تطرح النظرية المصرية افتراضًا جوهريًا يتمثل في أن "عناصر الإنتاج الأربعة لا ترى بعضها البعض" وهو تعبير بالغ الدقة يصف خللاً بنيويًا في الاقتصاد الرأسمالي،هذا الخلل يفسر ظواهر غير مفسرة من قبل مثل فشل السوق (Market Failures) وسوء التخصيص (Misallocation) ويبرر عدم قدرة الاقتصاد على خلق التنمية نظرا لندرة الإنتاجية وفشل خلق الرخاء لانعزال عناصر الإنتاج الأربعه: العمل رأس المال الأرض والتنظيم .
الدلائل الاقتصادية على عمى عناصر الإنتاج
تتجلى هذه الفرضية في أربع ظواهر رئيسية تمثل أدلة واقعية على غياب التنسيق بين العناصر:
1- البطالة الهيكلية (Structural Unemployment)
· الخلل: عنصر العمل لا يرى باقي العناصر هناك وظائف شاغرة وشركات تبحث عن مهارات لكن لا توجد آلية فعالة لربط المهارة بالوظيفة
· النتيجة: عمالة معطلة ووظائف غير مشغولة مما يؤدي إلى هدر في عنصر العمل وانخفاض الإنتاجية الكلية
2- سوء تخصيص رأس المال (Capital Misallocation)
· الخلل: رأس المال يتدفق نحو أنشطة غير منتجة أو مضاربة (مثل العقارات وترك الفقاعات المالية) بدلًا من الاستثمار فى القطاعات الحقيقية التي توظف العمل والأرض
· النتيجة: تضخم أسعار الأصول مع ركود الإنتاج الحقيقي وانخفاض الإنتاجية الكلية لعوامل الإنتاج
3- سوء استغلال الموارد (Misuse of resources)
· الخلل: عنصر الأرض (الموارد الطبيعية) لا يرى حاجته للتنظيم والعمل الدول الغنية بالموارد تعتمد على بيع الخام دون تطوير باقي العناصر
· النتيجة: دخل غير مستدام تقلبات أسعار عالمية وفشل في خلق اقتصاد متنوع قائم على القدرات البشرية
4- غياب وتشتت المعلومات (Information Asymmetry)
· الخلل: عنصر التنظيم (رائد الأعمال) لا يمتلك رؤية واضحة لباقي العناصر: أين الموارد؟ أين العمالة الماهرة؟ ما المخاطر؟
· النتيجة: قرارات غير مثالية في اختيار الموقع أو المنتج مما يؤدي إلى هدر الموارد وفشل في تلبية الطلب بكفاءة
خلاصة النظرية المصرية لحل الازمة الاقتصادية العالميه
النظرية المصرية لا تفسر الأزمات الاقتصادية كفشل في السيولة (النظرة النقدية) أو فشل في الإنفاق (النظرة الكينزية) بل كفشل بنيوي في آلية التنسيق بين عناصر الإنتاج إذا تُرك الاقتصاد دون سياسات واضحة تضمن التكامل بين العناصر الأربعة سيظل اقتصادًا "أعمى" عاجزًا عن خلق التنمية والدخل والرخاء المستدام
الحل: تعمل النظرية المصرية على وضع سياسات وآليات تنسيق فعالة بين عناصر الإنتاج لتتكامل وحينئذ
