خلال زيارته للقدس
وزير الخارجية الأسبق يكشف تفاصيل دخول الرئيس مبارك لتل أبيب بالسيارة

كشف السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، كواليس دخول الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب بالسيارة خلال مشاركته فى تشييع جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين فى نوفمبر عام 1995.
وروي السفير محمد العرابي، خلال فترة عمله نائبًا لسفير مصر في تل أبيب، التفاصيل الأمنية أثناء زيارة الرئيس الأسبق حسني مبارك لإسرائيل لحضور جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين.
وقال العرابي إنه خلال زيارة مبارك إلى إسرائيل بعد اغتيال رابين، إن السلطات الإسرائيلية تعمدت إقلاع طائرة هليكوبتر تحمل مبارك والوفد المرافق له في جولة فوق المستوطنات المحيطة بالقدس، ما اعتبره رسالة سياسية ضمنية.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق: أبلغت الرئيس مبارك أن الأمر يبدو مقصودًا لإظهار حجم التوسع الاستيطاني، فردّ قائلًا: أكيد طبعًا في تعمد، و بعدها قرر مبارك العودة من القدس إلى تل أبيب بالسيارة، رغم أن ذلك تطلّب ترتيبات أمنية ضخمة من أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وكشف عن أن تغيير مسار عودة مبارك للطريق البري أحدث استنفارا أمنيا واسعا، مع استدعاء طائرات لتحلق فوق موكب السيارات طوال الطريق. وقال إن السفير سامح شكري، وزير الخارجية بعد ذلك، كان حاضرا في الزيارة، بصفته سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات آنذاك.
جنازة رابين
كما أكد العرابي إنه كان شاهد عيان على حادث اغتيال إسحاق رابين، حيث كان متواجدًا في الميدان نفسه وقت إطلاق النار من قبل الصهيوني إيجال عامير، خاصة وأن تلك اللحظة كانت صادمة وكأنها أغلقت صفحة كاملة من السلام في المنطقة.
تصريحات السفير محمد العرابي، جاءت خلال حلوله ضيفا على برنامج «بودكاست مشوار» مع الإعلامي محمد سويد، وخلاله وصف «العرابي» بعض المهام الدبلوماسية في إسرائيل بأنها "ثقيلة على النفس"، خاصة في ظل رفض شعبي مصري كبير للتطبيع في تلك المرحلة.
وأوضح العرابي أن السفارة المصرية كانت تقع في القدس، وكان عليه يوميًا قطع نحو 70 كيلومترًا من تل أبيب، مشيرًا إلى أن زيارته للمسجد الأقصى وقبة الصخرة كانت دائمًا محاطة بتواجد أمني إسرائيلي كثيف، وصفه بـ«غير المريح»، ما جعل تلك الزيارات صعبة نفسيًا، رغم مكانتها الروحية.
ووصف وزير الخارجية الأسبق مهمته في تل أبيب بأنها كانت قاسية ومشحونة نفسيًا، لكنها تطلبت منه الالتزام بالدور الوطني والمهني، مشيرًا إلى أن العمل في بيئة دبلوماسية غير مرحب بها شعبيًا يحتاج إلى أعصاب حديدية.