و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع
موقع الصفحة الأولى

كسب الرأى العالمى يحتاج لصرف أموال باهظة لبناء وجهة نظر معينة، أو تغيير انطباع قديم حفره التاريخ في نفوس السابقين، و الصهيونية قد ووضعت خريطة شاملة من أجل تغيير وجهة نظر قديمة في أوروبا عن سلبيات اليهود، وبناء على وجهة نظر جديدة تحقق الأهداف الصهيونية على مستوى العالم.
والسينما هى الطريقة الأسرع في توصيل الهدفين المذكورين ، فقد اهتموا بها، لكن الوضع المالي الذاتى وقتئذ لم يسعف الصهيونية لتحقيق ذلك ، لذلك اعتمد اليهود على الموارد المالية والفنية من خارج إسرائيل ، وبلغت في ذلك شأوا كبيرا لدرجة أن 75% من افلامهم قد اعتمدت على هذا التمويل الخارجي.
وكان من مظاهر هذا التمويل استخدام أكبر المخرجين العالميين ، وأشهر نجوم التمثيل العالمى في توصيل وجهة النظر الإسرائيلية إلى أكبر عدد ممكن ، وإلى أبعد مدى .. ومن هؤلاء المخرجين " أوتو برمنجو" و"نورمان" و "جول داسان" و "جوسون" و " بروبرت وايز"وغيرهم.
ومن أشهر الممثلين " جريجورى بيك" و" روبرت فاجنر"وناتالى وود" و " بربارا ستر ساند" و " تونى كيرتس" وغيرهم من نجوم السينما العالمية آنذاك . ولا شك أن هؤلاء النجوم لهم جماهيرية عالمية مؤثرة.
والمال يحرك هؤلاء بالقطع، ويوجه قبلتهم التى يتوجهون إليها ، ورأس المال الصهيونى العالمى قد ارتبط ارتباطا وثيقا بالأهداف المرجوة ، ولم يكن ذلك بالأمر الهين والسهل، بل كلفهم الكثير، ونجحوا في تشكيل وجدان أصحاب الشركات العظمى نحو الغايات الإسرائيلية .. فمثلا " شموئيل جولدن" صاحب شركة" مترو جولدين ماير" و "يونايتد أرتست" قد ترك مدينة " وارسو" في بولندا موطنه الأصلي، وهاجر إلى أمريكا،وظل هناك يساعد اليهود بالأموال، والأفكار التى تخدم أغراض اليهود في تشويه صورة العرب، ونجح بالإحصائيات في تأكيد كراهية العرب عبر إقامة الندوات واللقاءات التى يجمع عليها الناس وبرز أكثر دور " لويس ماير" الذي كان يعمل مديرا لشركة " متروجولدن" في تفعيل دور السينما الإسرائيلية عبر ثلاثين عاماُ أخلص فيها بصهيونيته ويهوديته في إنجاح وجهة النظر الإسرائيلية في تشويه العرب.
ثم ظهر دور"وليام فوكس" -مجرى الجنسية-. مؤسس شركة " فوكس القرن العشرين" في خدمة الأهداف الصهيونية وذلك بدعمه المالي والفكري للسينما في إسرائيل.

 

أكبر استوديوهات متطورة في السينما 


وأما الجوانب الفنية فقد اعتمدت الصهيونية على " كارل لامل" مؤسس شركة " نيو فرسال" التى كانت تملك أكبر استوديوهات متطورة في السينما الأمريكية ، وهذا الرجل أمد السينما في إسرائيل بالأجهزة والخبرات الفنية المؤثرة ، دفعة لذلك يهوديته المعروفة فضلا عن كراهيته المكتسبة للعرب.
وعلى الصعيد نفسه فإن مؤسستى " الأخوة وارنر" اليهودية التى أسست في وارسو في بولندا، وشركة " برامونت" لمؤسسها اليهودى "أدولف زوكور" الذى أسهم بالقدر الأكبر في إنشاء مدينة السينما الأولى في العالم " هوليوود" هذان قد أسسهما بتمويل فعال ومؤثر في دعم السينما الإسرائيلية، ودعم الأفلام التى تحارب العرب وتشوه سيرتهم.
ومن ثم تحركت المواتير الإسرائيلية ممثلة في السينما الداخلية والخارجية، وقد بلغت ما يقرب من 250 إلى 280 فيلما في السنة معظمهم من إنتاج هوليوود ، وجميعها يصب في خدمة الأهداف الصهيونية، ونجحت في تشكيل عقول الرأى العام العالمى ، وهذا هدف مهم جدا بالنسبة للصهيونية
وأشهر هذه الأهداف هو تبرئة اليهود من دم السيد المسيح ، وقد تبلورت هذه الفكرة فى فيلم "المسيح نجم فوق العادة" بخلاف منصوص الانجيل الذي يبين جريمة" يهوذا الاسخريوطى" بالوشاية عن المسيح عليه السلام، الأمر الذي جعل الرومان يقبضون عليه حيث صلبوه كما في العقيدة المسيحية ، لكن هذا الفيلم جاء ليعفى اليهود من هذه المسئولية الشنعاء ، وبالرغم من أن إنجيل متى يقول على لسان اليهود "... دمه علينا وعلى أولادنا" ، وهو اعتراف من اليهود بمسئوليتهم عن قتل السيد المسيح ، فإن البابا بندكت السادس عشر 1927- 2022 م ، قد أعلن براءة اليهود في كتابه"يسوع الناصرى" ، الأمر الذي يكشف إلى مدى نجحت الجهود الصهيونية في تغيير جزء من معتقد البابا بندكت.

تم نسخ الرابط