و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الرماد السام يصل دول الجوار

بركان إثيوبيا يثير القلق في مصر وخبراء يؤكدون: الرياح حسمت المسار بعيداً

موقع الصفحة الأولى

في حدث جيولوجي نادر، ثار بركان إثيوبيا «هايلي جوبي» الواقع في إقليم عفر شمال إثيوبيا، للمرة الأولى منذ حوالي 12 ألف عام، مطلقاً أعمدة ضخمة من الرماد والغازات السامة التى وصلت إلى عدد من دول الجوار. 
وبينما تواصل وسائل الإعلام العالمية تغطية سحابة الرماد البركاني الهائلة التي انطلقت من بركان إثيوبيا ووصلت إلى شبه الجزيرة العربية والهند، يتساءل الملايين في مصر عن مدى تأثير هذا الحدث الجيولوجي الضخم على دولتي المصب ونهر النيل. 
الخبراء الجيولوجيون كشفوا أن المخاطر المباشرة على مصر تبدو محدودة حالياً، وأن العناية الإلهية وأنماط الرياح السائدة وجهت الكارثة بعيداً.
وأكد شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن موقع بركان إثيوبيا يبعد آلاف الكيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مصرية، وأن أنماط الرياح الحالية توجه الرماد البركاني نحو الشرق والشمال الشرقي، فوق البحر الأحمر والخليج العربي وآسيا، وليس باتجاه حوض النيل.
وأشار الخبراء إلى أن الرماد البركاني، رغم خطورته على الملاحة الجوية في الدول المتأثرة، يظل في طبقات الجو العليا «بين 8.5 و 16 كيلومتر» ولن يؤثر على جودة الهواء السطحي في مصر والسودان.
القلق الأكبر الذي يلوح في الأفق ليس مرتبطاً بالرماد المتساقط، بل بالنشاط الجيولوجي الكامن في منطقة الأخدود الأفريقي العظيم التي يقع فيها البركان.
ويرى بعض الخبراء أن هذا الثوران هو إنذار حول الطبيعة الجيولوجية الهشة في إثيوبيا. ورغم أن بركان إثيوبيا يبعد حوالي 650 كيلومتراً عن موقع سد النهضة، إلا أن النشاط الزلزالي المتزايد المصاحب لهذه التغيرات الجيولوجية يثير مخاوف حول سلامة السد، خاصة مع استمرار إثيوبيا في عمليات ملء وتفريغ السد بشكل أحادي الجانب.

جودة المياه

وفي حالة حدوث ثورانات بركانية أشد قرب روافد النيل في المستقبل، قد يؤدي تساقط الرماد على منابع النيل إلى تغيير طفيف في كيميائية المياه أو زيادة الطمي على المدى البعيد، لكن هذا ليس السيناريو الحالي.
وباختصار، فإن التأثير المباشر لـ بركان إثيوبيا الحالي على مصر من حيث الرماد أو جودة المياه يكاد يكون معدوماً، إلا أن الحدث يفتح ملف هشاشة المنطقة الجيولوجية والحاجة لمزيد من التعاون الإقليمي في رصد الكوارث الطبيعية.
وبحسب الرصد البيئى، امتدت سحابة الرماد البركاني، التي تحمل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت، إلى مسافات آلاف الكيلومترات، متجهة شرقاً عبر البحر الأحمر نحو اليمن وعمان وشبه الجزيرة العربية، ووصلت حتى باكستان وشمال الهند.
ويشكل الرماد البركاني خطراً جسيماً على محركات الطائرات، مما أدى إلى إلغاء وتحويل مسارات العديد من الرحلات الجوية في المنطقة، بما في ذلك رحلات شركات طيران هندية وعربية.
كما تشكل الغازات السامة والجسيمات الدقيقة في الرماد تهديدا صحيا ومشاكل في الجهاز التنفسي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، فضلا عن توقع سقوط امطار حمضية نتيجة تفاعل الغازات مع الرطوبة الجوية، وهي الأمطار التى تضر تضر بالتربة والمحاصيل الزراعية.
ويخشى الخبراء أن يكون هذا الثوران لـ بركان إثيوبيا مقدمة لنشاط زلزالي وبركاني مستقبلي في المنطقة، ورغم أن البركان يبعد بمسافة كبيرة عن سد النهضة الإثيوبي، ولا يوجد تأثير مباشر للثوران الحالي عليه، لكن يظل النشاط الزلزالي المستقبلي مصدر قلق بالغ .

تم نسخ الرابط