صرخة عمال المقاول
احتجاج عمال «مودرن جاس» بسوهاج وقنا للمطالبة بإلغاء عقود العمل من الباطن
نظم عمال الشركة الحديثة للغاز الطبيعي «مودرن جاس» بمحافظة سوهاج، إضرابًا عن العمل، بالتزامن مع إضراب زملائهم في فرع الشركة بقنا، للمطالبة بإلغاء عقود العمل من الباطن، المُحررة من شركة المؤسسة العربية للتوريدات والمقاولات، مطالِبين بالتعاقد مباشرة في شركة «مودرن جاس».
ويُعد العمل بنظام المقاولين أو ما يعرف بـ «عقود الباطن» هو جوهر الأزمة، حيث يشكو عدد كبير من العمال الذين قضوا سنوات طويلة في خدمة الشركة من عدم تثبيتهم أو حصولهم على حقوقهم الوظيفية الكاملة أسوة بزملائهم المعينين بعقود مباشرة.
وبحسب شكاوى العمال، فإن هذا النظام يحرمهم من الأمان الوظيفي والمزايا التي يتمتع بها العاملون في شركات قطاع البترول الأخرى.
وفى مذكرة لمكتب العمل، اشتكى العمال من الاستقطاعات التي تقوم بها الشركة العربية للتوريدات من رواتبهم شهريا، مطالبين باتخاذ إجراء لتعيينهم مباشرة لدى شركة مودرن جاس.
وأوضح العمال أنهم يعملون في الشركة منذ نحو عشر سنوات بعقد من الباطن، يتم تجديده سنويا، مع قبل العربية للتوريدات، التي تخصم حوالي 1300 شهريًا من راتب كل عامل، نظير تعاقدها معه للعمل في مودرن جاس.
وتعتبر مودرن جاس شركة مساهمة مصرية، تتبع وزارة البترول والثروة المعدنية، وتأسست نتيجة لاندماج ثلاث شركات هي؛ غاز الأقاليم، وغاز سيناء، وغاز القاهرة.
وتعمل شركة مودرن جاس في توصيل الغاز الطبيعي للمنشآت الصناعية والتجارية، والمنازل، وفي يوليو الماضي، أعلنت وزارة البترول أن الشركة توسعت بمشروعات جديدة لتوصيل الغاز في السعودية، ضمن أنشطة الشركة الخارجية.
عقد من الباطن
وناشد العمال المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، بالتدخل العاجل والفوري لوضع حد لهذه التجاوزات، خاصة بعد توجيهاته السابقة لضمان حصول عمالة المقاول على مستحقاتهم وتطبيق الحد الأدنى للأجور عليهم في جميع الشركات التابعة. ويأمل العاملون أن تجد صرختهم آذاناً صاغية لإنهاء ملف الفصل التعسفي وعقود الباطن التي تفقدهم أبسط حقوقهم في الأمان الوظيفي.
وتتكرر مأساة العمالة المؤقتة خاصة عمالة المقاول داخل قطاع البترول، حيث يواجه الآلاف منهم أوضاعًا غير مستقرة، ويعانون من غياب الأمان الوظيفي، فضلاً عن تهديد دائم بفقدان وظائفهم دون أسباب واضحة، رغم أنهم يشكلون جزءًا رئيسيًا في منظومة العمل داخل هذا القطاع الحيوي.
وتلجأ شركات البترول إلى تشغيل العمال من خلال مقاولين من الباطن لعدة أسباب، أهمها خفض التكاليف، حيث يساعد هذا الأسلوب على تقليل تكاليف التشغيل والإدارة لشركات البترول الكبرى، حيث تتولى شركات المقاولات مسؤولية التوظيف، دفع الأجور، التأمينات الاجتماعية، وتوفير المعدات اللازمة للعمالة.
وكذلك يتم نقل جزء من المخاطر المرتبطة بتنفيذ مشاريع محددة، بما في ذلك المخاطر القانونية والتعاقدية والتشغيلية، من فوق كاهل الشركات إلى المقاول من الباطن، فضلا عن تجنب الأعباء الإدارية والقانونية يقلل هذا النموذج من الأعباء الإدارية والقانونية المرتبطة بالتوظيف المباشر وإدارة عدد كبير من الموظفين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الأسلوب يثير أحياناً قضايا تتعلق بحقوق العمال وظروف عملهم، والتي قد تختلف عن حقوق العمالة المباشرة في شركات البترول الكبري.








