و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

رفع حجم تخزين المياه لـ80 مليار متر

خبير يكشف كيف أنقذت تفريعات مفيض توشكى مصر من الفيضان المدمر

موقع الصفحة الأولى

كشف الدكتور خالد رفعت صالح، عن كيف نجحت مصر في تلافي آثار الفيضان المدمر وكمية المياه الكبيرة الآتية من إثيوبيا، والتي تسببت في أضرار كبيرة في السودان، وذلك من خلال حفر تفريعات لمفيض توشكي وشحن الخزان الجوفي بالمياه للاستفادة منها في الزراعة. 

وشرح أستاذ الهندسة في جامعة قناة السويس، مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه بعد الملء الأول في سد النهضة في يوليو 2020، كانت هناك تخوفات من أن الفيضان سيأتي منخفضا في السنوات التالية، مع اتجاه إثيوبيا لحجز كل المياه في بحيرة السد، فكان هناك اتجاه لتقليل استخدام المياه لأقصى درجة، وتقليل زراعات الأرز والقصب، وتبطين وتطهير الترع.  

وأضاف أستاذ الهندسة، أن الفيضان جاء متوسطا في تلك السنة، ولكن في السنة التالية مع الملء الثاني جاء الفيضان عاليا، وتجاوز منسوب 177.88 متر، وهو المنسوب الذي يستلزم فتح مفيض توشكي لتخفيف الضغط على السد العالي. 

 وأكمل: هنا أصبحنا بين خيارين إما أن نصرف المياه الزائدة لغسل ممر النيل، ووقتها ستكون مغامرة بخسارة المياه، إذا جاء جاء منخفضا في السنوات التالية، والخيار الثاني أننا نحتفظ بالمياه هذه لتملئ بحيرة السد ومفيض توشكي الذي يأخذ حوالي 20 مليار متر مكعب، ولكن ستكون هناك مشكلة كبيرة إذا كان الفيضان عاليا بعد ذلك. 

تفريعات مفيض توشكى

وكانت هناك اقتراحات بحفر مجموعة ترع، تعمل بمثابة تفريعات في مفيض توشكي، لسحب المياه من ارتفاع 150 مترا فقط، وهو من الممكن عمله في أي وقت، تحسبا لاحتمال انهيار سد النهضة سواء بعد اكتماله أو أثناء الإنشاء. 

ولفت "صالح" إلى أن ميزة هذا الاقتراح، أنه سيضاعف من سعة مفيض توشكي، وبالفعل تم تحديد مسار معين للترع يضمن سحب أكبر قدر من المياه للتخزين في المفيض، وشحن الخزان الجوفي بالمياه للاستفادة منها في الزراعة. 

وقال مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن طول التفريعات المقترحة حوالي 80 كيلومترا، بينما قناة المفيض الأصلية طولها 22 كم فقط، ولذلك فإن المشروع شمل أعمالا صناعية، بهدف رفع حجم تخزين المياه من 20 مليار متر مكعب إلى 80 مليار متر، وزراعة 230 ألف فدان، وبفضل المشروع نستطيع الاستفادة بـ 60 مليار متر مياه، وهي أكبر من حصتنا السنوية من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب،  وبالفعل تم العمل ليل نهار حتى الانتهاء منه في 11 شهرا، وأصبح جاهزا في نهاية 2023، رغم كل الصعوبات، ومن بينها تفجير جبل جرانيت بطول 9 كيلومترات. 

 ولفت "صالح" إلى حدوث ما كنا نخشاه، بعدما جاء فيضان 2025 عاليا، كما أن إثيوبيا ملأت بحيرة سد النهضة ففتحت كل البوابات والممر العلوي، كما أن بحيرة السد العالي مليئة، ليتم فتح تفريعة المفيض على منسوب 150 مترا، ثم فتح المفيض نفسه على منسوب 177.88 متر، وبذلك تم الاستفادة من كل كميات المياه القادمة من إثيوبيا التي أغرقت السودان للأسف، وتم حماية مصر.  

تم نسخ الرابط