حماس تطعن من الداخل
بئر الخيانة.. فلسطينيون متورطون في العمالة لصالح الاحتلال الإسرائيلي «بالأسماء»
يستمر الاحتلال الاسرائيلي في زرع عملائه في الاراضي الفلسطينية، فلم يمضي بضع أيام على مقتل ياسر أبو شباب زعيم المليشيا المناوئة لحركة حماس في غزة المعروف بتاريخه في العمالة لصالح إسرائيلي حتى خرج من بعده، شوقي أبو نصيرة زعيم عصابة في خانيونس ليعلن عمالته لصالح إسرائيل في مقابلة مع القناة 14 العبرية.
فخرج أبو نصيره ليقول على غبر القناة العبرية: العلاقة بيننا وبين الإسرائيليين علاقة قوية وصداقة حميمة وسنعيش معهم بقية العمر في أمن وسلام وهم يمدوننا بالسلاح والطعام واللبس وننسق معهم أمنيا لأبعد مدى.
وحول السؤال: هل يخشى مع الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب، أن تسحب "إسرائيل" والولايات المتحدة أيديهما وتتركاه وحيدا؟ فأجاب: "لا أعتقد ذلك ترامب والإسرائيليون أشخاص إنسانيون وصادقون، ومن المؤكد أنهم سيدعموننا".

لكن تاريخ العملاء لا يتوقف خاصة في ظل وجود احتلال ومقاومة، فتاريخ العمالة يتغذى على هذين العنصرين، وقد برزت شخصيات عديدة في تاريخ بئر الخيانة والعمالة لصالح إسرائيل، منهم من تم الكشف عنهم وتم اعدامهم ومنهم من أعدم دون الكشف عنهم ومنهم من هم مطلوبون وجاري البحث عنهم ومنهم من يختبئ داخل إسرائيل الان، ومن بين تلك الشخصيات برزت عدة أسماء:
- أحمد حسنين وأنور شحيبر، وهما فلسطينيان متورطان بشكل مباشر في جريمة اغتيال القيادي بحماس محمود المبحوح عام 2010 ، وتم الكشف أنهما عملا سابقًا في الأجهزة الأمنية، وساعدا فريق الموساد بدبي، وأُعلِن أنهما اعتقلا بعد تدخل إماراتي – تسريبات لاحقة أكدت علاقتهما بالموساد.
- بسام أبو سرية، أعدمته حماس 2009، فلسطيني من مدينة غزة، أُعدم بعد اعترافه بالتجسس لصالح إسرائيل وتورطه في رصد مقاومين ومواقع عسكرية، - قدم معلومات ساعدت في اغتيالات فيادات فلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
- - أشرف أبو ليلى، فلسطيني من غزة، اتُّهم بأنه وفّر معلومات دقيقة للمخابرات الإسرائيلية عن تحركات القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا قبل اغتياله في 2019، وأعدمته المقاومة الفلسطينية لاحقًا
وبعد عامان من شن العدوان على عزة، وبعد اعلان مقتل أبو شباب الشخصية الأبرز في العمالة لصالح إسرائيل في غزة، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن عدد من الأسماء المطلوبة رسميا وجاري البحث عنهم، وكان أبرزهم :
- حسام عبد المجيد الأسطل، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي، اتُهم بالارتباط بأجهزة استخبارية إسرائيلية منذ منتصف التسعينيات، وظهر اسمه في تحقيقات محلية بعد توقيف مشتبه به أعلنته وزارة الداخلية بغزة عام 2022 للاشتباه بمشاركته في اغتيال العالم فادي البطش في كوالالمبور، وهو من بين الذين التحقوا بعصابة ياسر أبو شباب بعد انهيار الوضع الأمني في بداية الحرب، وفق تقارير ميدانية.

