
من النادي الأهلي المصري للقمة العربية الإسلامية في الدوحة يا قلبي لا تحزن.. كلاهما يساوي صفر .. الأهلي جمع نجوم من المغرب وتونس ومصر وبات فريق سوبر ستارز، لكنه خيب أمال وأحلام جماهيره بأداء رديئ لا يرتقي، ولا يتناسب مع مادفع من أموال وتاريخ النادي وبطولاته وجماهيره التي اعتادت منه الفوز والانتصار. وكذلك كان الأمر في قمة الدوحة.. احتشد 57 قائد مسلم ومسيحي وعربي لاتخاذ قرار بشأن فض إسرائيل غشاء بكارة قطر لاغتيال قادة حماس.. الجماهير العربية والمسلمة كان لديها أمل في إتخاذ هؤلاء النجوم الـ 57 قرارا بشأن ما حدث وانتصارا لغزة اليتيمة الميتة، ونصرة للبنان الذي يغتال صباح مساء، واليمن الحزين والذي يقاتل لحاله بما أوتي بمسيراته وصواريخه نصرة لغزة.
الجماهير العربية والإسلامية احتشدت أمام شاشات التلفزيون تستمع لكلمات رنانة مطربة كأنهم في لحظة كلثومية حتى أنهم لو كانوا حاضرين داخل القاعة لقالوا "أعد يا ست".. عفوا أعد يا قائد.. رغم أنف القيادي في حركة "أنصار الله"، محمد علي الحوثي، الذي يبدو أنه لايعشق كواكب الشرق الأوسط بقوله "مملة هي كلمات القمة العربية والإسلامية، وتكرر التأكيد على تغول العدو الإسرائيلي، وانتهاكه للقانون، واستباحته للمنطقة، وإبادة غزة.. الإدانات والكلمات المكررة لن تؤدي إلى حل مستدام، ولا لردع الكيان، بينما نتنياهو يؤكد أن لا حصانة لأي بلد.. أي قمم بدون قرار أن إسرائيل هي كيان إرهابي، ليست حلاً".
عذراً، أيها المقاوم المارق، خاب ظنك وظن الجماهير، مخرجات القمة الطارئة تتسم بالعقلانية حتى وإن لم تلب طموح الشارع العربي. أنظر، بيان قمة الدوحة فتح الباب للدول التي لديها علاقة مع إسرائيل لمراجعتها، هكذا قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، لأن القمة لم تكن بصدد إجراءات عملية (أفهم) هي كانت بغرض بعث رسالة من خلال كلمات القادة والزعماء بأن قطر ليست وحدها، والعدوان الإسرائيلي على قطر يكرس الوضعية المارقة لدولة الاحتلال، ومخرجات القمة ترتقي لحالة الضرورة التي نمر بها( فهمت؟)
** صفر الظنون
نعتذر منكم أيتها الكواكب الـ 57، فقد ظنت الجماهير العربية والمسلمة من خلال كلمات القادة أن قرارا جلل سيتخذ، وكانت المفاجئة بيان لا يرتقي لمستوى الكلمات، ولا يتخطى خيبة الأهلي الذي لم يستطع تحقيق الفوز في الدوري وهو يواجه فرق متوسطة المستوى، وعند لقاؤه بالفريق الإماراتي بيراميدز خسر بأداء يوصف بحضور الجماهير وغياب لاعبي الأهلي.. هكذا كانت قمة الدوحة "من وجهة نظرنا الأرضية" حضرت الكلمات المكتوبة بعناية لجذب أنتباه المستمعين والجماهير وغاب الموقف الذي يرتقي لعظمة الأحداث.. لكن ماحدث أن الجماهير تأملت خيراً فيكم لأخر مرة، فكانت قمة كلمات رنانة، ولحنها صرخات الإبادة في غزة، والموت في لبنان، ورنين الدبابات الإسرائيلية في سوريا، وطنين الطائرات الإسرائيلية في اليمن، هي قمة لا يصح أن توصف بأنها قمة العار، وفقاً لوصف الدكتور محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على قناة الميادين اللبنانية، لأنها لم تتخذ قراراً لنصرة غزة التي تباد على مدى عامين، ولم تنتصر لكرامة العرب.. أو كما علق وزير الإعلام السابق اللبناني جورج قرداحي "الأعراب سحبوا سفراءهم من لبنان لأني قلت "حرب اليمن عبثية" وكل هذا الــدم المسفوح بغــزة لم يحرك غيرتكم لسحب سفرائكم من تل أبيب أو تطردوا سفراء اســرائيل من بلادكم؟! .. يا سادة القمة كانت لنصرة قطر، ومادخل اغتصاب قطر وفض غشاء بكارتها لمحاولة اغتيال قادة حماس بقطاع غزة؟!
