و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

بدأت على تطبيق ألعاب

حركة جيل Z تشعل احتجاجات المغرب وخبير: الملك يبحث عن تسوية لتولي ابنه

موقع الصفحة الأولى

اشتعلت احتجاجات في مناطق عدة في المغرب، بقيادة شباب من حركة جيل زد Z، التي ظهرت حديثا في الشارع المغربي، للمطالبة بإصلاح منظومتي الصحة والتعليم، والقضاء على الفساد المالي والإداري، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب، مع تأكيد الحركة، على ضرورة الابتعاد عن العنف، وسط انتشار شائعات عن فرار الملك محمد السادس إلى خارج الباد، والتي نفتها السلطات بشكل قاطع. 

وبدأت الدعوة إلى مظاهرات المغرب يومي 27 و28 سبتمبر الماضي، بقيادة حركة جديدة تسمى جيل زد 212، والتي سرعان ما امتدت إلى المدن الرئيسية مثل الرباط والدار البيضاء وتمارة، وحضر فيها الشباب بكثافة، والذي خرجوا ليعبروا عن غضب متراكم من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 

وكان اللافت في تلك المظاهرات، وصولها إلى الأحياء الشعبية، وخاصة في العاصمة الرباط، في دلالة على اتساع نطاق الحراك الجغرافي والاجتماعي للحركة الاحتجاجية، وهو ما تواجهه السلطات الأمنية المغربية بحملة اعتقالات واسعة استهدفت شبابا قبل وأثناء تنظيم المظاهرات وسط تقارير عن ان من بين المعتقلين شباب من القصر. 

 وردت حركة جيل زد بإدانتها لتلك الاعتقالات، كما أكدت رفضها لأي أعمال شغب أو تخريب ضد الممتلكات العامة أو خاصة، كما طالبت جميع المشاركين في الاحتجاجات، بالالتزام بالسلمية الكاملة وتجنب أي تصرف قد يستغل لتشويه مطالبهم العادلة. 

ويقول الشباب المشارك في الحركة الاحتجاجية، إن الشعب وصل لدرجة الاختناق من الحكومة الفاسدة، التي يقودها رئيس الوزراء عزيز أخنوش، وتدهور قطاعي الصحة والتعليم بالأساس، وطالبوا الملك بالتدخل، كما يؤيد اليسار المغربي تلك الحركة ويساندها، من خلال مشاركة نواب من عدة أحزاب اشتراكية، مثل الدكتورة نبيلة منيب، النائبة البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد، وفاطمة الزهراء التامني، النائبة عن حزب فدرالية اليسار الديموقراطي. 

كما قال قادة الحركة، إن الاحتقان وصل مداه بسبب ملف تنظيم كأس العالم وكأس أفريقيا قبله، لأن الشباب لاحظ أن الدولة تصرف المليارات من أجل بناء ملاعب، ولكنها تغفل عن قطاعي الصحة والتعليم، خاصة وان الاحتجاجات اندلعت في البداية من أمام مستشفى الحسن الثاني في أغادير، والذي يطلق عليه هناك اسم "مستشفى الموت"، لأن كل من يدخل إليه يخرج ميتا للأسف، بسبب الإهمال وغياب الأجهزة. 

حركة جيل Z 

وقال الدكتور مهدي فتاك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مولود معمري تيزي وزو الجزائرية، إن المغرب يعيش منذ أيام على وقع احتجاجات ذات طابع سياسي واقتصادي ناجمة عن فشل الحكومة في توفير خدمات عمومية لائقة من صحة وسكن وتعليم وظروف معيشية محترمة. 

وأضاف «فتاك» في تصريحاته لـ «الصفحة الأولى» لكن خلفيات الاحتجاجات مرتبطة بالصراع حول السلطة أكثر منها بالظروف الاجتماعية، فالفقر وانعدام التنمية وانتشار المخدرات منتشرة منذ زمن، لكن في الفترة الحالية وبعد مرض الملك، فإنه حاول الاقتراب من جهات دولية تضمن له استمرارية النظام الملكي وضمان انتقال السلطة لابنه، كما ضغط على الجزائر لفتح الحدود. 

ولفت إلى أنه بعد أزمة "كورونا" وتدهور الوضاع الاقتصادية، اضطر الملك للاعتماد على اللوبي اليهودي داخل المملكة بامتداداته الصهيونية مقابل تنازلات وضمانات دولية لعل أهمها اعتراف فرنسا وأمريكا وإسبانيا بالحل المغربي للمسألة الصحراوية. 

وأشار إلى أن هناك تسريبات متعلقة بالصراع العائلي وتحولت قضية طليقة الملك الى ملف شائك بعد تخوف أفراد العائلة من انتقامها في حالة تولي ابنها السلطة، ولذلك يبقي الحل في الشارع لتسوية الصراع وفرض حل ما، إما تسوية تضمن تولي ابنه ولي العهد، وإما تنازل الملك عن السلطة لصالح شقيقه. 

أما عن شباب حركة جيل زد 212 المغربية، فهي حركة حرصت منذ البداية على عدم الكشف عن هوية قادتها والمشاركين فيها، ودائمة التأكيد على ضرورة الابتعاد عن العنف، كما تشدد على شعار "حب الوطن والملك".  

 ويؤكد المشاركون في حركة جيل زد 212، أنهم حركة احتجاجية شبابية "غير مؤطرة" ولا تنتمي إلى أي تيار أو توجه سياسي، وسط تقديرات بان الحركة ينتمي إليها عشرات آلاف المتابعين من خلال تطبيق الألعاب "ديسكورد"، ومنصات تواصل اجتماعي أبرزها إنستجرام وتيك توك.  

 وتتركز مطالب حركة جيل زد 212، على القطاعات الخدمية والتي ترتبط بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حيث يطالبون بإصلاح عاجل للتعليم العمومي وتقوية المنظومة الصحية، مع تعزيز فرص العمل ومحاربة الفساد.  

 كما عبر أعضاء الحركة عن رفضهم لما يسمى بـ "مغرب يسير بسرعتين"، وهي العبارة التي قالها الملك محمد السادس، خلال خطاب العرش بمناسبة جلوسه منذ 26 عاما، والتي رفعها الشباب المشارك في المظاهرات.   

 وسميت الحركة جيل Z باعتباره جاء بعد جيل الألفية جيل Y، وسبب اختيار الحرف Z هو مواصلة التسلسل الأبجدي للأجيال التي تسبقه X, Y, Z، باعتبار ذلك الجيل الاجتماعي الأول الذي نشأ مع انتشار الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية المحمولة منذ سن مبكرة، كما يعني جيل Z أيضا المواطنين الرقميين، حتى ولو لم يكونوا متعلمين رقميا، ولنهم ينتمون إلى ذلك الجيل. 

تم نسخ الرابط