داوود عبد السيد .. رحلة «مواطن» في «أرض الخوف»

الاسم: داوود عبد السيد

تاريخ الميلاد: نوفمبر 1946

تاريخ الوفاة: ديسمبر 2025

المهنة: مخرج سينمائي

حفر داوود عبد السيد بصمة واضحة ومتميزة في تاريخ السينما المصرية والعربية، ورغم قلة أعماله، التي لم تتخط 9 أفلام روائية طويلة وبعض الأفلام التسجيلية، فقد لاقت شعبية جماهيرية كبيرة، مع إشادة النقاد بها، وهي معادلة نجح القليل في الوصول إليها، لأن كثير من الأعمال التي يشيد بها النقاد لا تلقى النجاح الجماهيري المتميز، والعكس قد يكون صحيحا.

ولكن داوود عبد السيد، بأفلامه التي انتمى أغلبها إلى السينما الواقعية، والتي صمم على كتابة أغلب سيناريوهاتها بنفسه، حفرت نفسها في قلوب جمهور السينما، التي وجدها معبرة عنه وعن تفاصيل حياته اليومية وقضاياهم التي تشغلهم، مع إشادة النقاد بها وتصنيفها ضمن أعلى الأعمال تقييما من الناحية الفنية والابداعية.

وتخرج داوود عبد السيد من المعهد العالي للسينما عام 1967، وبدأ حياته الفنية كمساعد مخرج في بعض الأفلام، حيث شارك في فيلم "الأرض" مع يوسف شاهين، و"الرجل الذي فقد ظله" مع كمال الشيخ، ورفض الاستمرار في هذه الوظيفة، قائلا إنها مهنة شاقة، تحتاج إلى تركيز شديد في موضوعات لا تخص الجانب الإبداعي للفنان.

وبعدها، اتجه داوود عبد السيد إلى إخراج بعض الأفلام التسجيلية، أبرزها "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" عام 1976، والعمل في الحقل عام 1979، و"عن الناس والأنبياء والفنانين" عام 1980.

ثم قرر إخراج أول أفلامه الطويلة، والذي كان "الصعاليك" عام 1985، بطولة نور الشريف ومحمود عبد العزيز ويسرا، وحقق نجاحا جماهيريا لافتا، بعدما جسد قصة صعود لصين حتى أصبحا من نجوم المجتمع، وتوالت بعدها أعماله السينمائية خلال فترتي الثمانينيات والتسعينيات، وركز أغلبها على قضايا المجتمع المصري وقيمه والتغيرات التي طرأت عليه بعد حرب العبور 1973 ثم الدخول في مشروع السلام مع الكيان الإسرائيلي، وما صاحبه من الانفتاح.

أفلام داوود عبد السيد

زياد الرحباني.. رحيل وريث الموهبة والإبداع والصوت المتمرد على الظلم

ذكرى رحيل «الدنجوان».. كمال الشناوي رئيس جمهورية السينما

ومن أشهر افلام داوود عبد السيد التي ارتبط بها الجمهور، "البحث عن سيد مرزوق 1991، الكيت كات 1991، سارق الفرح 1993، وأرض الأحلام 1993، أرض الخوف 2000، مواطن ومخبر وحرامي 2001، رسائل البحر 2010، وقدرات غير عادية 2015".

وحصل المخرج الراحل على العديد من الجوائز والتكريمات، بداية من فيلمه الأول "الصعاليك" الحائز على جائزة تقديرية للعمل الأول من مهرجان أسوان الأكاديمي عام 1985، وفاز فيلم "أرض الخوف" بجائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكذلك جائزة أفضل سيناريو من مهرجان البحرين الأول، جوائز أحسن فيلم وأحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم عام 1999.

أما فيلم "مواطن ومخبر وحرامي"، ففاز بجائزة أفضل فيلم وأحسن إخراج من المهرجان القومى للسينما، وأفضل فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو من مهرجان جمعية الفيلم، عام 2001، وكرمه مهرجان الجونة السينمائي عام 2018 عن مجمل أعماله.

ويمتلك داوود عبد السيد 3 من أفلامه ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي، حسب تصنيف مهرجان دبي السينمائي الدولي، عام 2013، وهي "الكيت كات، أرض الخوف، ورسائل البحر".

وكان داوود عبد السيد قرر اعتزال الإخراج السينمائي عام 2021، معلنا عن ذلك خلال مداخلة مع أحد البرامج، وقال إنه لم يحتاج إلى وقت طويل للتفكير في القرار، ومؤكدا انه أدى رسالته الفنية عبر أعماله التي قدمها منذ سبعينيات القرن الماضي، ليتسبب قرار اعتزاله في ردود فعل كبيرة سواء بين الجمهور أو لدى النقاد، ليعلق على ذلك قائلا: " "مكنتش أعرف إن خبر اعتزالي هيعمل كل الضجة دي".