بعد اختفاء لوحة «خنتي كا»
سؤال برلمانى يكشف تورط مسئوولين فى تهريب الآثار المصرية للخارج

اتهم سؤال برلمانى أطراف داخل وزارة الآثار بالتورط في تسهيل خروج القطعة النادرة، مطالبًا الحكومة بالإعلان عن نتائج التحقيقات في واقعة اختفاء لوحة الحجر الجيري من مقبرة «خنتي كا» فى أسرع وقت ممكن ومصارحة الشعب بكل التفاصيل، حفاظًا على التراث الأثري المصري الذي يمثل هوية الوطن وتاريخه
وانتقد النائب أشرف أمين عضو مجلس النواب فى سؤال إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب لتوجيهه إلى وزير السياحة والآثار شريف فتحى، حول ما أعلنته وزارة السياحة والآثار عن اختفاء لوحة أثرية نادرة من الحجر الجيري من مقبرة «خنتي كا» بمنطقة آثار سقارة بالرغم من تأكيدات الوزارة أن المقبرة مغلقة تمامًا منذ عام 2019 وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي.
وتساءل النائب أشرف أمين: كيف تُسرق لوحة أثرية بهذه القيمة من مقبرة مغلقة منذ سنوات دون اكتشاف ذلك إلا بعد مرور فترة طويلة؟ ومن المسؤول عن تأمين المقبرة ومخازن الآثار، وما آليات الرقابة الحالية على المواقع المغلقة؟ وهل هناك أطراف داخلية متورطة في تسهيل خروج تلك القطعة النادرة؟ وما هى خطة الحكومة لاستعادة اللوحة المسروقة وتعقب الجناة؟ ومتى سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات للرأي العام بكل شفافية؟
وبحسب السؤال البرلماني، طالب عضو مجلس النواب الحكومة بـ7 مطالب للقضاء على ظاهرة سرقة الآثار، تتمثل فى إطلاق منظومة إلكترونية مركزية لجرد القطع الأثرية وربطها بالصور ثلاثية الأبعاد والـ QR Code لتسهيل التتبع الفوري لأي قطعة.
كما طالب الحكومة بتركيب كاميرات مراقبة عالية الدقة وأنظمة إنذار حديثة في المقابر والمخازن الأثرية، تعمل بالطاقة الشمسية وتُربط بغرفة عمليات مركزية في الوزارة، وتشكيل لجان تفتيش مفاجئة على المواقع والمخازن الأثرية المغلقة، بمشاركة ممثلين من الرقابة الإدارية والنيابة الإدارية، وتغليظ العقوبات على جرائم سرقة الآثار أو التهاون في حمايتها لتصل إلى السجن المشدد والغرامات الضخمة.
محاولات السرقة
وشملت قائمة مطالب النائب أشرف أمين؛ تدريب وتأهيل الحراس والموظفين بشكل دوري على أحدث أساليب التأمين ورصد محاولات السرقة، والتعاون الدولي مع الإنتربول والمنظمات الثقافية العالمية لتعقب أي آثار مصرية مسروقة في الخارج واستعادتها، إلى جانب تخصيص خط ساخن لتلقي البلاغات عن أي محاولة تهريب أو بيع مشبوه لآثار مصرية نادرة.
وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة الإعلان عن نتائج التحقيقات في أسرع وقت ممكن ومصارحة الشعب بكل التفاصيل، حفاظًا على التراث الأثري المصري الذي يمثل هوية الوطن وتاريخه.
وكانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت قبل أيام عن اختفاء لوحة أثرية نادرة من الحجر الجيري من داخل مقبرة «خنتي كا» المعروف بكاهن العدالة بمنطقة آثار سقارة، وهى اللوحة التى تعود إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة، والتى تحمل نقوشًا تصور الفصول الثلاثة، وتوثق مشاهد من الحياة اليومية في مصر الفرعونية.
وبدأت النيابة العامة، التحقيق فى واقعة اختفاء اللوحة الأثرية، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة للوقوف على ملابستها، واستدعت النيابة كافة المسؤولين عن تأمين مقبرة «خنتي كا» بمنطقة آثار سقارة، بالاضافة إلى استدعاء عدد من المسؤولين بوزارة السياحة والأثار لسؤالهم حول الواقعة، والتحفظ على كاميرات الموجود بمحيط المقبرة وتفريغها وإعداد تقرير بها.
وكشفت وزارة الآثار أن اللوحة «المختفية» بمقاس 40×60 سنتيمتر، وهي من القطع الأثرية النادرة التي توضح التصوير الفني والاجتماعي في تلك المرحلة من التاريخ الفرعونى.
من جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة موضوع اختفاء اللوحة الأثرية إلى النيابة العامة للتحقيق، لافتا إلى أن المقبرة كانت مغلقة وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي ولم تفتح منذ عام 2019.