من يشتري العرب؟
تلك القمة، قمة الـ 57 كوكباً، هي قمة الصفر، هكذا وصفتها صحيفة "هآرتس" العبرية، والتي قالت "صفر ، قيمة قادة الدول العربية صفر، أي لا قيمة لهم، إنهم في المربع الناقص على خريطة النظام العالمي، لا نفوذ لهم، ولا صوت، ولا وجه، وهم قادة مضطهدون من قبل القوة العظمى الأمريكية، وبدورهم يضطهدون شعوبهم"..
حتى نكون منصفين، قمة الدوحة حققت مكاسب منها: عقلانية الكواكب الـ57 في عدم اتخاذ قرارات تجر المنطقة لفض غشاء بكارة الجميع، قطر أثبتت لأعدقائها بالمنطقة أنها تحظى بحب وتقدير من جانب جيرانها وجيران الجيران، وإدراك مجلس التعاون الخليجي أن فض غشاء بكارة قطر عمل عدواني يشكل تهديداً مباشرًا للأمن الخليجي المشترك والسلم والاستقرار الإقليمي.. وإعلان قادة التعاون الخليجي عن اجتماع عاجل لمجلس الدفاع المشترك، موجّهين القيادة العسكرية الموحدة لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية لمواجهة الإنتهاكات الإسرائيلية ( بالله عليكم لا تضحكون.. فلقد تجلت قدرات الردع الخليجي ضد الشعب البحريني الكافر الذين يدين بالمذهب الشيعي وليس الإبراهيمي، وكذلك اليمن.. فما بالكم عندما يواجهون إسرائيل والقواعد الأمريكية على أراضيهم.. ستكون مباراة تستحق المشاهدة).. ومن المكاسب أيضاً، أن قائد تنظيم هيئة تحرير الشام الحاكمة في سوريا أحمد الشرع طبق مثل خير الكلام ما قل ودل، ألقى جملتين وبيت شعر يلخصون كل شيئ "إنه لمن نوادر التاريخ أن يُقتَل المفاوض .. ومن سابقة الأفعال أن يستهدف الوسيط ..ماأجتمعت أمةٌ ولمّت شملها إلا وقد تعاظمت قوتها.. وماتفرقت أمةٌ إلا وقد ضعفت.. وكما قال الشاعر : متى تجمع القلب الذكي وصارماً وأنفاً حمياً تجتنبك المظالمُ".. ومن مكاسب القمة وكلمات الكواكب الـ 57، أن الحاكم السوري ونظيره اللبناني، ورئيس المجلس الرئاسي اليمني المقيم بمكيفات السعودية والإمارات، لم يدينوا الهجمات الإسرائيلية على بلدانهم واحتلالها أراضي في سوريا ولبنان وقتل وإصابة المئات وتدمير المنازل والطرقات.. إنها العقلانية ومراعاة ظروف المنطقة ووضع قطر الحرج(!!)
وأمام تلك الكوكبة تسأل الشاعر الاردنى فايز أبو جيش:
من يشتري الأعراب مني ، والعروبةَ والعربْ؟
من يشتريهم كلهم جمعاً ؛ بحِملٍ من حطبْ؟
من يشتري أشرافهم بحذاء طفلٍ من حلب؟
من يشتري أذقانهم؟ ولهُ إذا شاء الشنبْ؟
وختاماً، شخص عربي مهلوس كتب يقول (الزعماء العرب الذين لا يستطيعون الخروج من غرف نومهم إلا بتصريح أمريكي، سيقررون غداً تشكيل تحالف عربي عسكري ضد إسرائيل من داخل قاعدة العديد الأمريكية) أي هناك أمل.