و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

الصعايدة يندبون حظهم

حادث قطار بضائع بني سويف يكشف أزمات خط السكة الحديد لصعيد مصر

موقع الصفحة الأولى

تسبب انقلاب قطار بضائع بني سويف في حدوث أزمة على خط السكة الحديد أسوان - القاهرة في الوجه القبلي بالكامل، بعد تأخير العديد من القطارات والتي مازالت تداعيتها مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

ورصد محرر «الصفحة الأولى»، بعدما فوجئ لدى توجهه إلى محطة قطارات طما في محافظة سوهاج، يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025، بوجود حالة من التخبط والارتباك بعد إلغاء القطار رقم 999، والذي كان من المفترض تحركه من المحطة الساعة 10 و55 دقيقة مساء، وهو ما نتج عنه تكدس العديد من الركاب على رصيف المحطة انتظارا لحل المشكلة، واضطر العديد منهم لإرجاع التذاكر بحثا عن وسيلة سفر أخرى او تأجيله إلى موعد آخر، وهنا كانت الأزمة الثانية.

فعند التوجه إلى شباك الحجز، وبعد الوصول إليه بجهد وعناء شديدين، كانت المفاجأة بعدم وجود سيولة نقدية لدى موظف الشباك، بحجة أن هناك العديد من التذاكر المرتجعة، وبالتالي "الفلوس خلصت"، وكان علينا الانتظار حتى شراء تذاكر في أيام أخرى، حتى يتم رد ثمن التذاكر، وهنا كانت الأزمة الثالثة، فالركاب يضطرون لاسترداد ثمن التذاكر ناقصا 10 أو 20 جنيها، بحجة انه تم حجزها من مكاتب أخرى، وذلك تحت مسمى "فرق المكتب"، وهو مصطلح لم نسمع عنه من قبل.

وعندما توجه بعض الركاب، وخاصة ممن اضطروا للسفر العاجل ارتباطا بأعمالهم ومشاغلهم، إلى مكتب السوبر جيت، وجدوا الأوتوبيس الوحيد "كومبليت" ويستعد للمغادرة.

وفي اليوم التالي، أي الثلاثاء 30 سبتمبر، فوجئنا بتأخير القطار رقم 1011 الروسي لمدة أكثر من 6 ساعات، فبعدما كان موعده في الساعة 6 و38 دقيقة صباحا، وصل على محطة طما الساعة 12 ظهرا، ليتساءل الركاب عن سبب استمرار التأخيرات إلى اليوم التالي، وأين حلول هيئة سكك حديد مصر لمعالجة الأزمة سريعا، كي لا يتضرر آلاف الركاب من إلغاء رحلاتهم أو تأخيرها لساعات طويلة.

حادث القطار

كما تذكر الركاب أزمة حادث قطار مطروح في أغسطس الماضي، وتوجيهات الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، لكل من رئيس الشركة القابضة للنقل البحري والبري، ورئيس شركة الاتحاد العربي للنقل البري والسياحة "سوبر جيت" بتوجيهات 14 أتوبيسا لنقل ركاب قطار مطروح من موقع الحادث إلى القاهرة والإسكندرية.

وأخذ الركاب الصعايدة يندبون حظهم، بأنهم من ركاب خط الصعيد المنسي الذي لا يتذكره أحد، سواء بأوتوبيسات تقلهم إلى وجهتهم، أو بمحاولة حل الأزمة سريعا والتدخل لفرض الانضباط على جداول تشغيل القطارات، ومنهم من كبار السن أو الأطفال الذين يتحملون الانتظار طويلا، ومنهم من يضطر للسفر لظروف واجب العزاء، ويبحث عن وسيلة سفر آمنة وسريعة ومنضبطة حتى يستطيع العودة واللحاق بعمله ولقمة عيشه.

وهنا كانت تتكرر أغلب الأزمات المستمرة والمتكررة، فقطارات الصعيد أغلبها تحول إلى "سويقة"، ففي كل محطة يتوقف فيها، يصعد البائعة و"السريحة" والمتسولون إلى القطار في محاولة لفرض بضائعهم على الركاب، وهو ما يتسبب في زيادة حالة الازدحام داخل القطار المتكدس بركابه أصلا، إضافة إلى أن بعض هؤلاء الباعة والمتسولين بلطجية وفي أول احتكاك مع الركب قد تندلع المشاجرات التي يفرضوا فيها سطوتهم وسيطرتهم عليهم، ووصل إلى بأننا فوجئنا بأحد المتسولين مقطوع القدمين يزحف داخل القطار طالبا "أي حاجة لله"، وهو ما جعل الركاب يضربون كفا بكف من دهشتهم كيف تمكن هذا الرجل من الصعود إلى القطار، ومن ساعده في هذه الجريمة؟

ومع حالة الفوضى التي تعاني منها قطارات الصعيد، وخاصة الدرجات الأدنى منها، وتدني النظافة، وانعدام النظام، يشتكي جميع الركاب بلا استثناء من تصميم كراسي القطار الروسي، والتي صممت خيصا لجلب آلام الرقبة والظهر، فالكرسي مثل نظيره في أتوبيسات النقل العام، صلب، قاسي، لا يمكن تعديله أو إرجاعه على الوراء فراحة الظهر والرقبة، وهو ما يمكن تحمله في خطوط الأوتوبيسات ذات المسافة القصيرة، أما في قطار من اسوان على القاهرة ورحلة تمتد اكثر من 14 ساعة؟ فمن يتحمل ذلك؟ ولماذا الإصرار على هذه الكراسي المؤلمة والقاسية؟ هذا ما يردده الركاب دائما، بلا إجابة واضحة من أي مسؤول.

وكانت منطقة حوش محطة ببا في محافظة بني سويف، شهدت خروج 7 عربات من قطار البضائع رقم 2450، الذي يحمل "الطفلة"، والمتجه من أسوان إلى أولاد سيف، عن القضبان، الأمر الذي تسبب في حدوث تأخيرات على جداول تشغيل القطارات على خط أسوان- القاهرة، دون أن يسفر عن وقوع إصابات أو خسائر بشرية.

تم نسخ الرابط