و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

أخطر نقلة حصلت في حياتنا مش انتشار السوشيال ميديا،

أخطر نقلة إن الوعي نفسه اتحوّل لمنتج.

اتسعّر.

يتقاس بالمشاهدات.

يتباع بالإعلانات.

ويتحدد مصيره بخوارزمية.

ما بقيناش نسأل:

قال إيه؟

بقينا نسأل:

جاب كام؟

مين الكسبان؟

ولا حد.

الإعلام خسر ثقته،

والسوشيال ميديا فقدت براءتها،

والناس واقفة في النص.

لا مصدّقة الشاشة،

ولا مطمّنة للموبايل.

وعي متقطع،

مواقف سريعة،

وأحكام نهائية على قصص ناقصة.

السؤال الحقيقي بقى:

مين بيصنع الوعي دلوقتي؟

السوشيال ميديا: ديمقراطية بلا ضوابط

السوشيال ميديا دخلت حياتنا باسم الحرية،

لكن الحرية من غير وعي

بتتحول لفوضى.

فجأة أي حد بقى:

 •    محلل سياسي

•   طبيب

•  قاضي

• وصانع رأي عام

من غير دراسة،

من غير خبرة،

ومن غير إحساس حقيقي بتأثير الكلمة.

الترند بقى أقوى من الحقيقة،

والتفاعل بقى أهم من الفهم.

الوعي السريع

إحنا بقينا نعيش في زمن الرأي الجاهز.

الرأي اللي بيتاخد في ثواني

ويتغير في ثواني.

مش بنسأل “ليه؟”

ولا “إزاي؟”

بنكتفي بـ “ماشي”.

السرعة نفسها مش المشكلة،

المشكلة إن السرعة بقت بديل للفهم.

الإعلام في وضع الدفاع

الإعلام ما انهزمش،

الإعلام انسحب.

بدل ما يقود النقاش،

بقى يلاحق الترند.

بدل ما يشرح،

بقى يختصر.

وبدل ما يبني وعي،

بقى يتعامل مع وعي جاهز.

ولما المرجع يتراجع،

الفراغ ما بيستناش…

أي صوت بيملّيه.

الترند: لايف ستايل؟

السؤال المزعج اللي لازم يتسأل:

هل الترند بقى لايف ستايل؟

حالة دائمة من الانشغال؟

موضوع ورا موضوع؟

قضية كل ساعة؟

هل ده مجرد صدفة؟

ولا طريقة نلهّي بيها الناس

عن قضايا أعمق وأهم؟

لما كل حاجة تبقى عاجلة،

ولا حاجة تبقى مهمة.

اللي محدش حابب يقوله

السوشيال ميديا ما سرقتش دور الإعلام.

الإعلام هو اللي تنازل عنه.

ولما الوعي اتساب من غير صاحب،

دخل البديل الطبيعي…

أي حد.

تحذير

الوعي مش مساحة لعب،

ولا تجربة مفتوحة.

تركه من غير تنظيم،

ومن غير مسؤولية،

ومن غير تدخل حقيقي من الجهات المعنية،

معناه إن الفوضى هتبقى هي الصوت الأعلى.

المسألة ما بقتش رأي ورأي تاني،

المسألة بقت أمن وعي.

والسؤال الأخير اللي لازم يفضل مفتوح:

إحنا مستعدين ندفع تمن إننا نسيبه كده؟

تم نسخ الرابط