ارتفاع معدلات جرائم الكراهية
الأزهر يطالب الحكومة البريطانية بتوفير الحماية للجالية الإسلامية أسوة باليهودية

ردا على تخصيص تمويل بريطانى لتأمين الجالية اليهودية، دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الحكومة البريطانية إلى توسيع خطة الحماية لتشمل جميع الجاليات الدينية بما فيها الجالية الإسلامية.
وكانت الحكومة البريطانية، قد أعربت عن قلقها بسبب الارتفاع الملحوظ في جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال العام الماضي، وشددت على أن سلامة وأمن جميع المجتمعات في بريطانيا تظل أولوية قصوى لدى السلطات.
جاءت تصريحات الحكومة، في إطار إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، عن تخصيص تمويل طارئ يصل إلى 10 ملايين جنيه إسترليني لدعم إجراءات حماية المعابد والمدارس التابعة للجالية اليهودية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيس هيتون بارك العبري في مدينة مانشستر قبل أسبوعين.
ويأتي هذا التمويل، استجابةً لارتفاع معدلات جرائم الكراهية على أساس الدين في البلاد، والتي كشفت الإحصاءات الأخيرة أنها بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع كون أفراد الجالية اليهودية الأكثر استهدافًا بين المجموعات الدينية المختلفة.
من جانبه، شدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية مواجهة خطاب الكراهية على أساس الدين، وتوفير بيئة آمنة لممارسة الشعائر الدينية باعتباره ذلك حقٌّ أصيل تكفله القوانين والقيم الإنسانية على حدٍّ سواء.
كما دعا مرصد الازهر لمكافحة التطرف، إلى ضرورة توسيع خطة التمويل لتشمل دور العبادة لجميع الجاليات الدينية، بما في ذلك أفراد المجتمع المسلم الذين شهدوا في الآونة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية.
مكافحة الكراهية
وخلال أكتوبر الجاري، دعا مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى توسيع نطاق التشريعات التي تهدف إلى مكافحة الكراهية والتمييز الديني، مطالبًا بضرورة سن قوانين مماثلة للقانون الجديد في كاليفورنيا؛ وذلك لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا المتنامية التي يتعرض لها الطلاب المسلمون في المدارس والجامعات الأمريكية.
وأكد الأزهر على أن ظاهرة الكراهية ضد المسلمين لا تقل خطرًا عن غيرها من مظاهر التمييز، مشددًا على أن حماية حرية المعتقد واحترام التنوع الديني يجب أن يكون ركيزة لأية منظومة تعليمية، وأن مكافحة الكراهية بجميع صورها مسؤولية مشتركة.
وجاءت دعوة مرصد الأزهر تزامنًا مع إشادته بالقانون الذي وقَّعه حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، جافين نيوسوم، والرامي إلى مكافحة مظاهر معاداة السامية في المدارس، واعتبر المرصد هذه الخطوة تطورًا إيجابيًّا في التصدي لخطاب الكراهية وحماية الفئات المستهدفة من أي تمييز ديني أو عنصري داخل المؤسسات التعليمية.
وينص القانون على إنشاء مكتب للحقوق المدنية، يُشرف عليه منسق يعيّنه الحاكم، ويهدف إلى تدريب العاملين في المدارس وتنمية مهاراتهم للتعرّف على مظاهر معاداة السامية ومنعها، وتقديم توصيات بشأن السياسات اللازمة لمواجهة التمييز ضد الطلاب اليهود.
وفي هذا السياق، يؤكد مرصد الأزهر على ضرورة أن ترافق هذه التشريعات برامج توعيةٍ وتدريبٍ للعاملين في المدارس لمواجهة أي سلوك تمييزي بحق الطلاب على أساس دينهم أو هويتهم، مشددًا على أن التطرف والعنف المجتمعي يتغذيان على جميع أشكال الكراهية، وأن التصدي لها هو الطريق نحو التعايش السلمي.