خسائر اقتصادية مباشرة
حريق سنترال رمسيس يتسبب في شلل الخدمات الرقمية من الأرض للسما

تحول حريق سنترال رمسيس إلى ما يشبه كرة الثلج، التي يزيد حجمها كلما تدحرجت، مع زيادة الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن الحريق، بعد تعطل المكالمات الهاتفية، وفشل الوصول إلى خدمات الإنترنت الأرضي، وبعض الخدمات المصرفية الرقمية، وأبرزها بطاقات الائتمان وأجهزة الصراف الآلي ATM والمعاملات الإلكترونية.
وكانت مجموعة مراقبة الإنترنت "نت بلوكس" أعلنت أن بيانات الشبكة كشفت أن الاتصال على مستوى مصر وصلت إلى نسبة 62% من المستويات العادية، كما تأثرت خدمات شحن عدادات الكهرباء والمياه مسبوقة الدفع.
من جانبه، كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات، عن نقل الخدمات المتأثرة من سنترال رمسيس إلى سنترالات بديلة، مؤكدا عودة خدمات الاتصالات المتأثرة بشكل تدريجي خلال 24 ساعة.
وقال "طلعت" إن البنية التحتية لا تعتمد بالكامل على سنترال رمسيس، كما أن الخدمات الحيوية مثل النجدة، الإسعاف، والمرافق العامة تعمل بشكل طبيعي.
وفي محاولة لمواجهة التداعيات الناجمة عن حريق رمسيس، أعلنت الشركة القابضة لمياه الشرب، عن تشغيل مراكز شحن العدادات مسبقة الدفع لورديات مسائية، وذلك حتى حل مشكلة الدفع الإلكتروني، ولاستمرارية تقديم الخدمات للمواطنين دون انقطاع.
وجاء قرار الشركة القابضة لمياه الشرب، في محاولة لمواجهة مشكلة التوقف المؤقت لخدمات الشحن الإلكتروني عبر شركات المدفوعات (فوري – خالص)، ولضمان توافر خدمات الشحن خلال فترات الذروة.
كما اتخذت وزارة الكهرباء خطوات بديلة للدفع الإلكتروني، ودعت المواطنين للتوجه إلى فروع شركات توزيع الكهرباء لشحن كروت العدادات، وأكدت أن هذه الفروع تعمل بكفاءة رغم تعطل بعض خدمات التكنولوجيا المالية المرتبطة بالبنية التحتية للاتصالات المتأثرة بحريق سنترال رمسيس.
أما وزارة المالية، فوجهت تعليمات جديدة إلى الجهات الحكومية حول التحصيل النقدي، نتيجة تعذر استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، وقررت "المالية" التحول بشكل فوري إلى التحصيل النقدي عند تعذر الشحن الإلكتروني، مع تسجيل رقم البلاغ الفني أو مذكرة رسمية ويذكر فيه أسباب العطل، على أن تتم العودة الفورية إلى النظام الإلكتروني عند زوال السبب.
ومع توقف ماكينات الصراف الآلي عن العمل، واجه العديد من المواطنين صعوبات في الحصول على السيولة النقدية، وهو ما تسبب في تعطل العديد من الأنشطة اليومية المعتمدة على النقد.
وتأثرت خدمة الإسعاف مع تعطل العديد من خدمات الاتصالات، لتعلن وزارة الصحة عن توفير أرقام بديلة لخدمة الإسعاف في القاهرة والمحافظات، لتكون بديل مؤقت عن رقم 123 الخاص بالخدمة.
الشهر العقاري
وتعطلت خدمات الشهر العقاري المقدمة للمواطنين، بسبب العطل الذي تعرضت له شبكات الاتصالات والإنترنت نتيجة الحريق الذي شب في سنترال رمسيس، وأكدت مصادر في المصلحة أن نظام التشغيل سيتم استعادته بالكامل في جميع الخدمات المقدمة للمواطنين عند استقرار شبكة الإنترنت، مع تنفيذ حلول بديلة بالتنسيق والتعاون الكامل مع وزارة الاتصالات.
واشتكى عدد من المواطنين أيضا من تعطل خدمات النقل الذكي على تطبيقات أوبر وكريم وان درايف، والتي تعمل من خلال تطبيقات على أجهزة الهاتف المحمول، وذلك بعد تأثر خدمات الاتصالات نتيجة حريق سنترال رمسيس.
وشهدت حركة الطيران تأخيرات في مواعيد إقلاع بعض الرحلات الجوية، بسبب العطل الذي شهدته شبكات الاتصالات والإنترنت بعد اندلاع حريق رمسيس، وتمت متابعة الأزمة من قبل الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، وذلك من داخل مركز الأزمات في مطار القاهرة الدولي، وذلك بالتنسيق مع مركز العمليات المتكامل بشركة مصر للطيران.
وبعدها، أكدت وزارة الطيران المدني إقلاع جميع الرحلات الجوية، بعد تعطل شبكات الاتصالات والإنترنت بسبب حريق سنترال رمسيس.
كما قرر أعلن البنك المركزي المصري، مد مواعيد العمل في بعض فروع البنوك، حسب التوزيع الجغرافي للفروع على مستوى الجمهورية، وبناء على رؤية كل بنك، ليكون مد العمل حتى الساعة 5 مساء، بدلا من الساعة 3، وذلك خلال أيام العمل الرسمية، بداية من اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025، حتى صدور تعليمات أخرى، وذلك لمواجهة التداعيات الناجمة عن تعطل شبكت الاتصالات بسبب حريق سنترال رمسيس.
وأعلن البنك المركزي أيضا عن زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من فروع البنوك بالعملة المحلية، ليكون 500 ألف جنيه للأفراد والشركات، بدلا من 250 ألف جنيه، وذلك بصورة مؤقتة حتى عودة الاتصالات إلى طبيعتها بشكل كامل، بعد حريق سنترال رمسيس.
كما أعلن البنك الأهلي المصري عن احتمالية لتأثر بعض خدماته المصرفية بشكل مؤقت خلال الفترة المقبلة، وذلك في رسالة موجهة إلى عملائه اليوم الثلاثاء، بعد حريق سنترال رمسيس.
وتأثرت البورصة المصرية أيضا بتداعيات حريق سنترال رمسيس وتأثر شبكات الاتصالات في مصر، لتقرر تعليق التداول في تعاملات الثلاثاء، بسبب الاضطرابات المستمرة التي أثرت على قدرة شركات السمسرة على التواصل بكفاءة عبر نظام التداول، وذلك بعد اندلاع حريق في سنترال رمسيس، والذي يمثل المركز الرئيسي لخطوط البيانات والاتصالات في القاهرة.
واندلع حريق هائل في سنترال رمسيس، وهو أحد الأعمدة الأساسية للبنية التحتية الرقمية المصرية، والذي تمر عبره 40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية، كما تعتمد عليه شركات الاتصالات الكبرى مثل "فودافون، أورانج، اتصالات، وي" في تمرير المكالمات والبيانات.
وأعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، عن نقل حركة الإنترنت الثابت بالكامل على مركز الحركة التبادلي في سنترال الروضة، بعد السيطرة على حريق سنترال رمسيس.
كما كشف جهاز الاتصالات عن تأثر خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول (صوت/ نقل بيانات) في شركات المحمول الثلاث فودافون واورانج واتصالات، بسبب تعطل بعض دوائر الربط بسبب حريق سنترال رمسيس، وأنه يتم استعادة دوائر الربط المتأثرة بحريق سنترال رمسيس، مع استبدالها على اتجاهات أخرى على باقي سنترالات الشركة المصرية للاتصالات.