وضع قواعد للملء والتشغيل
خبراء يكشفون لـ الصفحة الأولى سناريوهات ترامب للتدخل لحل أزمة سد النهضة

لا تزال قضية سد النهضة الأثيوبي محل اهتمام بالغ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين تحدث أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على حل قضية سد النهضة الإثيوبي، الذي يثير خلافا مع مصر والسودان، واعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تصريحات ترمب حول سد النهضة،"تبرهن على جدية الولايات المتحدة في تسوية النزاعات ووقف الحروب".
وأضاف في بيان لـه: "إن مصر تقدر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر بوصفه مصدرا للحياة".
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أعلن آبي أحمد، قبل أيام، عن اكتمال مشروع "سد النهضة"، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وأشار إلى أن بلاده تستعد لتدشينه رسميا في سبتمبر المقبل، وهو ما انتقدته مصر، واعتبرته استمرارا لسياسية إثيوبيا في "فرض الأمر الواقع" في بيان للخارجية

البناء على ما سبق
من جانبه أعرب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن توقعه بأن يكون تدخل ترامب سيكون بناءا على الأمر الواقع الذي فرضته إثيوبيا بإكمال بناء السد.
وأشار إلى أن ترامب خلال فترة حكمه الأولى كان راعيا للمفاوضات التي تمت في واشنطن، لكنه فشل في الوصول إلى اتفاق، ولا تزال تفاصيل هذه المفاوضات موجودة لدى خبراء المياه والسدود في أمريكا.
وأضاف أن ترامب يمكن له البناء على ما تم سابقا من حيث وضع قواعد للملء المتكرر والتشغيل، خصوصا في سنوات الجفاف والجفاف الممتد، موضحا أنه قد يسعى للتنسيق الأمر بين سد النهضة والسدود في السودان والسد العالي في مصر، و وضع آلية لحل النزاعات في المستقبل.
ويرى شراقي أنه يجب على ترامب دعوة الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق في أقل من أسبوع، مشيرا إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق قبل افتتاح السد رسميا في سبتمبر المقبل.

من جانبه يرى السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن التدخل الأمريكي في ملف سد النهضة أمر في غاية الأهمية في الوقت الحالي .
وأضاف هريدي لـ الصفحة الأولى: "لقد رأينا منذ سنوات عند الذهاب لمجلس الأمن الدولي، أنه أعاد الملف لأطراف النزاع والاتحاد الأفريقي، بما يعني أن المجتمع الدولي لم يشعر وقتها بوجود تهديد حقيقي يستدعي التدخل، وإذا لم يكن هناك تهديد قبل وأثناء الملء، فاعتقادي أنه تراجع كثيرا بعد اكتمال السد والملء".
واعتبر هريدي أن تدخل ترامب في هذه المرحلة يأتي في إطار ترتيبات إقليمية أكثر منه نزعا لفتيل أزمة، موضحا أن ترتيب الملفات الإقليمية بما فيها ملف غزة سيكون ضمن الاتفاق