من عمر سليمان لحسن رشاد
4 زيارات فاصلة لرؤساء المخابرات المصرية لتل أبيب و«غزة» كلمة السر

وصل رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل في زيارة غير اعتيادية، لمناقشة مستجدات الوضع في أعقاب حرب غزة وجهود إعادة الأسرى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن اللقاء مع رئيس المخابرات المصرية كان موفقًا، حيث حضر اللقاء إلى جانب نتنياهو، الوزير رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنجبي، والسكرتير العسكري لرئيس وزراء الاحتلال رومان جوفمان.
كما التقى اللواء حسن رشاد لاحقًا برئيس جهاز الأمن العام الشاباك ديفيد زيني، ووزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس.
وأشارت إلى أن المحادثات بين رئيس المخابرات المصرية ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أولت اهتمامًا خاصًا بآليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب مناقشة العقبات التي تعرقل تنفيذ المقترح الأمريكي الجديد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرامي إلى إعادة ترتيب الوضعين الإنساني والإداري داخل اقطاع غزة.
على مدى أكثر من عقدين، شكلت اللقاءات بين رؤساء جهاز المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محطاتٍ محورية في مسار العلاقات الأمنية والسياسية بين القاهرة وتل أبيب.
واتسمت تلك اللقاءات بمناقشة الملفات المعقدة التي تتعلق بقطاع غزة، والتهدئة مع الفصائل الفلسطينية على وجه الخصوص.
ورغم حساسية هذا النوع من الاجتماعات التي تجري غالبًا بعيدًا عن الأضواء، فإن عدة لقاءات وُثقت رسميًا عبر وسائل الإعلام العبرية، لتكشف الدور المصري في إدارة الأزمات بين إسرائيل والفلسطينيين.
بدأت سلسلة اللقاءات بين رؤساء المخابرات المصرية ونتنياهو فعليًا في عهد اللواء عمر سليمان، الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة من عام 1993 وحتى عام 2011.
الدبلوماسية الأمنية
كان عمر سليمان، أحد أبرز وجوه الدبلوماسية الأمنية المصرية، وارتبط اسمه بملفات دقيقة، أبرزها مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، وصفقات تبادل الأسرى، وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة بعد كل مواجهة.
وعقد عمر سليمان، لقاءات متعددة مع نتنياهو خلال فترات مختلفة أعوام 2002 و2009 و2010 تناولت ملفات أمنية والوضع في غزة وتبادل الأسرى.
بعد ثورة يناير 2011، تولى اللواء مراد موافي رئاسة المخابرات العامة المصرية لفترة قصيرة، ورغم غياب الزيارات، أشارت تقارير إسرائيلية إلى وجود اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين اللواء مراد موافي ونتنياهو خلال أزمات أمنية شهدتها المنطقة.
ومع صعود اللواء عباس كامل إلى رئاسة المخابرات المصرية، وفي 30 مايو 2021، قام رئيس المخابرات بزيارة معلنة لإسرائيل والتقى نتنياهو في القدس، لتثبيت وقف إطلاق النار عقب الحرب الإسرائيلية على غزة في مايو 2021..
وأصدر مكتب نتنياهو حينها بيانًا رسميًا أكد فيه أن اللقاء تناول التعاون الأمني وقضايا إقليمية أخري، فضلا عن رسائل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى القيادة الإسرائيلية بشأن ضرورة الحفاظ على الهدوء في القطاع وتخفيف القيود على الفلسطينيين.
ولم يتوقف التواصل عند ذلك اللقاء، إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية ومصرية عن لقاءات لاحقة بين كامل ومسؤولين إسرائيليين في القاهرة وتل أبيب، خصوصًا في أوقات التوتر في غزة أو أثناء التفاوض حول صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي عام 2025، تكرر ذكر اسم رئيس المخابرات المصرية في سياق تحركات دبلوماسية جديدة مع إسرائيل، حيث أوردت تقارير إعلامية أن لقاءً سريًا جمع اللواء حسن رشاد بنتنياهو في أكتوبر الماضي ضمن المساعي المصرية لتجنب التصعيد العسكري.