و الأخيرة

رئيس مجلس الإدارة
أحمد عصام فهمي
رئيس التحرير
محمود الضبع

منخفض جوي يقتلع الخيام المهترئة

غزة تحتضر بسبب البرد القارص.. رضيع يرفع عدد الشهداء لـ13 وانهيار 17 منزل

موقع الصفحة الأولى

آنات سيدة مسنة فلسطينية من غزة تنطلق وهي تلتحف بإحدى البطانيات التي وصلت عبر المساعدات المصرية، وتصرخ فرحا قائلة: "دفيت أمك يا سيسي .. الله يوفقك ويرضى عليك ويبعد عنك أولاد الحرام" .. كانت تلك كلمات الشكر التي عكست فرحة مسنة فلسطينية في وطن خرج من انات قصف الاحتلال ليرزخ تحت زخات المطر والبرد القارص وطقس عاصف ينسف الخيام المهترئة.   

طقس البرد القارص، تسبب في استشهاد رضيع اليوم جراء الموجة الباردة التي تعصف بغزة، وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الطفل الرضيع رفع عدد الشهداء بسبب البرد القارص لـ 13 حالة خلال الأيام الماضية. 

وأشارت الوزارة أن المنخفض الجوي أدى إلى تضرر وغرق مئات خيام النازحين، وانهيار ما لا يقل عن 17 منزلا، وسط أزمة إنسانية تتفاقم في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات الضرورية ولوازم الإيواء.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الرضيع سعيد أسعد عابدين (شهر واحد) توفي نتيجة انخفاض شديد في درجة الحرارة.

وقد تأثرت خيام النازحين جراء الأمطار والرياح العاتية بشكل بالغ، لا سيما في مدينة غزة وشمالي القطاع، وهي المناطق التي تعرضت لعمليات قصف مكثفة وممنهجة على مدار عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية.

الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة حذَّرت، من أن العمليات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في غزة، معرَّضة لخطر الانهيار إذا لم تقم إسرائيل بإزالة العراقيل التي تشمل عمليات تسجيل «إشكالية وتعسفية ومسيَّسة للغاية». 

وقالت الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة إغاثة محلية ودولية، في بيان مشترك، إن العشرات من منظمات الإغاثة الدولية معرضة لإلغاء تسجيلها بحلول 31 ديسمبر، مما يعني أن عليها إغلاق عملياتها في غضون 60 يوماً. 

وجاء في البيان: «سيكون لإلغاء تسجيل المنظمات غير الحكومية الدولية (منظمات الإغاثة الدولية) في غزة تأثير كارثي على إتاحة الخدمات الأساسية والضرورية». وأضاف البيان أن «المنظمات غير الحكومية الدولية تشغّل أو تدعم غالبية المستشفيات الميدانية، ومراكز الرعاية الصحية الأساسية، وتتولى الاستجابة للطلبات العاجلة لتوفير المأوى، وخدمات المياه والصرف الصحي، والمراكز المعنية بضمان استقرار التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، والأنشطة الحرجة المتعلقة بالتعامل مع الألغام».

الاحتلال يمنع المساعدات

يأتي ذلك في الوقت الذي لم يلتزم الاحتلال فيه بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا وفق ما نص عليه الاتفاق، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الذي أكد أن متوسط عدد الشاحنات التي سمح بدخولها إلى القطاع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ لم يتجاوز 234 شاحنة يوميا.

ويمنع الاحتلال دخول المواد التي يحتاجها سكان قطاع غزة للوقاية من الأمطار في فصل الشتاء أو ترميم منازلهم التي تعرضت للقصف، في ظل عدم وضوح موعد وآلية بدء إعادة الإعمار.

ومن جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن استمرار استشهاد الأطفال في غزة، والذي كان آخرهم طفل في خانيونس، بسبب البرد الشديد وتواجدهم في الخيام وعدم وجود الإيواء المناسب، يشكل جريمة واضحة يرتكبها الاحتلال بمواصلة حصاره للقطاع ومنع الإعمار بعد حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة. 

وأضاف قاسم: من المؤسف أن كل المناشدات لإدخال إيواء حقيقي متمثل بالبيوت المؤقتة وبدء الإعمار لم تحرك العالم لإغاثة أطفال غزة، الذين كانوا يموتون بالقصف والنار، واليوم يموتون بسبب البرد. –

ودعت حماس إلى تحرك جاد وحقيقي من المجتمع الدولي لإغاثة غزة قبل تفاقم الكارثة ووقوع وفيات جماعية بسبب البرد وعدم وجود إيواء ولا مواد تدفئة.

تم نسخ الرابط