- غسان عبد العزيز محمد الدهيني، ومعروف بكثرة الظهور على منصات التواصل الاجتماعي، وُصف بأنه ضعيف في التحصيل العلمي والكتابة والقراءة، وبرز كذراع يمنى لياسر أبو شباب في شرقي رفح—قائد ميداني ضمن تشكيلة العصابة التي عملت تحت مظلة حماية ودعم أكدت تقارير أنها ترتبط بتدخلات أمنية وسياسية.
- رامي عدنان محمود حلس، ويقيم في حي تل الهوا بمدينة غزة ويعمل ضمن جهاز أمن الرئاسة وقاد مجموعة مسلّحة نشطة في حي الشجاعية شرق غزة، واتُهم بتلقي دعم مباشر من ضباط في جيش الاحتلال عبر ضابط معروف بلقب “أبو رامي”، وتُنسب إليه جرائم ميدانية تتضمن إطلاق نار على مقاومين واختطاف مواطنين وتسليمهم لقوات الاحتلال، ما يجعله هدفًا للمقاومة وفق المصادر الميدانية.
- أشرف محمد محمود المنسي، اتهمته جهات أمنية تابعة للمقاومة بتشكيل شبكة تخابرية مكونة من نحو عشرين عنصرًا من ذوي السوابق (مخدرات، سرقة، فساد)، تعمل لصالح أجهزة الاحتلال، وتشتمل التهم على إقامة شبكة تخابرية، تسهيل أعمال استخباراتية لصالح الاحتلال، تهريب وتوزيع مخدرات، وتقديم خدمات حماية مادية ومعلوماتية لأجندات معادية.
طعن من الداخل
تاريخ العمالة توقف أمام محطات كثيرة، لكن أغربها كان تورط شخصيات فلسطينية متعمقة في فصائل المقاومة في بئر الخيانة ، ولعل أبرزهم أبناء القيادي بحماس في الضفة الغربية حسن يوسف، والذي اعلن أنه تبرئه منهما، ففي تصريحات خلال المؤتمر السنوي لصحيفة "جيروزليم بوست" أعلن مصعب يوسف نجل قيادي بارز في حركة حماس عن معارضته لحل الدولتين معتبرا أن "السلطة الفلسطينية تشكل تهديدا أكبر من حماس".
ومصعب يوسف هو ابن القيادي في حركة حماس حسن يوسف، أثار كتاب سيرته الذاتية الذي نشره عام 2010 وحمل عنوان "ابن حماس" الجدل الكبير حول ارتباطه بالموساد وخيانته لحركة حماس.
الكتاب تحول إلى فيلم أنتج سنة 2014 وحمل اسم "الأمير الأخضر".
وقال يوسف خلال المؤتمر: "إن فلسطين تعتمد على تدمير إسرائيل. وإذا كان هناك أي تعريف لفلسطين، فهو يعني غياب إسرائيل".
الصحيفة وصفت "الأمير الأخضر" بالإرهابي السابق الذي انشق إلى إسرائيل عام 1997 وعمل جاسوسا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) حتى انتقل إلى الولايات المتحدة في عام 2007.
وأضاف مصعب خلال حديثه: "بالنسبة لأولئك الذين يمثلون حل الدولتين، فإنهم إما يريدون زوال إسرائيل، أو أنهم لا يدركون هذا التهديد الوجودي".
وحسن يوسف، من أبرز قيادات حماس في الضفة، وكان عضوا في المجلس التشريعي المنتخب عام 2006، واعتقل لأول مرة عندما كان عمره 16 عاما.

كما شن نجل القيادي بحماس الثاني صهيب يوسف نجل القيادي الكبير في حركة حماس حسن يوسف، هجوما كبيرا على الحركة التي عمل فيها لسنوات طويلة من الضفة الغربية وتركيا، قائلا بأنها فاسدة وتتجسس لصالح إيران مقابل الأموال، وترسل أطفالا للموت في الضفة الغربية بهدف تخفيف الضغوط عن قطاع غزة.
وقال صهيب في مقابلة روجت لها كثيرا شركة الأخبار الإسرائيلية، بأنه عمل داخل حماس لفترات طويلة، لكنه تركها بسبب الفساد.
وكان صهيب مسؤولا في صفوف الحركة في تركيا ولكنه قرر فجأة مغادرة الحركة مستقلا طائرة إلى شرق آسيا حيث تواصل مع صحفي إسرائيلي من القناة 12، وأكد صهيب في حوار ناقما إلى حد كبير على الحركة التي اعتبرها «مستلقية على ظهور مخدوعين»، مثل والده (الأسير في السجون الإسرائيلية).
عوامل العمالة
ويرى المحلل الفلسطيني الدكتور أحمد البيتاوي أن هناك عدة أسباب تدفع الشخص إلى العمالة والجاسوسية، هي:
العوامل الاستعدادية والكامنة، التي تربط خلفية الفرد ونشأته وعلاقته بوالدية وأقرانه.
العوامل المهيئة والمعززة في بيئة الفرد وتؤثر فيه، كالظروف الأسرية والمادية ومعاملة عائلته له.
العوامل الضاغطة أو المعجّلة التي يتعرض لها الفرد، وتتفاعل مع صفاته وسماته الداخلية. ومن بينها الحقد والانتقام الشخصي من الأفراد والمجتمع، وهذا أخطر أنواع الجواسيس وأكثرهم عمقا وعنفا ويتم تجنيده بسهولة، وربما يكون هو المبادر، لطلب التعامل مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية.

وأشار البيتاوي إلى أن أبرز الأساليب التي يستخدمها العدو لتجنيد العملاء والجواسيس ما يلي:
- الإغراء بالمال عن طريق تقديمه لهم، كرواتب شهرية أو كدفعات محددة لكل مهمة على حدة، إقامة مشروع معين
- الابتزاز بالحرمان من أي من الأمور السابقة، الاسقاط الأخلاقي، التغطية على عمل مشين قد يسبب لفاعله المحاسبة، منع العمل داخل المناطق المحتلة، السيطرة على المعابر والحواجز وتقييد الحركة، منع للسفر خارج فلسطين من أجل التعليم أو العلاج.
- الإقناع وذلك يحتاج إلى جهد كبير، ويستبْعد نجاحه مع الاشخاص الذين يملكون حسا وطنيا.








