تعهد بحماية الدروز
الشرع يسحب قواته من السويداء بعد مقتل المئات..ونتنياهو: وقف النار انتُزع بالقوة

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، وفق ما أفاد شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، تزامناً مع إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف فصائل درزية مسؤولية الأمن وتنديده بالتدخل الإسرائيلي، وقال مراسل الوكالة إن القوات الحكومية أنهت انسحابها فجراً.
واتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة ألقاها فجر اليوم، إسرائيل بـخلق الفتن داخل سوريا، مضيفاً أنها تسببت في تصعيد الوضع (في محافظة السويداء) بتصرفاتها.
وقال الشرع: "أصبحنا أمام خيارين إما مواجهة إسرائيل أو إصلاح جبهتنا الداخلية"، مضيفا: سنواجه محاولات خلق الفوضى بالوحدة... سوريا لن تكون مكاناً لخلق الفوضى... ولن نسمح بجر سوريا إلى حرب جديدة".
وشدد الرئيس السوري على رفض أي محاولة لتقسيم سوريا، مؤكداً أن الدروز جزء من نسيج الوطن، وحمايتهم أولوية، ومشيراً إلى تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن بالسويداء.
واندلعت اشتباكات، الأحد الماضي ، في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو، أوقعت عدداً من القتلى، ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات.
ودخلت إسرائيل على خطّ المواجهة فشنَّت سلسلة غارات قرب دمشق وفي جنوب سوريا، قائلةً إنها تعمل على «حماية الدروز». ومساء أمس، أعلنت السلطات السورية التوصل لاتفاق مع فصائل درزية في السويداء لوقف إطلاق النار.
وقال الشرع في خطابه : "أصبحنا أمام خيارين إما مواجهة إسرائيل أو إصلاح جبهتنا الداخلية"، مضيفاً: "سنواجه محاولات خلق الفوضى بالوحدة.. سوريا لن تكون مكاناً لخلق الفوضى.. ولن نسمح بجر سوريا إلى حرب جديدة".

وأضاف الشرع في كلمته "لقد خرج شعبنا في ثورة من أجل نيل حريته، فانتصر فيها وقدم تضحيات جسيمة، ولا يزال هذا الشعب على أهبة الاستعداد للقتال من أجل كرامته في حال مسها أي تهديد".
وتابع أن "الكيان الإسرائيلي الذي عوّدنا دائماً على استهداف استقرارنا وخلق الفتن بيننا منذ إسقاط النظام البائد، يسعى الآن مجدداً إلى تحويل أرضنا الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية، يسعى من خلالها إلى تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض.
واعتبر الرئيس السوري أن "هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كلّ الأساليب في زرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أن السوريين، بتاريخهم الطويل، رفضوا كلّ انفصال وتقسيم".
ورأى أن "امتلاك القوة العظيمة لا يعني بالضرورة تحقيق النصر، كما أن الانتصار في ساحة معينة لا يضمن النجاح في ساحة أخرى، قد تكون قادراً على بدء الحرب ولكن ليس من السهل أن تتحكم في نتائجها، فنحن أبناء هذه الأرض، والأقدر على تجاوز كلّ محاولات الكيان الإسرائيلي الرامية إلى تمزيقنا، وأصلب من أن تزعزع عزيمتنا بفتنٍ مفتعلة".
انتُزع بالقوة
على صعيد أخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن وقف إطلاق النار في سوريا "انتُزع بالقوة" بعد ضرب بلاده أهدافاً عسكرية وحكومية في دمشق، وأنحاء أخرى من البلاد، وسط اشتباكات دامية بين القوات الحكومية السورية والأقلية الدرزية في منطقة السويداء.
وأضاف نتنياهو في بيان: "إن وقف إطلاق النار انتُزع بالقوة، ليس من خلال المطالب أو الاسترحام، بل بالقوة"، مشيراً إلى أن القوات السورية بدأت، مساء الأربعاء، انسحابها من مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
وكشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن حصيلة الضحايا منذ صباح الأحد، نتيجة الاشتباكات وعمليات الإعدام الميداني والقصف الإسرائيلي على محافظة السويداء ومحيطها.

حيث بلغ عدد القتلى 374 شخصا، توزعوا بين مدنيين ومقاتلين ومسلحين وعناصر أمنية، حيث قُتل 107 من أبناء محافظة السويداء، بينهم 28 مدنيا، من ضمنهم 4 أطفال و4 سيدات، قُتلوا في ظروف متفرقة خلال المواجهات المسلحة.
في حين قُتل 207 من عناصر وزارة الدفاع والأمن العام، من ضمنهم 18 مقاتلا من أبناء العشائر البدوية المنتشرة جنوب وغرب المحافظة، وتم توثيق إعدام 27 شخصاً ميدانيا، من ضمنهم 4 نساء ورجل مسن، برصاص عناصر تابعين لوزارتي الدفاع والداخلية.
هذا وما تزال عمليات التمشيط والبحث جارية في عدة أحياء ومناطق، ما يجعل أرقام الضحايا مرشحة للارتفاع خلال الساعات أو الأيام المقبلة.