول القائمين عليه انكار ذلك.  

وأبدى "قاسم" دهشته من مشاهدة ضيوف المهرجان الأفلام على البحر في الجونة، قائلا إن حضورهم الندوات اليومية كان من أجل التقاط الصور مع نجوم الفن.

أما الناقد كمال رمزي، فيرى أن المهرجانات السينمائية هدفها المنافسة والترويج لصناعة السينما، ولذلك فلابد من الاهتمام بالجانب الثقافي، كما أنه من المستحسن أن تكون هناك قضية عالمية انسانية مثارة في المهرجان، مثل فكرة العدالة بين الناس أو الحرية أو أي قيمة من القيم الانسانية.

وانتقد "رمزي" عدم الترويج للأفلام المعروضة في مهرجان الجونة، وعدم وجود دور عرض هناك، معتبرا ذلك تناقضا كبيرا بين الاتجاه لتعدد المهرجانات المصرية والاهتمام بصناعة الفيلم وترويج الفيلم، مؤكدا غيابهم عن القائمين على المهرجانات السينمائية المصرية.

ولفت الناقد الفني الكبير إلى أن أبرز أزمات مهرجان الجونة، عدم إصداره كتابا مطبوعا عن الدورة، وأيضا مهرجان القاهرة السينمائي، الذي كان يصدر كتب مهم في دورات سابقة، لذلك فالمهرجان ينقصه الجانب الثقافي بعدم اصدار كتاب عن النجم أو المخرج الذي يتم الاحتفاء به، فعندما يتم الاحتفاء بيوسف شاهين أو صلاح أبو سيف يجب أن يصدر كتابا عنهم، يتضمن دراسات عن أفلامهم السينمائية ومشوارهم الابداعي.

أما الناقد الفني أحمد سعد الدين، فقال إن الاهتمام بمهرجان الجونة السينمائي لم يعد مثل الأعوام السابقة، رغم كونه مهرجانا جميلا ومميزا وجيدا، ولكن الجمهور اهتم فيه بصورة كبيرة بفساتين الفنانات والسجادة الحمراء بدرجة أكبر من الاهتمام بالأفلام المشاركة وعروضها وأراء النقاد فيها.

ولفت إلى أن عدد الأفلام المعروضة هذا العام في مهرجان الجونة حوالي 16 فيلما سينمائيا جديدا، يعرضوا لأول مرة في مصر والوطن العربي، ومنها أفلاما فازت بجوائز في مهرجاني كان وبرلين ، لذلك من المفترض وجود عروض أفلام سينمائية مميزة ، لكن الأزمة أن "الجونة" ارتبط في أذهان الجمهور بالسجادة الحمراء وفساتين الفنانات.

تم نسخ الرابط