الأرقام تحذر من أزمة
مصر تستورد سنوياً 40 مليار متر مكعب مياه افتراضية لمواجهة الفقر المائي
كشف تقرير صادر عن مركز التجارة العالمي، أن مصر تستورد سنوياً ما يعادل من 34 إلى 40 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية في صورة سلع غذائية مستوردة.
وأشار إلى أن هذا الرقم يغطي جزءاً كبيراً من العجز المائي الفعلي في مصر، والذي يصل إجمالاً إلى حوالي 54 مليار متر مكعب من المياه وهو الفرق بين الاحتياجات والموارد المتاحة المتمثلة فى نهر النيل والمياه الجوفية وحصاد الامطار وتحلية مياه البحر.
وبحسب التقرير، تعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستورد للمياه الافتراضية في العالم، بنحو تريليون متر مكعب من المياه سنويًا، وهو ما يعكس اعتمادًا متزايدًا على الموارد المائية خارج حدودها
أظهرت البيانات أن حجم المياه الافتراضية التي تستوردها الولايات المتحدة بلغ نحو 1022 مليار متر مكعب سنويًا، لتتصدر قائمة الدول الأكثر استيرادًا للمياه المرتبطة بالسلع الغذائية والصناعية، وبفارق كبير عن باقي دول العالم.
وجاءت اليابان في المرتبة الثانية باستيراد 795 مليار متر مكعب، تلتها ألمانيا بـ296 مليار متر مكعب، ثم الصين بـ279 مليار متر مكعب، بينما احتلت المكسيك المركز الخامس بـ215 مليار متر مكعب، كما ضمت القائمة كلًا من فرنسا، إيطاليا، والمملكة المتحدة، وهولندا، وكوريا الجنوبية ضمن المراكز العشرة الأولى، بمستويات استيراد تراوحت بين 199 و115 مليار متر مكعب سنويًا.
وكشف تقرير مركز التجارة العالمي، أن فرنسا جاءت في صدارة الدول الكبرى الأكثر معاناة من الضغط المائي بنسبة 896%، أي أنها تستهلك ما يقرب من تسعة أضعاف مواردها الطبيعية المتجددة، وتليها إيطاليا بنسبة 738 %، وأسبانيا بنسبة 695 %، والمكسيك بنسبة 616 %.
ويشير التقرير إلى أن استيراد كميات ضخمة من المياه الافتراضية لا يحل أزمة الندرة المائية التي تواجهها الدول، خصوصًا تلك التي تعاني عدم توازن واضح بين الاستهلاك والإنتاج المائي المحلي، مثل فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة.
خط الفقر المائي
وتعيش مصر تحدياً مائياً غير مسبوق، حيث تضعها الأرقام الرسمية في مصاف الدول التي تعاني من فقر مائي مطلق. ففي مقارنة صارخة مع المعدلات العالمية، تكشف البيانات أن نصيب المواطن المصري من المياه العذبة لا يتجاوز نصف خط الفقر المائي المعترف به دولياً ، ما يجعل قضية الأمن المائي هي القضية الوجودية الأبرز للدولة المصرية.
ويحدد المقياس الدولي حالة الفقر المائي هو 1000 متر مكعب من المياه العذبة المتاحة للفرد سنوياً، مشيرا إلى أن الدولة التي يقل نصيب الفرد فيها عن 1000 متر مكعب تعتبر في حالة فقر مائي.
ويتراوح نصيب الفرد في مصر حالياً، بين 500 إلى 560 متر مكعب سنوياً للفرد، وفقاً لبيانات وزارة الري والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وتشير الأرقام إلى أن نصيب الفرد في مصر يمثل حوالي 50% فقط من خط الفقر المائي العالمي، مما يضع مصر ضمن الدول الأكثر ندرة في المياه على مستوى العالم. وتشير التوقعات إلى أن هذا النصيب قد ينخفض إلى أقل من 500 متر مكعب بحلول عام 2025 مع استمرار النمو السكاني.
وتعتمد مصر بشكل شبه كلي على مصدر مائي واحد، هو نهر النيل، الذي يمثل أكثر من 97% من مواردها المائية المتجددة. وتتوزع الأرقام الرسمية للموارد والاحتياجات بين؛ حصة النيل الثابتة 55.5 مليار متر مكعب، والمياه الجوفية العميقة حوالي 2.5 مليار متر مكعب، وحوالي 1.3 مليار متر مكعب من الامطار والسيول، و0.38 مليار متر مكعب من مياه البحر المحلاه، وهو ما يبلغ 60 مليار متر مكعب سنويا.
بينما يمثل إجمالي الاحتياجات المائية السنوية؛ حوالي 114 مليار متر مكعب، ما يشير إلى أن العجز المائي السنوي، يصل إلى حوالي 54 مليار متر مكعب فى مصر.








