و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

استدعاء مسؤولين بالوزارة

قصة اختفاء لوحة أثرية من داخل مقبرة «حارس العدالة» بمنطقة سقارة

موقع الصفحة الأولى

أثار رواد التواصل الاجتماعى حالة من الجدل خلال الساعات الماضية، بعد اختفاء لوحة أثرية نادرة من الحجر الجيري من داخل مقبرة «خنتي كا» المعروف بكاهن العدالة بمنطقة آثار سقارة، وهى اللوحة التى تعود إلى عصر الدولة الفرعونية  القديمة، والتى تحمل نقوشًا تصور الفصول الثلاثة، وتوثق مشاهد من الحياة اليومية في مصر الفرعونية.
فيما بدأت النيابة العامة فى الجيزة، التحقيق فى واقعة اختفاء اللوحة الأثرية، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حول الواقعة للوقوف على ملابستها، واستدعت النيابة كافة المسؤولين عن تأمين مقبرة «خنتي كا» بمنطقة آثار سقارة، بالاضافة إلى استدعاء عدد من المسؤولين بوزارة السياحة والأثار لسؤالهم حول الواقعة، والتحفظ على كاميرات الموجود بمحيط المقبرة وتفريغها وإعداد تقرير بها.
وبحسب سجلات وزارة الآثار فإن اللوحة «المختفية» بمقاس 40×60 سنتيمتر، وهي من القطع الأثرية النادرة التي توضح التصوير الفني والاجتماعي في تلك المرحلة من التاريخ الفرعونى.
من جانبها أبلغت وزارة السياحة والآثار النيابة العامة، وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة موضوع اختفاء لوحة أثرية برمته إلى النيابة العامة للتحقيق. وأوضح أن المقبرة كانت مغلقة تماماً وتُستخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافها في خمسينيات القرن الماضي ولم تفتح منذ عام 2019، مشيراً إلى أنه فور العلم بالواقعة تم تشكيل لجنةً أثرية برئاسة الدكتور عمرو الطيبي، المشرف على منطقة آثار سقارة، لجرد محتويات المقبرة التى تحتوى على بعض القطع الأثرية النادرة.

النيابة العامة

وأضاق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه فور وصول التقرير الخاص باللجنة الأثرية عن اختفاء لوحة أثرية تم تحويل الموضوع إلى النيابة العامة في ذات اليوم، للتحقيق، لافتاً إلى أن وزارة السياحة والآثار تتابع عن كثب مجريات التحقيق بالتنسيق مع الجهات المعنية، حرصاً على صون وحماية التراث الأثري المصري والحفاظ عليه من أي تجاوزات أو ممارسات غير قانونية.
وتُعد مقبرة «خنتي كا» إحدى أهم المقابر التي تعود إلى عصر الأسرة الخامسة « 2500 – 2350 قبل الميلاد»، وهو العصر الذهبي لبناء المعابد الشمسية والمقابر المزخرفة بالنقوش البديعة.
وتقع مقبرة «خنتي كا» شمال هرم الملك تيتي في منطقة سقارة الأثرية، وتشكل جزءًا من شارع المقابر الذي يضم مصاطب كبار الوزراء والمسؤولين مثل مرروكا وكاجمني.
وكان «خنتي كا» صاحب المقبرة يشغل مناصب رفيعة أبرزها كاهن المعبودة ماعت إله العدالة عند المصريين القدماء والمشرف على القصر الملكي، ما يعكس مكانته الدينية والإدارية في البلاط الملكي، وتقع مقبرته ضمن مجموعة مقابر كبار رجال الدولة بالقرب من الهرم المدرج للملك زوسر.
وتتميز المقبرة بنقوشها التي تجسد مشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة، من الزراعة والصيد وصناعة الخمر، وصولًا إلى طقوس تقديم القرابين، مما يجعلها مرجعًا فنيًا وتاريخيًا لفهم تفاصيل الحياة في ذلك العصر.

تم نسخ الرابط