فى الذكري الأولى لخروج بشار
مظاهرات علوية تمهد الطريق لعودة الأسد إلى دمشق وروسيا تحتفظ بالسر
بعد مرور عام على رحيل بشار الأسد عن السلطة فى سوريا، لا يزال الوضع في البلاد يعاني من انعدام الاستقرار والتحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية. تتعاظم الأزمات الإنسانية التي تواجه المجتمع السوري، حيث يعاني الكثيرون من نقص حاد في الغذاء والدواء وانعدام الأمن.
وفي ظل التغيرات السياسية التي تشهدها البلاد، تتزايد التوترات بين الفصائل المسلحة، وسط توغل إسرائيلي مستمر فى الأراضي السورية مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي، الذى وصل إلى حد الحديث عن إمكانية عودة بشار الأسد الى دمشق .
ووفقا لمحللين سياسيين، فإن احتمالية عودة بشار الأسد مستقبلا لحكم سوريا، وخلق مناكفة سياسية أمر وارد، لكنه يعتمد على مدى امتلاكه القدرة داخليا على تواجد مؤيدوه فى الحراك الدائر على الساحة السورية، وتأمين كتلة ضامنة لنظامه تمكنها من تلك العودة المحتملة مستقبلا.
ومن جانبها، رفضت روسيا الإفصاح عن أية معلومات عن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بالتزامن مع أنباء عن إمكانية عودته لدمشق، مع تحرك مظاهرات للعلويين ضد النظام الحاكم .
وأكد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بأن الكرملين لا يستطيع الإفصاح عن أي معلومات تتعلق بإقامة الرئيس السوري السابق بشار الأسد في روسيا.
وقال بيسكوف ردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان الكرملين تقديم أي معلومات تتعلق بإقامة بشار الأسد في روسيا خلال العام الماضي، أو ما إذا كان الزعيم السوري السابق قد التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذه الفترة: كلا، لا نستطيع الإفصاح عن أي معلومات بهذا الشأن.
وبعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على السلطة في سوريا في ديسمبر 2024، خرج الأسد وعائلته إلى موسكو وحصلوا على حق اللجوء السياسي في روسيا.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال لقائه صحفيين من دول عربية أن بشار الأسد وأفراد عائلته يقيمون في روسيا لأسباب إنسانية بحتة، نظرا لوجود تهديد مباشر على حياته لو بقي في وطنه.
جاء تصريح وزير الخارجية الروسي، بعد طلب للحكومة السورية الانتقالية بتسليم الأسد لمحاكمته على ما وصفوه بالجرائم المرتكبة خلال فترة حكمه، وهو ما رفضته روسيا.
الذكرى الأولى
على جانب آخر، احتفل النظام الانتقالي فى دمشق، بالذكرى الأولى لسقوط بشار الأسد، بالتزامن مع خروج مظاهرات ضد أحمد الشرع في محافظتي طرطوس، واللاذقية للمطالبة باللامركزية وإطلاق سراح المعتقلين، وحماية الأقليات.
وجاءت المظاهرات استجابة لدعوة أطلقها الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، بعد أحداث عنف طائفي شهدتها مدينة حمص، فضلا عن سلسلة الاضطرابات التى شهدتها سوريا طوال الأشهر الماضية، بالتزامن مع توزغل إسرائيلي مستمر فى الأراضي السورية..
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت المظاهرات اشتباكات بين أنصار الشرع، والمعارضين له، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين، وهو ما أعاد لأذهان السوريين، مشاهد احتجاجات عام 2011، والتي تحولت إلى حرب أهلية، نتج عنها سقوط الدولة، ووصول الشرع وتنظيمه إلى السلطة .
المظاهرات السورية ضد نظام الشرع، تزامنت مع تصريح للمرشد الإيراني على خامنئي توقع فيه أن تظهر قوة شجاعة وشريفة في سوريا، قائلا: اليوم، الشباب السوريون لا يملكون ما يخسرونه؛ مدارسهم وجامعاتهم ومنازلهم وشوارعهم غير آمنة، لذلك، يجب أن يقفوا بقوة الإرادة ضد مخططي ومنفذي الفوضى، ويتغلبوا عليهم.
بينما أطلق الوزير اللبناني وئام وهاب، تصريحا كاشفا أكد فيه أن عودة شقيق الرئيس السوري السابق اللواء ماهر الأسد إلى الأراضي السورية أصبحت محسومة، وهو ما لم تعلق عليه السلطات فى سوريا.








